بحث أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الإثنين، مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى، سبل دفع الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تسوية الأزمات المختلفة فى منطقة الشرق الأوسط، وتطوير آليات التعاون القائمة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى فى شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك للمنظمتين. وكانت نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موجيرينى، وجهت الدعوة لأبوالغيط للمشاركة فى اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد فى سياق التنسيق المستمر بين الجانبين حول مجمل قضايا منطقة الشرق الأوسط واهتمام الاتحاد الأوروبى بتطوير تعاونه مع الجامعة العربية دعماً لجهود إحلال السلام والاستقرار فى مناطق النزاعات المسلحة العربية. وقال الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، إن مشاركة أبوالغيط فى هذا الاجتماع تأتى فى توقيت هام تشهد فيه العلاقات العربية الأوروبية زخماً كبيراً فى اتجاه تطوير دعائم المشاركة بين الجانبين، خاصة فى أعقاب الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى فى 20 ديسمبر الماضى، إضافة إلى انضمام الاتحاد الأوروبى إلى آلية التنسيق الثلاثية التى تضم الجامعة والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة لدعم العملية السياسية فى ليبيا، وحضور الممثلة العليا «موجيرينى» للقمة العربية الأخيرة التى عقدت بالأردن فى 29 مارس الماضى. وأشار «عفيفى» إلى حرص «أبوالغيط» على إطلاع وزراء الخارجية الأوروبيين على أهم المقررات التى صدرت عن القمة العربية وفى مقدمتها إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والتمسك بحل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وبمبادرة السلام العربية كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والتوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، إضافة إلى إدانة القمة للإجراءات والممارسات الإسرائيلية التى تمثل انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطينى وللشرعية الدولية وعلى رأسها عمليات الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. وأوضح أن «أبوالغيط» تناول أيضاً مع الوزراء الأوروبيين آخر التطورات ذات الصلة بتسوية الأزمة السورية، خاصة فى ضوء القرارات التى اعتمدتها القمة العربية الأخيرة، والتى عقدت بالأردن بشأن هذه الأزمة فى أبعادها السياسية والإنسانية، بما فى ذلك تكليف مجلس الجامعة على المستوى الوزارى ببلورة آلية محددة لمساعدة الدول العربية المجاورة لسوريا والدول العربية الأخرى المستضيفة للاجئين السوريين، واتفق «أبوالغيط» فى هذا الصدد مع وزراء الخارجية الأوروبيين على أهمية الاستمرار فى حشد وتعبئة المساعدات الدولية اللازمة لإغاثة الشعب السورى، خاصة فى دول الجوار العربى المستضيفة للغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين فروا هرباً من النزاع، حيث عبر الجانبان عن تطلعهما فى هذا الصدد للنتائج التى يمكن أن يفضى إليها المؤتمر الدولى حول مستقبل سوريا الذى سيعقد فى بروكسل، غداً، والذى يشارك الاتحاد الأوروبى فى تنظيمه بالتعاون مع كل من ألمانيا والنرويج وقطر والكويت والأمم المتحدة. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن «أبو الغيط» بحث أيضاً مع وزراء الخارجية الأوروبيين الأوضاع فى ليبيا والجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة هناك عبر تشجيع جميع الأطراف المعنية، خاصة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، على الانخراط فى حوار سياسى جاد للتوصل إلى الحلول التوافقية المطلوبة لاستكمال تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى الموقع فى الصخيرات، وقد رحب الجانب الأوروبى فى هذا الصدد بالدور الهام الذى تضطلع به الآلية الرباعية التى تم تشكيلها لمرافقة الليبيين فى هذه المسيرة وبالنتائج التى خرجت عن الاجتماع الرباعى الذى استضافه أمين عام الجامعة العربية بمقر الجامعة فى 18 مارس الماضى بمشاركة فيدريكا موجيرينى، والمبعوث الأممى فى ليبيا، مارتن كوبلر، والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقى إلى ليبيا، جاكايا كيكويتى، كما شدد الوزراء الأوروبيون على التزامهم بدعم هذه الآلية الرباعية، وعبروا عن تطلعهم إلى الخطوات التكاملية التى يمكن أن تتخذها الأطراف الأربعة المشاركة فيها لدفع العملية السياسية فى ليبيا والتى يتوقع أن يتم إقرارها خلال الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية الذى ستستضيفه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى «موجيرينى» فى بروكسل خلال مايو المقبل. من ناحية أخرى، أوضح «عفيفى» أن «أبوالغيط» اتفق مع الوزراء الأوروبيين على أهمية متابعة تنفيذ مجمل الخطوات التى تهدف إلى تطوير التعاون المؤسسى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى على النحو الذى جاء فى خطة العمل التى اعتمدها الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين فى ديسمبر الماضى، وجدد الوزراء الأوروبيون فى هذا الصدد ترحيبهم بعقد قمة «عربية- أوروبية» مشتركة بما يعطى دفعة استراتيجية لعلاقات التعاون بين الجانبين، ودعوا الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية لاستكمال المشاورات مع «أبوالغيط» حول مجمل التحضيرات والترتيبات ذات الصلة بهذه القمة، والتى من المقرر أن تعقد خلال العام المقبل.