صناعة«التعهيد» تستعد لمرحلة جديدة لتوفير آلاف فرص العمل

غيرت شبكات الاتصالات والإنترنت الكثير من طرق الأعمال التجارية فى العديد من الدول، وتأتى صناعة التعهيد»outsourcing» فى صدارة المستفيدين من هذا التحول، وهى تعنى إسناد مؤسسات أو شركات لأداء بعضٍ من أعمالها لجهات خارجية متخصصة، حتى تستطيع هذه المؤسسات التركيز على أعمالها الرئيسية.
وتحقق مصر عائدات تصل إلى 1.6 مليار دولار سنوياً من خدمات التعهيد، إلا أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تستهدف إحداث تطوير أكبر بها لتحقق نمواً مضاعفاً خلال الثلاث سنوات المقبلة، وزيادة عوائدها إلى 3 مليارات دولاروتوفير 750 ألف فرصة عمل، وذلك عبر خطة ممنهجة تستهدف التركيز على التدريب وإنشاء مناطق تكنولوجية فى المحافظات، والاستفادة من مرور الكابلات البحرية بالعديد من السواحل المصرية.
إلا أن شركات القطاع يرون أن نجاح مصر فى هذا التحول وتوفير هذا الكم من فرص العمل مشروط بمجموعة من الإجراءات الداعمة.
قال المهندس سامح منتصر، رئيس شعبة التعهيد بجميعة اتصال، إنه على الشركات بدء اتخاذ خطوات للتعامل مع التحديات المستقبلية التى بطأت من نمو الصناعة فى عدد من الدول بسبب الذكاء الصناعى والتطورالتكنولوجى، وذلك من خلال ضخ استثمارات فى المنصات الذكية وإقامة شراكات مع مؤسسات تقنيات الحوسبة السحابية، وعقد شراكات مع الشركات الناشئة لإحداث تطور فى تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات.
وأكد منتصر، على حتمية استغلال خريجى الجامعات سنوياً وتأهيلهم للالتحاق بمجال التعهيد، والذى يعمل على توفير ما لا يقل عن 15 ألف فرصة عمل بدخل شهرى يتراوح من 4000 إلى 7000 جنيه، تُحدد وفقُا لدرجة إتقان اللغة والقدرات الفنية والتكنولوجية المكتسبة.
وقالت ريم أسعد الرئيس التنفيذى لشركة راية لمراكز البيانات، إن المناطق التكنولوجية الجديدة من شأنها المساهمة فى تحقيق مستهدفات القطاع بشروط تتمثل فى ضرورة إعادة النظر فى قرار تحصيل إيجارالمبانى بالدولار لما يمثله من ضغط كبير على نفقات الشركات وعلى الجدوى الاقتصادية للاستثمار فى ظل ارتفاع معدلات التضخم الحالية وتأثيرها السلبى على كافة مدخلات الصناعة.
ونوهت إلى أن شركات التعهيد مستمرة فى زيادة أنشطتها التشغيلية بالسوق المصرية وتنويع خدماتها نظراً لفرص النمو المتوقعة فى الصناعة، مشيرة إلى أن منطقة الخليج خاصة السعودية والإمارات والكويت يحظون بالكم الأكبر من الخدمات المقدمة فى ظل مستوى التنافسية المرتفع للشركات المصرية مقارنة بنظيرتها الأجنبية سواء على مستوى كفاءة الخدمة والاستشارات المقدمة، أو على مستوى التنافس السعرى خاصة بعد تحرير سعرالصرف.
وأوضح أشرف الطنبولى، رئيس شركة «nubis apps» للبرمجيات، أنه من الضروى إيجاد أنماط جديدة من خدمات التعهيد وعدم اقتصارها على «الكول سنتر»، والقيام بحملة ترويجية فى الخارج من قِبل الشركات العالمية المتواجدة فى مصر لتصدير صورة ذهنية إيجابية عن استقرار المناخ الاستثمارى، بالإضافة إلى مرونة القوانين والتشريعات المحلية.
وتوقع ارتفاع معدل نمو الصناعة فى مصر بنسبة 50% بالتزامن مع دخول أنماط جديدة فى صناعة التعهيد مثل مجالات هندسة البرمجيات وإدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات.
وأكد عمرو شوقى رئيس شركة «إيجى تك» لأعمال الشبكات، على ضرورة أن تعمل الدولة على توفير حوافز استثمارية ولوجسيتية للمستثمرين فى المناطق التكنولوجية لدفع صناعة التعهيد وإتاحة فرص العمل، وأيضاً المساهمة فى ظهور جيل جديد من الشركات الصغيرة المحلية.
ونوه إلى أن قطاع التعهيد فى مصر قادر على المنافسة فى ظل تواجد أكثر من 20 شركة محلية ومتعددة الجنسيات وعدد ضخم من العاملين يتخطى ال 100 ألف شخص من بينهم 50 ألف يقومون بالتعهيد الخارجى.
من جانبه أكد المهندس خالد شريف المساعد السابق لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن استعادة خدمات التعهيد لمكانتها مرهون بتدشين بنية تحتية قوية قادرة على تحمل العمل بخدمات الجيل الرابع والخامس خلال 6 أشهر، وذلك لتلبية الطلب المحلى والدولى المتزايد والمتوقع للشركات خلال الفترة المُقبلة، بالإضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب فى السوق المحلية لتنفيذ جزء من الخدمات التى تتطلب مراكز خدمة عملاء تتميز بالتواصل المستمر والدقيق.
وتوقع شريف تحول مصر لمقصد جاذب لاستثمارات أجنبية تتجاوز المليارات فى مجال التعهيد بالتوازى مع تطوير كفاءة البنية التحتية وشبكة الاتصالات، مما يساهم فى حدوث قفزة فى معدلات نمو صناعة التعهيد بنسبة 100%.
وأشار سعيد رياض، المدير التجارى ب «wasla»، إلى ضرورة تحريك وخفض أسعار دوائر الربط بين مصر ودول الخليج بنسبة لا تقل عن 50%، لخفض المصاريف التشغيلية وتنويع محفظة عملاء الشركات المصرية.
وذكر أن دول الأردن وتونس والمغرب والجزائر تعد من أكبر المنافسين لمصر على المستوى الإقليمى، فيما تعد الهند وإيرلندا ورومانيا والفلبين أقوى المنافسين على مستوى الخريطة العالمية.