نخطىء اذا قلنا بأنه من الملفات الخطيره ، لكن ربما أصبنا اذا قلنا بأنه أخطر الملفات التى يتم طرحها على الساحة المصرية حاليا ، لأسباب عديدة لا يكاد ملف الفتنة الطائفية تخمد نيرانه حتى يعاد اشعاله مرة اخرى وترى الحوادث تتابع تترا لاعبة على هذا الملف بصفة خاصه . قد يظن البعض بأنه من الخطأ الكتابة عن هذا الملف فى الوقت الحالى ، ولهذا الرأى بعض الصواب اذ ان كثيرا ممن تناولو هذا الموضوع تناولوه بشكل خاطىء وأدت كتاباتهم وتصريحاتهم الى المساهمة فى تأجيج الفتنة بأكثر من المساهمة فى اطفاءها ذلك أن كثير من هؤلاء يتحاملون فى طرحهم على طرف دون آخر ويحملونه مسؤولية الأحداث بل وأحيانا ما يتم الادعاء على هذا الطرف بادعاءات كاذبه لا صحة لها ولا دليل مما يوغر فى صدورهم ويزيدهم اصرارا . مع اقرارى لهذا الرأى ببعض الصحه الا أننى لست موافقا عليه تماما ، لأنك حتى وان اقنعت الناس بعدم التكلم عن الموضوع فستظل القضية مشتعلة فى الاعماق ولم تحل وتنتظر حادثة أخرى لتعيد تفجيرها مرة أخرى ، وقد كانت هذه جريرة من جرائر النظام البائد بطريقته المتخلفة فى التعامل مع القضيه فبدلا من أن يحاول علاجها بشىء من الحكمة والموضوعيه كان يمنع الكلام عنها ويغلق الأفواه المتكلمه ، صحيح أن بعض هذه الأفواه كانت تساهم بشكل فعلى فى تأجيج نار الفتنه الا أنه من الخطأ تحاول اسكاته بالقوة دون اقناع لن يستمع اليك وسيظل على موقفه ، بدلا من ذلك كان من الأولى تقويم هذا الفرد واصلاحه ومواجهة فكره بفكر مستنير عاقل يتعامل بموضوعية وحب لهذا البلد . آن الأوان لكى تفتح كل الملفات الخاصة بالفتنة الطائفية فى مصر لتتم معالجتها بالطريقة الأسلم ليعطى فيها كل ذى حق حقه ولعل هذا هو ما أحاول الاشتراك فيه الآن . فى هذا الصدد علينا أن نعلم أن مصر مستهدفه من عدو فى الداخل والخارج لا يريد لنا الأمن والأمان ولا يريد لنا الاستقرار والطمأنينه ، فلم نكن سذجا لنصدق أن حادثة القديسين ما هى الا مجموعة من المسلمين الذين يكرهون المسيحيين قامو يقتل ما يتجاوز العشرين شخص منهم المسيحى والمسلم وجرح آخرين ، كتبت يومها أن لأعدائنا فى الخارج يد فى هذا بينما لم يصدق الكثيرين ذلك وتأتى الأيام لتلوح بأن حسنى مبارك ونظامه هو من دبر لهذه الجريمة البشعه ، ليس هذا بطبيعة الحال أمر قاطع فلم يحكم فيه القضاء بعد لكن اذا ما ثبت هذا فعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا يفعل النظام السابق هذه الجريمة وغيرها ؟ ومن المستفيد من ذلك ؟ وهذا يعيدنا الى نقطة أعداء الخارج . لا أحد منا يشك فى عمالة النظام السابق للغرب وذلته المستمره أمامه وطواعيته لأوامره أيا كانت مما أدى الى تقليل كرامة الدولة المصرية فى الخارج أو ان شئت قل القضاء عليها . وفى الحديث عن محور أعداء الخارج يتبادر الى ذهنى دور المخابرات العامه فى هذا المجال اذ لا يمكننى التأكد فعليا من دور المخابرات فى فترة حكم النظام السابق ، أين كانت؟ وما هى بصماتها فى هذا العهد؟ وهل من الممكن أن تحدث كل هذه الحوادث الطائفية المدبره دون علمها؟ واذا كانت على علم فما هو الدور الذى قامت به حيال هذا الأمر؟ لعل ملف المخابرات هو من ملفات الخطوط الحمراء حتى الآن باعتباره منتميا للعسكرية المصريه والتى لا تقبل بصفة عامه أى نوع من أنواع التشكيك فيها ، لهذا لن أتكلم طويلا عن المخابرات ولا عن الجيش ولكننى فقط طرحت بعض الأسئلة التى تدور فى ذهنى تجاه المخابرات ، أقول هذا لأننا بعد الثورة لابد أن نعيد تصحيح كل الاوضاع الخاطئه سواءا المدنيه أو غير المدنيه 'وربنا يستر علينا‘. لا تذهب منى بعيدا فحديثنا عن الفتنة الطائفية ما زال مستمرا ويحتاج الى مزيد من التفصيل ، وسنكمل الحديث عن نفس الملف فى مقال الأسبوع المقبل ان شاء الله . بقلم : أحمد شلبى