نائب مركز علوم الفضاء ب«الأمم المتحدة»: التغيرات المناخية نتيجة الاحتباس الحراري

أكد الدكتور علاء النهر، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، ممثل مصر بلجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بڤيينا، أن التغيرات المناخية نتيجة الاحتباس الحراري هي السبب وراء العديد من الظواهر الطبيعية المغايرة التي تشهدها مصر مؤخرا خاصة الأمطار الرعدية غير المتوقعة زمانيا ومكانيا فوق القاهرة والجيزة وبعض محافظات الدلتا في هذا الوقت من السنة والتي عرفت بأمطار الربيع.
وأضاف «النهري»، في تصريحات خاصة، ل«المصري اليوم» أن ارتفاع درجة حرارة الأرض وإعاده توزيع خط المطر وتقدير الآثار الناجمة عن تغير الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية كمتوسط عالمى نتج عنه العديد من الظواهر الطبيعية التي تحدث في الوقت الحالي ومن المتوقع حدوثها في المستقبل القريب مثل تغير حركة التيارات المائية في المحيطات والبحار، التي تؤثر بشكل كبير على إعاده توزيع خطوط الأمطار وعدم انتظامها بل تحركها إلى أماكن وأوقات غير مصنفة لهطول الأمطار عليها.
وتابع «النهري» أن أكبر دليل على ذلك تذبذب خط المطر شمال أديس أبابا بمقدار ربع درجة لتسقط أمطار غزيرة على السودان وجنوب إريتريا وجيبوتى أدت إلى سيول عارمة ومدمرة في السنوات الأخيرة خاصه في السودان.
وأكد أن دراسة درجات الحرارة من خلال بيانات الأقمار الصناعية المهتمة بالقياسات المناخية في الفترة ما بين 1960 وحتى 2017، تبين أن متوسط درجة حرارة الأرض قد ارتفع بمعدل درجة ونصف درجة مئوية، وهذا الارتفاع كان مصحوبا بعدد من التغيرات المناخية كمعدلات تساقط الأمطار الغزيرة في مناطق معينة واوقات معينة كانت سابقا لا يسقط عليها أمطار مطلقا ،كما تم ملاحظة أن متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف قد ارتفع بمقدار درجة مئوية واحدة، والشتاء أصبح أكثر دفئا وارتفعت الحرارة فيه بمقدار 2.5 درجة مئوية في أماكن عديدة على مستوى العالم ومن بينها مصر.
وأضاف يمكن تتبع حركة السحب بشكل دورى لمعرفة اتجاه وسرعة الرياح من خلال بيانات الأقمار الصناعية القطبية المدارية والتى تحلق على ارتفاع منخفض من 720 حتي 800 كم، وكذلك الأقمارالثابتة والتى تقبع فوق خط الاستواء على ارتفاع 35886 كم وتقوم بجمع بيانات درجة الحرارة، والرطوبة في طبقات الجو العلوي والتى تتعرض لمستويات ضغط مختلفة في عمق الغلاف الجوي.
ويتم امداد القمر الصناعى براديوميتر لقياس درجة حرارة الغلاف الجوي والماء الموجود فيه،حيث تعمل هذه الاجهزة في طيف الأشعة تحت الحمراء وراديوميتر لقياس نسبة سطوع انعكاس ضوء الشمسي على أسطح مختلفة ،بالإضافة إلى سكانر ليجري مسحا عن بعد للغلاف الجوي العلوي من أجل معرفة درجة الحرارة والرطوبة.
وتابع يتم تصحيح هذه البيانات من قبل برامج التحليل على الأرض حسب زاوية الشمس لتوحيد المعلومات ويتم استخدام النماذج الرياضية باستمرار لمعرفه توزيع الضغط ودرجات الحرارة وسمك كثافة الطبقات الجوية، ويمكن حساب حركة الرياح عن طريق غير مباشر برصد حركة السحب من الأقمار الثابتة، ويسجل هذا القمر حركة السحب قريباً من سطح الأرض وتدرج درجات الحرارة والضغط الجوى داخل طبقات السحب مما يوفر معلومات عن مكان وكثافة الأمطار، بالإضافة إلى إمكانية تحديد اتجاه وسرعة الرياح السطحية والعلوية بواسطة Pulse Doppler Weather Radar
وطالب النهري الجميع بضرورة الاهتمام بتنبؤات الطقس الحديثة والتي تساهم في إنقاذ الأرواح والممتلكات بجانب الاستفاده القصوى من المياه الساقطه وتحويلها إلى مجارى مائية تصب في الأنهار للاستفاده منها في الزراعة والاستخدامات المنزلية والصناعية وغيرها.
وشدد على أهمي الانذار المبكر بالظروف الجوية المغايرة حال توقع أحوال جوية صعبة،خاصة التحذير من العواصف الرعدية القوية، وكذلك العواصف الرملية والتى تتكرر في غير أوقات حدوثها .
وطالب النهري بضرورة الاهتمام بوسائل الانذار المبكر بواسطة الأقمار الصناعيه وربطها بغرف العمليات في المحافظات والوزارات لمواجهة أخطار السيول خاصة على طول ساحل البحر الأحمر وفى سيناء والصعيد حتى أسوان وغيرها من الاماكن المتوقع سقوط سيول عليها مع التحذير من التاثير السلبى للعواصف الترابية والتى تحدث بشكل شبه مستمر في الصحراء الغربية وكذلك حركه اسراب الجراد نتيجة التغيرات المناخية.
وأضاف أن لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى خصصت بندا خاصا بالتغيرات المناخية وتاثيرها على الكرة الأرضية ويناقش ذلك البند مرتين سنويا في شهر فبراير وشهر يونيو لمتابعة قرارات مؤتمرات الأمم المتحدة للاتفاقية الاطارية للتغيرات المناخية، للحد من الآثار السلبية التي سوف تتعرض لها دلتا نهر النيل خلال التسعون سنة المقبلة ولازالت هناك أمورا معلقة خاصة بالدعم المادى والفنى لمصر من الدول الصناعية المتقدمة والتى تم وعدنا بتقديمها وسنعمل على انجازها في يونيو المقبل.