«شؤون إفريقية النواب» تؤكد ضرورة وضع رؤية إعلامية شاملة تعزز علاقات مصر بالقارة السمراء

طالب رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب الدكتور سيد فليفل بضرورة وضع تصور ورؤية شاملة للتعامل الإعلامي، يعود بالفائدة على دعم وتعزيز جهود استعادة تميز العلاقات المصرية- الإفريقية، محذرًا من السلوك غير المدروس لبعض الإعلاميين الذي يؤثر سلبًا على هذه العلاقات التاريخية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته مساء اليوم الأربعاء لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب تحت عنوان «دعم الرسالة الإعلامية المصرية تجاه شعوب القارة الإفريقية»، بحضور وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة عبدالله حسن، وأمين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أحمد سليم، وأمين عام الهيئة الوطنية للإعلام أمجد بليغ، ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون وسط إفريقيا السفير على الحلواني.
وأكد فليفل أهمية دعم التفاعل الإيجابي المصري العربي الإفريقي والتعاون ما بين وسائل الإعلام المصرية والعربية في هذا الشأن، وضرورة إعادة فتح مكاتب صحفية مصرية في إثيوبيا حيث مقر الاتحاد الإفريقي، وفي نيجيريا ودول حوض النيل، وجنوب إفريقيا تصب إيجابيًا في اتجاه مساندة مساعي القيادة المصرية إلى تحسين العلاقات مع دول القارة السمراء.
ودعا فليفل مجالس تحرير وإدارات الصحف ووسائل الإعلام المصرية إلى الاهتمام بأن تكون إفريقيا حاضرة في تغطيتها اليومية حماية للأمن القومي المصري، منوهًا بدور إذاعة «صوت العرب» في دعم ثورة الجزائر وحركات التحرر في إفريقيا والتي كان لها بالغ الأثر في تميز العلاقات الثنائية مع العديد من الدول الإفريقية، مطالبًا بالاستفادة من خبرات أساتذة الجامعات والصحفيين المتخصصين في الشأن الإفريقي من أجل التواصل عبر قنوات إعلامية وصحفية تخصص للتواصل مع الشعوب الإفريقية.
وتابع: أن مصر هويتها إفريقية كما أنها عربية مسلمة، لافتًا إلى أن 6ر68 % من جينات المصريين إفريقية بحسب دراسة علمية أجريت على عينات من المواطنين في الإسكندرية والمنصورة وكفر الشيخ والبحيرة ومطروح، بينما أشارت الدراسة إلى أن الجينات الإفريقية لمواطني إثيوبيا بلغت نسبتها 3ر68 %.
ودعا فليفل وسائل الإعلام والصحافة إلى إيصال رسالة إيجابية عن مصر للأفارقة شمالاً ووسطًا جنوب الصحراء، وجنوبًا وشرقًا في حوض النيل والقرن الإفريقي، بما يواكب ويعكس اهتمام القيادة السياسية بالتنمية والتعاون مع إفريقيا، مشيرًا إلى أن مصر تقدمت من المرتبة ال 19 إلى ال 16 على صعيد التنمية في إفريقيا، وفق مؤشرات الأداء الاقتصادي، كما ارتفع تصنيفها على صعيد الدخل القومي إلى المرتبة الثانية بعد نيجيريا، فيما جاءت جنوب إفريقيا في المركز الثالث.
ولفت فليفل إلى أن اللجنة سترفع إلى مجلس الوزراء تصورًا عن سبل دعم الرسالة الإعلامية المصرية تجاه شعوب القارة الإفريقية، من خلال الحضور الإعلامي المباشر في الدول الإفريقية والاهتمام بقضاياها، وعرض القضايا المصرية عليها باللغات المحلية، إلى جانب إعداد برامج متنوعة ثقافية ورياضية وسياحية تعرض بشكل يومي عبر وسائل الإعلام.
وطالب فليفل بالاهتمام بشكل خاص بالدول الهامة في إفريقيا والتي تربطها بمصر علاقات تاريخية، لا سيما دول حوض النيل، في إطار الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، خاصة لمواجهة أزمة المياه التي تعد قضية استراتيجية، مع دعم الإعلام في هذا الشأن لجهود مؤسسات الرئاسة والخارجية والصحة والري.
من جانبه، استعرض أمين عام الهيئة الوطنية للإعلام أمجد بليغ، الجهود الإعلامية المصرية للتواصل مع الدول الإفريقية، بدءًا من البرامج الموجهة عبر الإذاعة باستخدام الموجات القصيرة، ومن خلال التليفزيون والإنترنت.
ونوه بوجود قناتين على القمر الاصطناعي «عرب سات» تستخدم إحداها منذ أكتوبر الماضي لإذاعة باقة مصرية عليها، وقد تم نقل وقائع منتدى شباب العالم في شرم الشيخ من خلالها، مؤكدًا ضرورة وجود دعم مالي من أجل تنفيذ مشروع القناة الفضائية الموجهة لإفريقيا باللغات المحلية، لافتًا إلى أن البث التجريبي لها سيبدأ قريبًا.
ودعا عضو اللجنة النائب حاتم باشات إلى العمل من أجل تشكيل «دبلوماسية إعلامية» تساند إرادة وجهود القيادة السياسية للتوجه نحو إفريقيا بقوة والتعاون مع الجهات والشركات السياحية ووسائل الإعلام القومي والخاص في إعداد برامج متخصصة ومتنوعة تغطي قضايا المياه والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.
وأشاد نائب مساعد وزير الخارجية لشئون وسط إفريقيا السفير على الحلواني، بجهود معهد تدريب الأفارقة بالخارجية في تدعيم العلاقات مع الدول الإفريقية خلال السنوات الماضية، داعيًا إلى إعادة فتح المكاتب الإعلامية والصحفية التي أغلقت بالدول الإفريقية.
وأوصت اللجنة في ختام اجتماعها بالعودة إلى الاجتماع خلال شهر من أجل صياغة توصيات ووضع تصور لسبل دعم وسائل الإعلام لتقوم بمهمتها في دعم توجهات توثيق العلاقات المصرية الإفريقية.