قامت القوات البريطانية المتجهة من مصر في 1917 باحتلال جنوبى بلاد الشام من الدولة العثمانية، وفرضت عليها حكما عسكريا في 9 ديسمبر 1917، ودخل قائد القوات البريطانية الجنرال أدموند أللنبى مدينة القدس، مما أثار مشاعرالابتهاج في أوروبا إذ وقعت القدس تحت السيطرة المسيحية لأول مرة منذ أكتوبر 1187. وكانت بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا على تقسيم بلاد الشام بينهما في اتفاقية سرية في 16 مايو 1916حيث وعد الجانبان بأن تكون منطقة فلسطين (من بئر السبع جنوبا إلى عكا شمالاً تقريباً) منطقة دولية، وفى أبريل 1920اجتمع مندوبو «دول الاتفاق» المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في مدينة سان ريمو الإيطالية، بما يسمى مؤتمر سان ريمو، ليقرروا الشكل النهائى لتقسيم الأراضى المحتلة من الدولةالعثمانية. وفي هذا المؤتمر اتفقت الجوانب على منح منطقة فلسطينلبريطانيا، أما شرق الأردن فسرعان ما نالت استقلالها عن بريطانيا وخرجت من دائرة الانتداب في عام 1946، وتم إعلان المملكة الأردنية الهاشمية وكان هذا قبل عامين فقط من خروج آخر جندى بريطاني من القدس وإعلان اليهود قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين أو مايصطلح عليه بالنكبة. واستمر الانتداب البريطاني على فلسطين لمدة 28 عاما من يوليو 1920 إلى مايو 1948 وبالحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى وبموجب معاهدة سيفر. وكانت عصبة الأمم في 11سبتمبر 1922 قد أقرت الانتداب بشكل رسمى على أساس وعد بلفور، وكانت البداية الفعلية للانتداب «زي النهاردة» في 29 سبتمبر 1923، وقد غطت منطقة الانتداب ما يعرف اليوم بفلسطين التاريخية (أى المنطقة التى تقع فيها اليوم كل من دولة إسرائيل والأراضى الفلسطينية- الضفة الغربية وقطاع غزة) بالإضافة إلى منطقة شرق الأردن (المملكة الأردنية الهاشمية الآن) غير أن منطقة شرق الأردن تمتعت بحكم ذاتى (فيما كان يعرف بإمارة شرق الأردن) ولم تخضع لمبادئ الانتداب أو لوعد بلفور. فيما كانت مدينة القدس هي عاصمة الانتداب حيث إقامة الحاكم البريطانى ومؤسسات حكومة الانتداب.وعند بداية فترة الانتداب أعلنت بريطانيا هدفا له تحقيق وعد بلفور، أي فتح الباب أمام اليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين وإقامة «بيت وطنى» يهودى فيها.