ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    ارتفاع عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الإثنين بالصاغة بعد الزيادة الجديدة    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    أهم العوامل التي تؤثر على سوق العملات الرقمية    أسعار الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض الأبيض والأحمر في الأسواق الاثنين 20 أكتوبر 2025    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الاثنين 20 أكتوبر    أمريكا تفضح أكاذيب نتنياهو والبنتاجون يكشف حقيقة انفجار رفح    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    «ترمب يعرف ألاعيب نتنياهو».. رئيس لجنة العرب الأمريكيين: واشنطن لن تسمح بإفشال اتفاق وقف إطلاق النار    زبيري يعزز تقدم المغرب بالهدف الثاني أمام الأرجنتين في نهائي مونديال الشباب    تنس طاولة - عمر عصر ل في الجول: كل ما قاله رئيس الاتحاد غير حقيقي.. ويحاول حماية ابنه    تشكيل المغرب لمواجهة الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    رافائيل لياو يقود ميلان لريمونتادا مثيرة أمام فيورنتينا    فريق بحث لتحديد المتهم بالتعدي على مدرسة لغات في إمبابة    أكل لحمه وقطعه أشلاء.. صرخة والد ضحية الإسماعيلية: «أطالب بإعدام كل من شارك»    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    قيادة التغيير    ضربه ب«مفك».. مصرع طالب على يد زميله في الدقهلية    ذكرى الأب تُنهي حياة الابن.. شاب ينهي خياته في الذكرى الخامسة لوفاة والده بالإسماعيلية    يضم 380 ألف قطعة فنية بينها أعمال مصرية.. قصة متحف اللوفر من قصر ملكي إلى صرح عالمي    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    بالصور.. هاني شاكر يتألق في مهرجان الموسيقى العربية بأمسية طربية استثنائية    لا تبالغ في الإنفاق لتثبت حبك.. حط برج العقرب اليوم 20 أكتوبر    من عمان إلى القاهرة.. رحلة حفيدة صلاح الدين الأيوبي    نانيس أيمن تكتب: الجمهور العراقي سر نجاح الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    السعودية تثمن جهود قطر وتركيا في توقيع اتفاق فوري لوقف النار بين باكستان وأفغانستان    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    حملات تفتيش وبرامج تدريبية.. أبرز حصاد مديريات «العمل» بالمحافظات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    كيف يحمي الليمون الجسم من الأمراض وحصوات الكلى؟    محمد رياض يتصدر التريند بعد إعلان نجله عن نية تقديم جزء ثانٍ من «لن أعيش في جلباب أبي» والجمهور بين الصدمة والحنين    خبر في الجول – نهائي السوبر بتحكيم أجنبي.. وثنائي مصري لنصف النهائي    هيئة الأرصاد الجوية المصرية تدق ناقوس الخطر: موجة تقلبات جوية تضرب البلاد غدًا وأمطار على أغلب المحافظات    كريم شحاتة: الأهلى حصل على توقيع محمود الجزار    "ترامب التشيكي" يترك الحكومة ويذهب في إجازة!    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    «مشروع مربح» يقبل عليه شباب دمياط ..أسرار تربية الجمال: أفضلها المغربي (صور وفيديو)    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    بعد دعوة الرئيس السيسي.. عمرو أديب: التبرع لغزة مش بمزاجك.. دي في رقبتك ليوم الدين    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    نادي قضاة مصر يهنئ المستشار عصام الدين فريد بمناسبة اختياره رئيسًا لمجلس الشيوخ    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    أزهر كفر الشيخ: مد فترة التسجيل بمسابقة الأزهر لحفظ القرآن إلى 30 أكتوبر    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    بطرس الثانى وتيموثاوس الأول قصة أخوين توليا سدة الكرسى المرقسى    هيئة «التأمين الصحي الشامل» تناقش مقترح الهيكل التنظيمي الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص كلمة وزير الداخلية في مؤتمر الوزراء العرب بتونس
نشر في المصري اليوم يوم 05 - 04 - 2017

ألقى اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، عصر الأربعاء، كلمة في أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي ستعقد على مدى يومين بتونس، تحت رعاية الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي
وهذا نصها:
معالىَ السَّيدِ/الْهَادِى المَجدُوبِ، وَزِيرَ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التُّونسيةِ
صَاحَبَ السُّمُوِ المَلَكِىِ/ الأَميرَ مُحَمَّدٍ بِنْ نَايف بِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ .. وَلىَ الْعهدِ، نَائبَ رَئيسِ مَجْلسِ الوُزرَاءِ وَزِيرَ دَاخِلِيةِ المَمْلكَةِ العرَبِيةِ السُّعُودِيةِ، الرَّئيسَ الفَخرىَ لمَجْلسِ وزرَاءِ الداخِليةِ العرَبِ
مَعالىَ الفريقِ الرُّكنِ الشَّيخِ / رَاشد بِنْ عَبد اللهِ آل خَليفة وزيرَ داخليةِ مَملكةِ البحرين "رئيسَ الدورةِ الثالثةِ والثلاثينَ لمجلسِ وزراءِ الداخليةِ العَربِ"
أصحابَ السُّموِ والمعالىَ الوزراءَ
معالىَ السَّيدِ / أحمد أبو الغيط ، أمينَ عامِ جامعة الدول العربية ِ
معالىَ الدكتورِ / محمَّد بِنْ على كُومان، أمينَ عامِ مجلسِ وزراءِ
الداخليةِ العَربِ
إنَّهُ لمِنْ دَواعىَ سُرورى وَسعَادتِى أَنْ أكونَ مَعكُمْ اليومَ فى اجتماعِ مجْلِسِكُمْ المُوقرِ فِى دورتهِ الرابعةِ والثلاثينَ .
وَيُشرِفُنى أَنْ أَنقْلَ لَكُمْ تَحياتِ فخامةِ الرئيسِ عَبد الفَتَاحِ السيسىِ رئيسِ جُمهوريةِ مِصْرَ العَربيةِ وَتطلُعاتِه الصَّادقةَ تِجاه نَجاحِ أعمالِ هَذهِ الدورةِ.
كَمَا يَطيبُ لى أَنْ أتوجهَ بوافرِ الشُّكرِ وَعظيمِ الامتنانِ والتقديرِ لفخامةِ الرَّئيسِ البَاجى قَايد السبسى وَحُكومَتِه الرَّشيدةِ وَشعبِ تُونس الشَّقيقِ عَلى رعايةِ هَذا الاجتماعِ ومَا حَظَينا بهِ مِنْ حُسنِ استقبالٍ ، وَكَرَمِ ضيافةٍ ، وَكريمِ رعايةٍ.
أَصحابَ السُّمو وَالمعالىَ
نَجتمعُ اليومَ وَتَحْدُونَا الآمالُ وَالتطلعاتُ بأنْ تَهدأَ التحدياتُ وَتَتَضاءلَ المُؤامراتُ التى تُحَاكُ لأوطَانِنِا ، وَتتراجعَ الأطماعُ والنَّوايا السَّيئةُ والمُخططاتُ الهَدَّامةُ التى تُدَبْرُ فِى الخَفاءِ وَالْعَلنِ.
وَهُوَ مَا يَفْرِضُ عَلينا التَّحركَ بِكلِ الجهدِ مُتمسِكينَ بعزيمَتِنَا القَويةِ وَإيمَانِنا الرَّاسخِ بنبلِ رِسالتنِا وَعدالةِ قَضيتنِا، مُسْتهدفينَ سلامةَ تُراثِنا الوَطنىِ وَأمنَ شُعُوبِنا.
إنَّ تِلكَ الْمُؤامراتِ وَالمَواقفِ المُتباينةِ والمَعاييرِ المُزدوجةِ قَدْ فَرضتْ عَلى أُمتِنا هَذَا الطَريقَ الْمَشوبَ بِالأَخْطَارِ، وَهَددتْ مُجتمعاتِنَا العَربيةَ وَبِنيتِهَا الأَساسِيةَ وتركِيبتِهَا السُّكَانيةَ ، وَاستَهْدفَتْ مُؤسساتِنا الأمنيةَ وَالسياسيةَ وَالاقتصاديةَ.. بَلْ وَأكثرُ مِنْ ذَلكَ فَقَدْ سَعتْ لإثارةِ النَّزاعاتِ الطَائفيةِ وَالمذهبيةِ التى تَأتىَ عَلى الأَخضرِ وَاليابسِ .
لَقَدْ خَلَقتْ تِلكَ المواقفِ بيئةً خِصبةً حَاضنةً وَراعيةً للإرهابِ ، وَأَوْجَدتْ مَلاذاً آمناً لتنظِيماتِهِ وَعَناصرهِ ، وَأَغْدَقتْ عَليه بِالمالِ ، وَوَفرتْ لَه أَحْدثَ الإِمكَاناتِ وَالسِّلاحِ.
إِنَّ مَوجةَ الإرهابِ غَيرَ المسبوقةِ التى تَشْهدها المنطقةُ .. تُمثلُ وَاقعاً لا يُمكنُ أَنْ يَغيبَ عَنه بحالٍ حَجْمُ المُؤامرةِ التى نُسِجتْ شِراكُها .. وَالهجمةِ الشَّرسةِ التى تَتَعرضُ لَها أُمَتُنَا .. إقلِيمياً ودُولياً .. حَتى أُحيطتْ بمحنةٍ لَمْ يَشْهَدها العَالمُ مُنذُ زمنٍ بعيدٍ .
إلاَّ أنَّ إعادةَ قراءةِ التَاريخِ لتُرسِّخُ لَدينا يقيناً أَنَّ يَدَ الإرهابِ الغَاشمِ سَترتدُ حَتماً عَلى تِلكَ الدُّولِ التى غَذَّتْ انطلاقَهُ ، وَدَعَمَتْ وجُودَهُ .
إنَّ استخدَامَ الإرهابِ بمُختَلفِ كَياناتِهِ وَمُسَمَّياتِهِ لأسبابٍ ذاتَ أبعَادٍ مُتباينةٍ وَتسخيرَها لِغَزوِ عُقولِ الشَّبابِ تَحْتَ مِظلةِ الدفاعِ عَنْ الدينِ، يَجْعَلُ مِنْ تجفيفِ مَنابعِ الإرهَابِ واقتِلاعِ جُذورهِ مسئوليةً مُشتركةً تَقْتَضى رؤيةً عربيةً بَلْ ودُوليةً شاملةً تَتسعُ فيها دَوائرُ المُواجهةِ وَيتضافرُ فِيها الجهدُ الأَمنىُّ المُباشرُ مَعَ جهودِ مُكافحةِ الفقرِ وَالجهلِ ، وإحداثِ تنميةٍ حقيقيةٍ ، وَتجديدِ الخِطابِ الدّينى لِنشرِ مفاهيمَ الوَسطيةِ وَالاعتِدالِ.
أصحابَ السُّمو وَالمعالىَ
الْحُضورُ الكَريمُ
إِنَّ الواقعَ الاستثَنائىَ للإرهابِ بِصورتِه الحَاليةِ وَسيطرَتَه عَلى مِساحاتٍ واسعةٍ مِنْ الأرضِ مَآلهُ حَتماً إلى زوالٍ قَريبٍ .. وَلَعلَّ تسارعَ وَتيرةِ الأحْداثِ وَتلاحُقَها بِمناطِقَ الصِّراعِ المُخْتَلِفةِ، وَسلسلةَ الهزائمِ التى تَعرضتْ لها تنِظيماتُهُ تُلْقى بِظلالٍ تِجاه إمكانيةِ حُدوثِ مَوجَاتِ تدفُقٍ عنيفةٍ للإرهابِ تُصيبُ بَقيةَ الدُّولِ فِى غيرِ مَناطقَ الصِّراعِ وَالتوترِ حَالَ عَودةِ المُقَاتلينَ بِصفوفِ تلكَ التنظيمَاتِ لأوطَانِهمْ .
إنَّ تحْقيقَ نَصرٍ حَاسمٍ عَلى الإرهابِ وَتنظيماتِهِ ليقتَضى ضَرورةَ اعتمادِ إستراتيجيةٍ دُوليةٍ شاملةٍ تَتَوحدُ فِيها الجهودُ لمُحَاربتِه عَلى كافةِ جَبهاتِه وَمَواطِنهِ دونَ استثناءٍ وَتقطعُ مَنابعَ تمويلِهِ وَدعمِهِ دونَ تَرددٍ .. فِى إطارٍ تَكامُلىٍ شَاملٍ يَتمُ مِنْ خِلالهِ التعاونُ مَعَ كَافةِ المُنظَماتِ الإقليميةِ وَالدُّوليةِ المعْنيةِ بِالشأنِ الأمْنِى .
وَيقتَضى الأمرُ منَّا تَبنى خِطابٍ أمني دُولي موحدٍ يضعُ مَصالحَنا القَوميةَ وَمُقدراتِ شُعوبِنا عَلى رأسِ أوْلوياتِهِ بِمَا يَكفلُ ضَمانَ تَحقيقِ مَصَالحِنا المُشْتركةِ عَلى السَّاحةِ الدُّوليةِ.
أصحابَ السُّمو والمعالىَ
لَقَدْ ارتكزتْ خُطَّةُ وزارةِ الدَّاخليةِ المصريةِ فِى مُكافحةِ الإرهابِ عَلى عدةِ محَاورَ أبرزُها :
تفعيلُ جُهودِ كَافةِ أجهزةِ الوَزَارةِ وفْقَ نسقٍ مُتكاملِ الأَدوارِ ، موحدِ الأَهدافِ لمُكافحةِ الإرهابِ وَتجفيفِ مَنَابِعِه وَروافِدَ دعمِهِ عَلى كَافةِ المُستوياتِ ، وَالاعتمادِ عَلى مَبدأِ الْحَسمِ الأَمْنِى ، وَالإِجهاضِ المُبكِرِ لِحركةِ التَّنظيماتِ الإرهابيةِ، وَإحباطِ مُخططاتِها العَدائيةِ فِى إطارِ القَانونِ ، وَدونَ أية إجراءاتٍ استثنائيةٍ.
إِحكامُ السَّيطرةِ الأمنيةِ عَلى الَموانئِ
الجَويةِ وَالبحريةِ وَالمنافذِ البَريةِ وَالاستعانةِ بِكافةِ أساليبَ وَتدابيرَ المُواجهةِ الأمنيةِ المُتطورةِ فِى مُكافحةِ الإرهابِ .
تفعيلُ دَورِ الإِعلامِ الأمْنِى وَوَسائلِ الإعلامِ الْمُختلفةِ للارتقاءِ بِالوعَى لَدى المُواطنينَ وتعميقِ إدراكِهمْ بِخطورةِ الأفكارِ المُتطرفَةِ وَالتهديداتِ التى تُشَكلُها التَّنظيماتُ الإرهابيةُ عَلى أمنِ وَاستقرارِ البِلادِ .
تعزيزُ التَّعاونِ الإِقليمى والدُّولى فِى كَافةِ المَجالاتِ المُتصلةِ بِعملياتِ المُواجهةِ .
كَمَا اتجهتْ الوَزارةُ فِى سَعْيها لِتوطيدِ دَعائمَ الأمنِ والاستقرارِ اللازمينِ لِدعمِ تَوجُّه الدولةِ المصريةِ للإصلاحِ الاقتصادىِ والنهوضِ بالبلادِ؛ إلى صياغةٍ إستراتيجيةٍ أمنيةٍ شاملةٍ للارتقاءِ بالمنظومةِ الأمنيةِ بشكلٍ متكاملٍ لتحقيقِ تَطلُعاتِ المواطنينَ فِى إقامةِ دولَتِهمْ العصريةِ الديمُقراطيةِ ؛ حيثُ تركزتْ أبرزُ مُحَدَداتِها
فيما يَلى :
تحقيقُ الاستقرارِ الأمنى بمفهومهِ الشاملِ الذى يَمتدُ لِمُكافحةِ الجَرائِم ذاتَ الأبعادِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ لِحمايةِ مُقدَراتِ البلادِ وتهيئةِ المُنَاخِ الآمنِ للاستثماراتِ الوَطنيةِ وَالأجنبيةِ .
التطويرُ التُّكنولوجى لكافةِ عناصرِ المنظومةِ الأمنيةِ للنهوضِ بالأداءِ الأمنِى فِى مُخْتَلفِ المَجالاتِ .. فَضلاً عَنْ استكمَالِ منظومةِ مَيكنةِ الخَدَمَاتِ الشُّرَطيةِ المُقَدَمةِ للمواطنينَ .
الارتقاءُ بالدُّعَامةِ الْبَشريةِ وفقَ أحدثِ المَعاييرِ وَالنُّظمِ التدريبيةِ .. مَعَ توفيرِ المُتَطلباتِ الإنسانيةِ وَالاجتماعيةِ لَها بِهدفِ تَحْقيقِ مُقوماتِ الرِّضاءِ الوَظيفىِ بِما ينعكسُ أَثرُهُ إيجاباً عَلى الأداءِ الأَمنِى.
تعظيمُ مَفاهيمَ ومبادئَ حُقوقِ الإنسانِ فِى كافةِ مَجالاتِ العَملِ الأمنىِ وَتفعيلُ أُطرِ المُشاركةِ المُجتَمعيةِ بِما يَصبُّ جميعُهُ فِى تحقيقِ أهدافِ الإستراتيجيةِ الأمنيةِ .
إنَّ أبناءَ مِصْرَ مِنْ رجالِ الشُّرطةِ الأبطالِ ورجالِ القُواتِ المُسلحةِ البواسلِ يُسطِّرُونَ اليومَ ملاحمَ وطنيةً جديدةً بإصرارِهمْ وَعزيمتِهمْ عَلى تطهيرِ البِّلادِ من دَنَسِ الإرهابِ مَهْمَا بَلَغتْ فِى ذلكَ الصعوباتُ ، وَعَظُمَتْ التضحياتُ .. وَهُو مَا تَجَلتْ نتائجهُ واضحةً فِى تَصَاعُدِ جُهودِ الكَشفِ عَنْ الحوادثِ الإرهابيةِ وَضَبْطِ مُرْتَكِبيها.
تحيةً وَاجبةً مُستحقةً لِكُلِّ شُهدائِنا الأبرارِ وَالمصابينَ الَّذينَ كَتبُوا بدمائِهمْ الذَّكيةِ أعظمَ مَعانىَ البطولةِ وَالفداءِ ، صوناً لأمنِ وَطَنِهمْ وَاستقرَارِهِ .
أصحابَ السُّمو وَالمعالىَ
السيداتُ والسادةُ
إنَّ مَجْلسَكُمْ الموقرَ يَظلُ هُو الحِصنَ المنيعَ أمامَ كُلِّ تلكَ التحدياتِ ، فَهوَ يُؤدى رسالتَهُ بِمُنتهى التَّجرُّدِ وَالمِصْدَاقيةِ ، وَيُمارسُ مَهامَهُ وفقاً لمبادئَ أصيلةٍ ، وَتقاليدَ راسخةٍ تَرْتكزُ عَلى التشاورِ وَالتنسيقِ وَالتفاهُمِ ، وَتبتعدُ عَنْ القَضايا الخِلافيةِ.
إنَّ مِصْرَ تُدركُ أهميةَ العملِ الْعَربى المُشتركِ لتجاوزِ التَّحدياتِ الأمنيةِ الراهنةِ التى تَحالفتْ فِيها الجَرائمُ الإرهابيةُ مَعَ الجَرائمِ المُنظَّمةِ العَابرةِ للحُدودِ الوَطنيةِ .. مِمَا يَفْرِضُ علينا وحدةَ الصفِ وَقدراً أَعْلى مِنْ التعاونِ وَتكاملِ الجُهودِ الأمنيةِ خَاصةً فِى مجالاتِ تبَادُلِ المعلومَاتِ وَالخبراتِ وَبناءِ الْقُدراتِ .
وَهذِه الجُهودُ يَنبَغِى أَنْ تَمتدَ حِيالَ صِياغَةِ مَنظورٍ عَربىٍ شَاملٍ للتَعَامُلِ مَعَ الشَّركاتِ العَالميةِ للإتصالاتِ وَشَبكاتِ الإِنترنتْ بِمَا يُعززُ جُهودَنا فِى مَنعِ استغلالِ مَواقعَ التَّواصلِ الاجتمَاعىِ كساحةٍ مفتوحةٍ تَستخدمُها التنظيماتُ الإرهابيةُ للتنسيقِ وَالتدريبِ وَالتجنيدِ وَالترويجِ لثقافةِ التطرفِ وَالعُنفِ فَضلاً عَنْ الحُصولِ عَلى التمويلِ المَادىِ وَالدَّعمِ المَعْنَوى.
وتأسيساً عَلى مَا سَبَقَ فإِنَّ قُربَ إطلاقِ تطْبيقِ قاعدةِ البياناتِ الجِنَائيةِ وَإتاحَتِها للدُّولِ الأَعضاءِ عَلى نِظامِ الشَّيخِ زايد للاتصالات الْعَصرى بينَ أجهزةِ الْمَجلسِ يُعَدُّ لَبنةً جَديدةً تُضافُ لجهودِ هَذا الْمَجلسِ فِى تعزيزِ التَّكَامُلِ بينَ أَعضَائِه .
وَهَا هى مِصْرُ تَمُدُّ يَدَهَا لِجميعِ الأَشقاءِ لنبدأَ مرحلةً جَديدةً مِنْ المواجهةِ تَعتمدُ إستراتيجيةً أمنيةً عربيةً متكاملةً تتجهُ محاورُها صَوْبَ تحريرِ أوطانِنا وَشعوبنِا مِنْ دَنَسِ الإرهابِ ، وتصحيحِ الأفكارِ وَالمُعتقداتِ المُتَطرفةِ ، وَدَعَمِ الإرادةِ ، وَتَصويبِ الاتجاهِ .
أَودُّ فِى نهايةِ كَلِمَتى أَنْ أتقدَمَ بِأسمَى آياتِ الشُّكرِ وَالتقديرِ لِصَاحبِ السُّمو المَلكىِ الأميرِ مُحمَّدٍ بِنْ نَايف وَلى عَهدِ المملكةِ العربيةِ السُّعوديةِ الشقيقةِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ وزيرِ الداخليةِ ، الرئيسِ الفخرىِ لِمجْلسنا المُوقَرِ عَلى الدَّعمِ المُتَوَاصلِ للمجلسِ وَالعملِ عَلى نَجاحِ دَوراتِه المُتعَاقبةِ .
وَأَنْ أتقدمَ بخالصِ الشُّكرِ لِمعالىَ الفريقِ الرُّكنِ الشَّيخ / راشِد بِنْ عبد الله آل خَليفة
وزيرِ داخليةِ مملكةِ البَحرينِ الشَّقيقةِ، للجُهودِ الكَبيرةِ التى بَذَلَها خِلالَ رِئاسَةِ بِلادِهِ للدورةِ الثالثةِ وَالثلاثينَ للمَجْلسِ المُوقرِ .
كَمَا أدعو اللهَ - عزَّ وجلَّ - أَنْ يُوفقَ معالىَ السَّيدِ/الْهَادِى المَجدُوبِ، وَزِيرَ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التُّونسيةِ الشَّقيقةِ فِى رِئاستِهِ لدورةِ المَجْلسِ الجَديدةِ .
والشُّكْرُ مَوصولٌ للعَاملينَ بِالأمانةِ العَامةِ وَفِى مُقدمتُهمْ السَّيدُ الدكتورُ محمَّدٌ بِنْ عَلى كُومان ، أمينُ عامِ المَجْلسِ .. عَلى مَا يقُومونَ بِه مِنْ عَملٍ مُتصلٍ لتنظيمِ كَافةِ الفَاعلياتِ وَالاجتماعَاتِ وَاللقاءاتِ الأَمنيةِ العَربيةِ ، وَتنفيذِ قراراتِ المَجْلسِ وَمُتابعَتِها.
أَسْألُ اللهَ العَلىَ القديرَ
أَنْ يُعينَنا وَيُوفقَنا إلى مَا فيه خَيرُ شُعوبِنا وَأمتِنَا .. وَأَنْ يُسددَ عَلى الدّربِ خُطَانا ..
إنهُ نِعَمَ المولَى وَنِعَمَ النَّصيرُ .
والسَّلامُ عَليكُمْ وَرحمةُ اللهِ وَبركَاتهُ ،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.