لماذا أعترض على مشروع ممر التنمية؟

د. مغاورى شحاتة دياب
فى عام 2005، طرح أ. د. فاروق الباز ما يسمى مشروع التنمية، على ظهر هضبة الصحراء الغربية بمحاذاة وداى النيل وعلى مسافة تتراوح بين خمسة عشر كيلومترا وثمانين كيلومترا (عند الفيوم) غرب الوادى، وهو مسار يتطابق تقريبا مع مشروع إنشاء طريق الصعيد، الغربى ووصلاته العرضية للربط مع مدن الصعيد ومن هذا التاريخ وبعد دراسة متأنية وجادة على امتداد المحور الطولى (1200كم) والمحاور العرضية 1200كم، وما ذكره أ. د. فاروق الباز عن استيعاب 20مليون مواطن واستجلاب المياه عبر أنبوب بقطر160سم للاستخدامات البشرية من برك توشكى أو من بحيرة السد العالى، وزراعة مليون فدان على مصادر مياه جوفية، ومد خط سكة حديد على الهضبة الجيرية المتشققة.. لذا كان موقفى الرافض المشروع مؤسسا على الأسباب الآتية:
■ إن محور الإسكندرية تحته خزانات ساحلية محدودة جدا فى شكل عدسات، وإمكانات مياه جوفية ضعيفة جدا تستخدم حاليا فى رى زراعات التين واستخدامات بعض القرى السياحية.
■ إن محور طنطا يمر بخزان الدلتا شرقا وهو بعيد جدا عن مسار المحور، ومن المعروف أن المياه الجوفية شرق المحور تحت الدلتا محل استخدام الآن كمصدر تكميلى لمياه الرى فى أراضى الدلتا المحرومة من المياه السطحية، أما خزان المغرة فجار استخدامه فى تنمية غرب الطريق الصحراوى وغرب وادى النطرون.
■ إن محور القاهرة يعانى فى الجزء الغربى منه ضعف إمكانات المياه الجوفية، فى حين يستخدم الجزء الشرقى الرى التكميلى فى جنوب الدلتا، ومن ثم لا يمكن الاعتماد على المياه الجوفية كمصدر للتنمية.
■ إن محور الفيوم يمر بخزانات محدودة عديمة الإمكانات وملوحة عالية - (7000) جزء فى المليون - وأن المياه الجوفية لا يمكن الاعتماد عليها فى أى أنشطة تنموية.
■ إن محور البحرية تحته مياه محدودة جدا وعالية الملوحة (عشرة آلاف جزء فى المليون)، أما مياه الحجر الرملى النوبى فهى على عمق أكثر من 2000 متر، والمياه الجوفية بالواحات البحرية يمكن استخدامها فى تنمية الواحات البحرية ذاتها بدلا من رفعها إلى سطح الهضبة، بمعنى أنه لا توجد مياه جوفية تحت هذا المحور أو بالقرب منه.
■ إن المياه الجوفية تحت محور المنيا محدودة جدا ومالحة وغيرصالحة للاستخدام.
■ إن المياه الجوفية تحت محور أسيوط لا يمكن الاعتماد عليها فى التنمية لضعف إمكاناتها وملوحتها العالية ولا توجد بها تغذية من نهر النيل أو الأمطار كما يتصور أ. د. الباز.
إن محور قنا لا تتواجد تحته مياه جوفية، كما تؤكد الدراسات المتوفرة حاليا على ذلك لدى وزارة الموارد المائية والرى، وأكدت دراسات المتخصصين عدم وجود مياه جوفية تحت هذا المحور.
■ إن محور الأقصر توجد تحته مياه جوفية مالحة وعميقة ومحدودة وأثبتت الدراسات ذلك.
■ تركز الدراسة على محور توشكى فى عدم وجود مياه جوفية فى الجزء الغربى، ونؤكد أن مياه الجزء الشرقى يمكن استخدامها استخداما محدودا فى تنمية منطقة توشكى، أما منطقة أبوسمبل فهى منطقة جار تنميتها فعلا الآن.
يتضح من ذلك أن ما توصلنا إليه وما أكدته دراسات وزارة الموارد المائية والرى أنه لا توجد مياه جوفية، لا تحت الامتداد الطولى للمحور المقترح من العلمين حتى أبوسمبل، ولا تحت المحاور العرضية جميعها، ومن ثم فإن مقترح الدكتور الباز الذى أسسه على تواجد مياه جوفية للتنمية الزراعية وغيرها مؤسس على معلومات مغلوطة وغير صحيحة عن المياه الجوفية، وأنه يجهل علومها وظروف تواجدها ومن ثم جاء مشروعه على غير أساس علمى.
*أستاذ مصادر المياه - رئيس جامعة المنوفية السابق