رئيس جامعة بنها يشارك في مائدة مستديرة حول مستقبل الجامعات بعصر الذكاء الاصطناعي    بسبب إغماء رئيس اللجنة، إيقاف مؤقت للجنة رقم 18 ببني صالح بالفيوم    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    آخر تطورات سعر الدرهم الإماراتي في البنوك المصرية    تأجيل محاكمة 8 متهمين في قضية "التخابر مع داعش" لجلسة 11 يناير    صدام بين ترامب وحليفته الجمهورية "مارجوري تايلور جرين" بعد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض    علي ماهر: فخور بانضمام سبعة من لاعبي سيراميكا لصفوف المنتخب    ياسر إبراهيم: توقعنا هجوم جمهور الزمالك على زيزو.. وكنت أتمنى مواجهة بيراميدز    علي ماهر: فخور بانضمام سباعي سيراميكا للمنتخبات الوطنية    الخريف يغضب، أمطار رعدية ورياح تضرب البلاد نهاية الأسبوع    اندلاع حريق في عقار مكون من 6 طوابق بالقليوبية، والحماية المدنية تهرع إلى المكان    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    في واقعة الشاب المصفوع.. عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    مهرجان القاهرة السينمائي يعلن القائمة النهائية لمسابقة الأفلام القصيرة في دورته ال46    محمد عبد العزيز: صناع البهجة يُكرَّمون ثم تُتجاهل أفلامهم    الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحتفل بفوز الكاتب إبراهيم نصر الله بجائزة نيوستاد الدولية للأدب    بعد الأزمة الصحية لمحمد صبحي.. شقيقه: وزير الصحة تواصل مع أبنائه لمتابعة حالته (خاص)    دار الافتاء توضح كيفية حساب الزكاة على المال المستثمر في الأسهم في البورصة    التجاري الدولي ومؤسسة إبراهيم بدران يحتفلان بافتتاح عيادة الأسنان المتنقلة ضمن مشروع "أطفالنا مستقبلنا"    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    تحرير 110 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    تأجيل محاكمة 8 متهمين بخلية داعش مدينة نصر لجلسة 11 يناير    أوباميكانو: هذا الثلاثي أسهم في نجاحي    اجتماع تنسيقي بين الأهلي وسموحة لترتيبات سوبر اليد    الجيش السودانى يتقدم نحو دارفور والدعم السريع يحشد للهجوم على بابنوسة    برشلونة يرد على اتهامات الاتحاد الإسبانى بشأن أزمة لامين يامال    إحباط من المقربين.. حظ برج الدلو غدًا 12 نوفمبر    إقبال كثيف على جميع لجان الاقتراع فى انتخابات النواب بالإسكندرية.. فيديو    «سنة و50 يومًا» يحتاجها زائر المتحف المصري الكبير لمشاهدة كل القطع الأثرية المعروضة (تحليل بيانات)    التغيرات المناخية أبرز التحديات التى تواجه القطاع الزراعى وتعيد رسم خريطة الزراعة.. ارتفاع الحرارة وتداخل الفصول يؤثر على الإنتاجية.. ومنسوب سطح البحر يهدد بملوحة الدلتا.. والمراكز البحثية خط الدفاع الأول    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    البورصة المصرية تخسر 2.8 مليار جنيه بختام تعاملات الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رئيس مياه القناة يتابع سير العمل بمحطات وشبكات صرف الأمطار    تاريخا جديدا بهتاف تحيا مصر فى أول مشاركة برلمانية بأكتوبر.. فيديو وصور    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    مدير أمن أسيوط يتفقد التمركزات الأمنية بمحيط اللجان الانتخابية    وفد من جامعة الدول العربية يتفقد لجان انتخابات مجلس النواب بالإسكندرية    «رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)    «العمل» تستجيب لاستغاثة فتاة من ذوي همم وتوفر لها وظيفة    رحلات تعليمية وسياحية لطلاب المدارس بالشرقية    «أنا مش العقلية دي».. ياسر إبراهيم يرفض الاعتراض على قرار حسام حسن    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل القصة كاملة: فتنة كاميليا وأخواتها
نشر في أكتوبر يوم 15 - 05 - 2011

«وفاء قسطنطين - كاميليا شحاته – عبير طلعت»، تعددت الأسماء والقصص والنهايات واحدة، أزمة طائفية من لا شىء، مجموعة من الشائعات والأقاويل التى لا يعرف أحد مصدرها ولا حتى ما هو الحقيقى أو الكاذب منها، ولكنها تشعل لهيب فتنة يكتوى بنارها الجميع، وتضع البلد بأكمله على صفيح ساخن، ويذهب ضحيتها العشرات من الضحايا الأبرياء الذين ليس لهم علاقة لا بكاميليا ولا أخواتها ولم يقابلوا أيا منهن مرة واحدة فى حياتهم التى ذهبت هباء نتيجة لعبث البعض بوحدة الوطن.
وما أن تنكشف الحقيقة فى إحدى هذه القصص إلا وتندلع الأخرى التى ربما تكون أشد، وكأن هناك أيادى خفية لا تريد لهذا الوطن أن يهدأ، وكأن مشعلى الفتنة أقسموا على إبقاء لهيبها إلى الأبد، وكأنهم يتنفسون على البخار المتصاعد من الفتن التى يشعلونها ويكتوى بنارها المصريون جميعاً مسلمين ومسيحيين، وستبقى فتنة إمبابة شاهدة على الدماء التى ذهبت هدراً عندما غاب العقل عن البعض، فهل يعقل أن تكون مشكلة عائلية سبباً فى إشعال فتنة طائفية يعانى من لهيبها المجتمع بأكمله؟!
«أكتوبر» تفتح هذا الملف الشائك من كاميليا إلى عبير.
حكاية كاميليا
«كاميليا شحاتة» اسم كان مجهولا للجميع حتى منتصف العام الماضى وبالتحديد شهر يوليو 2010 عندما تظاهر مئات المسيحيين من قرية دير أبو مواس بالمنيا فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية احتجاجاً على اختفاء زوجة القس «تادرس سمعان» وهو ما بدا وقتها بأنه بوادر أزمة طائفية جديدة من الأزمات التى برع النظام السابق فى إشعالها للبقاء فى السلطة، خاصة مع ظهور شائعات لا يعرف أحد مصدرها بأنها تعرضت للاختطاف، وعلى الرغم من ان الامن المصرى استطاع التوصل للزوجة المختفية بعد 4 أيام فقط من اختفائها إلا أن عود الثقاب كان قد اشتعل وأمسكت النيران بوحدة الوطن.
فعلى الرغم من أن الأمن أعلن أن السيدة كانت مقيمة عند أقاربها بالقاهرة نتيجة لخلافات عائلية مع زوجها، إلا أن الأقاويل والشائعات انطلقت بين السلفيين أن كاميليا قد أسلمت ولذلك هربت من زوجها وأن الأمن قد سلمها للكنيسة رغماً عنها وهو ما كان بمثابة صب البنزين على عود الثقاب الذى مازال مشتعلاً.
ولشهور عديدة قام السلفيون فى الإسكندرية والقاهرة بمظاهرات ضد الكنيسة والبابا شنودة مطالبين بظهور كاميليا شحاتة وتفتيش الأديرة والكنائس للبحث عنها فى الوقت الذى رفع فيه عدد من المحامين دعاوى ضد الكنيسة لتسليم كاميليا ولم يخمد الفتنة ظهور تسجيل على الانترنت لكاميليا شحاتة تؤكد فيه أنها مسيحية وتنفى اعتناقها الإسلام حيث شكك السلفيون فى الشريط.
وجاءت ثورة 25 يناير المجيدة التى وحدت بين الهلال والصليب فكنا نشاهد المسيحيين يقومون بحماية إخوتهم المسلمين أثناء صلاة الجمعة، ونشاهد المسلمين يحمون المسيحيين فى قداس الأحد فى ميدان التحرير الذى أصبح أشهر ميدان فى العالم، واعتقد الكثيرون أنه لا كاميليا ولا غيرها يمكن أن يفتت وحدة المصريين بعد ثورة يناير المجيدة ولكن طيور الظلام كان لها رأى آخر.
فمع حالة الانفلات التى يعانى منها المجتمع حالياً أصبحت الساحة مفتوحة لجميع التيارات المتشددة وفى مقدمتها السلفيون فشاهدنا حادثة كنيسة أطفيح ثم هجوم السلفيين على الأضرحة وأحاديث غزوة الصناديق التى أعقبت استفتاء التعديلات الدستورية وبالطبع كان موضوع كاميليا فتنة سابقة التحضير من إعداد النظام السابق وتنفيذ السلفيين ولابد من إعادتها للواجهة مرة أخرى لضرب الوحدة الوطنية.
وعادت مظاهرات السلفيين ربما أشد وبلغ الأمر فى إحدى المرات لمحاصرة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهو ما أغضب المسلمين قبل المسيحيين لتخرج علينا كاميليا مرة أخرى على إحدى القنوات الفضائية وتؤكد اعتناقها المسيحية وأن كل ما حدث كان بسبب خلافات زوجية مع زوجها وتم التصالح بينهما وقتها وأنه لا صحة مطلقاً لإشهار إسلامها واعتقد الكثيرون أن هذه هى نهاية القصة ووأد لأى فتنة ولكن يبدو أن السلفيين كان لهم رأى آخر.
ظهرت كاميليا ولكن السلفيين أرادوها فتنة بنكهة «عبير طلعت» هذه المرة ودفعت امبابة الثمن من دماء أبنائها مسيحيين ومسلمين.
حرية الاعتقاد
المفكر كمال زاخر يؤكد أن الحل لكل هذه المشاكل يتمثل فى نقطتين أساسيتين أولاهما: الشفافية. وثانيتهما: سيادة القانون. وبمعنى آخر فإنه يجب تجريم حجب المعلومات وفى نفس الوقت التعامل مع كل مشكلات المجتمع حتى الطائفية منها من خلال قواعد قانونية محددة حيث إن المشكلة التى نعانى منها حاليا تتمثل فى غياب الانضباط وهو ما يجعل الفوضى تحل محل القانون، وبالتالى فالحل الحقيقى هو أن نصبح دولة مدنية يحكمها القانون فحسب دون أى توازنات.
ويصف زاخر اقتراح البعض بتشكيل لجنة من رجال الدين المسيحى والإسلامى ورجال القانون المختصين لحل مشكلات التحول بين الأديان بأنه حل مساعد لكنه ليس الحل الأساسى بمعنى أن كل هذه الحلول تتأكد من صحة الواقعة ولكنها لا تنشئ الواقعة نفسها فلدينا فى الدستور مبدأ ينص على حرية العقيدة وبالتالى لا تستطيع أى لجنة أو قانون أو إجراء تعطيل هذا النص. والحل من وجهة نظرى أنه يجب أن نصل إلى الدولة المدنية الحقيقية التى يتساوى فيها المواطنون فى الحقوق والواجبات ومن أهم الحقوق «حرية الاعتقاد».
وحول أسباب تحول أمور شخصية خاصة بحرية العقيدة إلى أزمات طائفية يقول زاخر إن هذا مرتبط بالمناخ الثقافى السائد ومحاولة البعض فرض رؤيته على الشارع المصرى ولكن فى حقيقة الأمر فلا توجد هذه الأزمات فى الدولة المدنية.
وربط زاخر بين ظهور كاميليا فى إحدى الفضائيات وتأكيدها اعتناق المسيحية وبين ما حدث فى إمبابة بعدها بيوم ولكنه أضاف أن هذا كان أحد الأسباب، وليست كل الأسباب فمن وجهة نظرى فالسبب الأهم هو محاولة بعض التيارات المتطرفة فرض أجندتها الخاصة على الوطن وإجهاض ثورة 25 يناير حتى لا تقوم الدولة المدنية التى نتمناها كلنا.
وعن سبب تزايد الحوادث الطائفية عقب ثورة 25 يناير على الرغم من اعتقاد الكثيرين أننا سوف نشهد انتهاء هذه الأحداث بعد الثورة بسقوط النظام السابق الذى كان يلعب على حبل الفتنة الطائفية وخاصة بعد وحدة الهلال والصليب فى ميدان التحرير أوضح زاخر ان ذلك يرجع إلى أن أصحاب المصالح التى سقطت مع النظام السابق يسعون إلى استعادة ما كان لهم وهذا لن يتحقق فى ظل تحقق أهداف ثورة 25 يناير فكان لابد من إفشالها من خلال الحلقة الضعيفة فى المجتمع وهى العلاقة بين الأقباط والمسلمين خاصة بعد أن أجهدتها النظم السابقة وبالتالى فهم يلعبون فى هذه الدائرة.
وأشار زاخر إلى أن هذه الأحداث هى أعمال إجرامية تستهدف تفتيت الوطن، فأصحاب المصالح مدعومون من قوى إقليمية تسعى للحلول مكان مصر فى المنطقة وذلك من خلال إيقاع البلاد فى أزمات مستمرة.
النظام السابق
وأرجع القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى العام هذه الأحداث إلى النظام السابق الذى وضع بذور الفتنة الطائفية عندما ألغى جلسات النصح والإرشاد التى كانت تتم فى مديرية الأمن لكل من يريد تغيير دينه، وبالتالى فقد كان الأمر يتم بشفافية وتتأكد جميع الأطراف أنه لا توجد أى ضغوط على أى طرف.
وأضاف صليب انه بالنسبة لكاميليا شحاتة فهى زوجة لأب كاهن ولم تفكر أساساً فى التحول عن الدين المسيحى وكل هذه ادعاءات وشائعات كاذبة نسجها خيال بعض من يريد تحويل الأمر إلى فتنة طائفية.
أما عن سبب تحول هذه المشاكل الشخصية إلى فتنة طائفية فأجاب القمص صليب أن ذلك حدث لأن المعالجة لهذه المشاكل تتم بطريقة خطأ ومخالفة للقانون والحل كما قلت فى عودة لجنة النصح والإرشاد السابق الإشارة إليها والتى ألغاها حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق على أن تعقد هذه اللجنة فى مقر المجلس القومى لحقوق الانسان تحقيقاً للشفافية والتأكد من عدم تعرض أى طرف لأى ضغوط.
واستبعد القمص صليب وجود علاقة بين ظهور كاميليا فى قناة فضائية وتأكيدها اعتناق المسيحية وبين أحداث امبابة الطائفية، مشيراً إلى أن ما جرى فى امبابة قام به مجموعة من الأشخاص المتعصبين الذين يضمرون العداء للمسيحيين ويريدون إحداث فتنة طائفية فى مصر لزعزعة استقرارها ويريدون إجهاض مكتسبات ثورة 25 يناير وأهمها توحد المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين.
وشدد صليب على أنه يجب دراسة هذه الأحداث من زاوية أكبر والبحث عن الممولين لهؤلاء الذين يقومون بإحداث هذه القلاقل والمحرضين عليها وثانياً يجب أن نعترف أن تزايد هذه الأحداث كان نتيجة تراخى الدولة وعدم الحزم فى تعقب هؤلاء وتطبيق القانون عليهم وعدم محاسبة كل من تسول له نفسه الإضرار بالوحدة الوطنية فلو تمت معاقبة من قاموا بهدم كنيسة أطفيح ما كنا رأينا أى أحداث للفتنة الطائفية بعدها لأن هذا كان سيمثل رادعاً لكل من يحاول إشعال مثل هذه الفتن.
سيادة القانون
أما القس د. إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان وراعى الكنيسة الإنجيلية بشبرا، فأكد أن منع تحول مثل هذه المشكلات إلى أزمات طائفية يتمثل فى نقطتين أساسيتين فأولاً يجب إطلاق حرية التحرك بين العقائد المختلفة التى هى من أهم المبادئ التى قامت عليها حقوق الإنسان والتى تتمثل فى حرية الفرد فى اختيار العقيدة التى يفضلها وإذا تم تطبيق هذا المبدأ على كل الأطراف فى مصر بكل شفافية مع سيادة القانون والحسم فى تطبيقه فلن تحدث أى مشكلة.
أما ثانياً فيجب توعية الجماهير بأن التحول من دين إلى آخر ليس خصماً من الدين الذى تم التحول منه ولا إضافة إلى الدين المتحول إليه، ذلك لأنه عادة ما يكون لدى المتحولين أسباب نفسية أو ضغوط مادية أو هروب من مشكلات زوجية لكن الذين يتحولون بين الأديان بناء على اقتناع كامل لا يمثلون سوى نصف بالمائة من إجمالى المتحولين.
وأرجع لمعى سبب تحول أمور شخصية كحرية العقيدة لأزمات طائفية إلى ما يعانى منه المجتمع من التعصب الجماعى. وأضاف التعصب كلمة معناها «وضع عصابة على العين» بحيث لا يرى الشخص حقائق الأمور ولكنه يسير كالقطيع مع الجماعة لما يعتقده دفاعاً عن عقيدتها ومبادئها دون فهم لما يحدث وبناء على شائعات مغرضة تريد الإضرار بأمن الوطن وهذا التعصب يسرى كالنار فى الهشيم مما يزيد من اشتعال الأزمة.
وأشار لمعى إلى أن ظهور كاميليا فى إحدى الفضائيات وإعلانها اعتناق المسيحية قد يكون عاملا مساعدا فى إحداث أزمة إمبابة، ولكنه ليس السبب الرئيسى وبرأيى أن الفتاه التى تدعى عبير والتى كانت متزوجة من مسيحى وتركت زوجها للزواج عرفياً من مسلم وهذا الأخير هو الذى ابلغ السلفيين، قد ساعد على تأجيج الأزمة.
وأرجع أسباب ازدياد الحوادث الطائفية بعد ثورة 25 يناير - على الرغم من التوحد بين عنصرى الأمة أثناءها - إلى حالة الانفلات التى يعانى منها البلد حالياً بمعنى انه لا يوجد حسم للأمور بقوة فمثلاً تم اختبار قوة الدولة وهيبتها فى موضوع محافظ قنا وكذلك موضوع قطع أذن المسيحى فى ذات المحافظة وموضوع كنيسة أطفيح ولم يتم فى كل هذه الحوادث القبض على أحد ومحاكمة الجناة مما شجع تكرار مثل هذه الحوادث وتصعيدها.
وشدد لمعى على أن الحل هو عودة هيبة الدولة وتقديم المتهمين فى هذه الحوادث للمحاكمة العادلة وسيادة القانون على كل الأطراف بلا استثناء.
ووافق لمعى على تشكيل لجنة تضم عددا من رجال الدين المسيحى والإسلامى وحقوقيين ورجال قانون لبحث أى مشكلات تتعلق بتحول الأفراد بين الديانات ولكن بشرط ألا تكون هذه اللجنة هى الأساس فى العلاج أو بديل عن الدولة أو سيادة القانون بمعنى أن تكون اللجنة إضافة لكل ما سبق وعاملا مساعدا وليس أساسا لحل المشكلة.
تربة خصبة
أما المحامى ممدوح نخلة فأرجع سبب ما نعانيه حاليا من أزمات طائفية إلى وجود تربة خصبة لنمو التطرف مشيراً إلى أن هذه التربة الخصبة تتكون من اندماج كل من عاملى الفقر والجهل اللذين يعانى منهما المجتمع وفى وجود هذين العاملين يصبح من السهل بزوغ التطرف مضيفاً أننا نرى أن التطرف يقل فى المجتمعات الغنية ذات الثقافة العالية.
وأكد نخلة أنه يمكن منع تحول قضايا مثل قضية كاميليا شحاتة لأزمة طائفية من خلال اتباع استراتيجيتين أولاهما قصيرة المدى تتمثل فى سيادة القانون من خلال تفعيل القوانين القائمة والحزم فى تطبيقها أما الاستراتيجية الطويلة المدى فيتم تطبيقها عن طريق التوعية ومحو الأمية ومشاريع التنمية للارتفاع بالمستوى الاجتماعى والثقافى للمجتمع وكذلك تطوير الإعلام لخلق المناخ الملائم للوحدة الوطنية والتعليم ليحث على قبول الآخر وهذه الخطة قد تشعر بنتائجها الأجيال الجديدة بعد 20 سنة والمشكلة أننا الآن لا نطبق لا الخطط الطويلة ولا حتى القصيرة مما يسهل المناخ للحوادث الطائفية.
وربط نخلة بين ظهور كاميليا فى الفضائيات وإعلانها عدم تخليها عن اعتناق المسيحية وبين حادث امبابة مشيراً إلى أن التيارات المتطرفة قد شعرت بالحرج الشديد بعد هذا الظهور الذى اثبت كذب ادعاءاتهم فاختلقوا واقعة جديدة ثبت أيضاً كذبها ولكنها تسببت فى حادثة كبيرة..
واستعجب نخلة من اختزال قضية مجتمع بأكمله فى قضية مثل موضوع كاميليا مشيراُ إلى أن هذا أمر يدعونا للاستغراب أن يبحث مجتمع بأكمله عن امرأة فالإسلام يضم 1.5 مليار نسمة حول العالم فهل تضيف له امرأة شيئاً؟ وعدد المسيحيين حول العالم 1.7 مليار نسمة فهل سينقصون بتحول امرأة عنهم؟!.
وحمّل نخلة مسئولية هذه الحوادث إلى فلول النظام السابق والسلفيين المتطرفين الذين خرجوا من السجون وهؤلاء السبب فى الحوادث الطائفية، بالإضافة إلى ضعف الدولة وهو ما جعل بعض الغوغائيين يطمعون فى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية استغلالاً للوضع الحالى كذلك بالطبع الفوضى وغياب تطبيق القانون الذى أصبح ملموساً فى الوقت الحالى..
ووصف نخلة ما نعانيه بأنها أزمات طائفية بكل ما تعنيه الكلمة مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك أطرافاً تحاول إحراج الدولة سياسياً وتستغل فى ذلك الحالة الطائفية باعتبارها نقطة الضعف التى من خلالها يمكن تحقيق مكاسب سياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.