استثمارات ب40 مليار يورو وراء دعم فرنسا لقطر

انتقدت صحيفة «لاكروا» الفرنسية مواصلة فرنسا دعمها لقطر، مُرجِعة ذلك إلى استثمارات قطر، البالغة 40 مليار يورو فى الدولة الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، دعا- خلال حملته الانتخابية- إلى خفض امتيازات قطر الممنوحة فى الضرائب من قِبَل الدولة، بعد تمكينها من أغلب الأماكن المرموقة فى باريس لإقامة مشاريعها، مؤكدة أن الحكومة الفرنسية، أمس، طعنت على تلك الامتيازات الممنوحة ل«الشريك المدلل»، وفقًا لوزير العدل الجديد، فرنسوا بايرو.
وأفادت بأنه على الرغم من توسع نفوذ قطر فى العالم العربى وخارجه ودعمها الجماعات المتطرفة، فإن فرنسا أدركت أن قطر قوة مالية لا يمكن الاستغناء عنها.
وأكدت الصحيفة أن فرنسا لا تريد الحديث عن قطر كداعم لجماعات متطرفة، لأن الأخيرة لديها استثمارات فى فرنسا تصل إلى 40 مليار يورو سنويا، تجعل باريس ثانى أكبر بلد متلقٍّ لاستثمارات الدوحة فى العالم.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الدولة الصغيرة- التى تسمى «قطر»- أصبحت تمتلك فى فرنسا مؤشر «cac 40»، أحد أهم مؤشرات البورصة فى فرنسا، وشركات مرموقة، مثل راديو «لا جاريديير»، و«فيوليا»، التى تدير خدمات الطاقة والنقل وإمدادات المياه وإدارتها، وأيضاً شركة الملابس الفاخرة «إل. فى. إم. إتش»، فضلا عن الاستحواذ على أكبر نادٍ فرنسى، وهو «باريس سان جيرمان» منذ عام 2011.
وقالت إن قطر سيطرت أيضا على سوق العقارات عام 2013، بل استحوذت على ملكية قصر «كلام جالاس» الأثرى، الذى تملكه فرنسا فى العاصمة النمساوية فيينا عام 2015، رغم معارضة شديدة.
وفى العام نفسه، كجزء من مشروع باريس الكبرى، وعد المستثمرون القطريون بمليارات اليورو لشركات التطوير العقارى من أجل تحديث العاصمة وتوسيعها.
وأضافت أن فرنسا خلقت لقطر مجالا كبيرا من أجل استثمار المشاريع الكبيرة، من خلال جهاز قطر للاستثمار QIA، من أجل تمويل ومساعدة الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة المتخصصة فى البحوث والصحة والغذاء.
وتابعت الصحيفة أن علاقة التقارب بين باريس والدوحة بأت منذ 1990، لكنها تبلورت فى عهد نيكولا ساركوزى، من خلال تقديم مزايا ضريبية للمستثمرين القطريين.
وأشارت إلى أن ساركوزى عرض على قطر إعفاء مستثمريها من الضرائب العقارية وضرائب الأرباح فى فرنسا، وأنه كان يعامل القطريين فى فرنسا كأنهم مؤسسات غير ربحية أو أنهم فى بلدهم الأصلى، كما لفتت إلى أن فرنسا لا تزال توفر 75% من المعدات العسكرية للدوحة، وذلك بعد بيع 24 مقاتلة رافال تصل قيمتها إلى 6.3 مليار يورو، وذلك فى عام 2015.