«الإرهاب والتدخلات الإقليمية» أمام «قمة عمان»

وصل أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى العاصمة الأردنية عمّان، مساء أمس، للمشاركة فى اجتماعات القمة العربية الثامنة والعشرين والتى تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية، الأربعاء المقبل.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، إنه من المنتظر أن يُقدم أبوالغيط إلى القمة 3 تقارير مهمة حول ملفات تطورات التعامل مع موضوعات الأولوية فى العمل العربى المشترك خلال المرحلة الحالية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والتعامل مع الأزمات فى كلٍ من سوريا وليبيا واليمن، وتدخلات الأطراف الإقليمية فى الشؤون الداخلية للدول العربية، وصيانة الأمن الإقليمى العربى ومكافحة الإرهاب، وأبرز تطورات عمل أُطر التعاون العربى مع الأطراف الدولية الفاعلة كالتعاون العربى الأفريقى والتعاون العربى الأوروبى، والتفاعل مع المنظمات الدولية والإقليمية.
ويتناول التقرير الثانى تطورات التعاون الاقتصادى والاجتماعى التنموى العربى المشترك بما يشمله ذلك من مخاطبة الجهود الرامية لإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإنشاء الاتحاد الجمركى العربى، وتحقيق الأمن الغذائى العربى، والتعاون فى مجالات الأمن المائى والبيئة والطرق والمواصلات والتكنولوجيا.
ويتعرض التقرير الثالث لموضوع إخلاء المنطقة العربية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وهو التقرير الذى يشمل أيضاً عرض أبعاد التقرير الذى أعدته لجنة الحكماء التى سبق أن شكلها الأمين العام بهدف طرح مقترحات حول كيفية إعطاء دفعة للجهود العربية فى مجال نزع السلاح.
اختتمت أعمال مجلس جامعة الدول العربية، أمس، على مستوى المندوبين الدائمين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى المقرر، غداً، للقمة العربية فى دورتها ال28 والتى ستعقد فى الأردن، الأربعاء.
وقال ودادى ولد سيدى هيبة، سفير موريتانيا لدى مصر، مندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، الذى ترأست بلاده القمة العربية السابعة والعشرين، فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، إن مناسبة انعقاد اجتماعات المندوبين الدائمين للتحضير للقمة العربية المقبلة برئاسة الأردن تأتى وسط ظروف وتحديات تشهدها المنطقة العربية وتفرض علينا العمل من أجل تحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية المشروعة.
واستعرض مندوب موريتانيا جهود بلاده فى رئاسة الدورة السابقة للقمة العربية، مؤكدا أنها بذلت جهودا كبيرة من أجل تنفيذ قرارات هذه القمة، خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وإصلاح منظومة العمل العربى المشترك.
وأكد السفير الأردنى لدى القاهرة، على العايد فى كلمته، أن الأردن يدرك خلال توليه رئاسة القمة العربية أن المنطقة تواجه تهديدات عظيمة تمس حاضر أبنائها، وبالتالى ستسخر كل إمكاناتها لخدمة الأمة بناء على مواقفها وثوابتها التاريخية التى تعزز الثقة بالنفس، مؤكدا دعم بلاده للقضية الفلسطينية ومفاوضات السلام المحددة بسقف زمنى بناء على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وأشار «العايد» إلى حرص الأردن على حماية المقدسات الدينية فى مدينة القدس المحتلة خاصة أنها المسؤولة عن الإشراف على المقدسات الدينية، وأنها تواصل تصديها للانتهاكات الإسرائيلية التى تستهدف «المقدسيين».
وأكد دعم الحوار الليبى الليبى ودعم الشرعية فى الدولة اليمنية والتأكيد على أن المبادرة الخليجية هى السبيل للوصول إلى حل الأزمة.
وتطرق العايد إلى القضية السورية، قائلا إن الأردن يؤمن أن الحل السياسى هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق تطلعات الشعب السورى والحفاظ على وحدة أراضيه ويضمن عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم بلاده ويقدرون بنحو 1.8 مليون شخص وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه الأردن.
وقال: «الإرهاب يشكل تهديدا للأمن القومى العربى والعالم بأسره ويقترف أكبر الجرائم الإنسانية باسم الدين الإسلامى ونحن نعى أن الحرب على الإرهاب هى حربنا الأساسية للحفاظ على ديننا». ونعى العايد الأمين العام الأسبق للجامعة العربية لشؤون لفلسطين والأراضى العربية المحتلة، السفير سعيد كمال الذى وافته المنية، أمس، وقال إن الفقيد الراحل قضى حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية. ووقف المشاركون فى الاجتماع دقيقة حدادا على روح الراحل.
كما توجه العايد بالدعاء بالشفاء لنائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلى، الذى يمر بأزمة صحية، قائلا إن السفير بن حلى هو الحاضر الغائب عن القمة العربية ونتمنى له الشفاء العاجل.
وفى نهاية اجتماعهم اعتمد المندوبون الدائمون مشاريع القرارات لتقديمها لوزراء الخارجية العرب وتتضمن مشروع قرار يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى والتدخلات التركية فى شؤون الدول العربية واحتلال ايران الجزر الإماراتية الثلاث، والأزمة السورية والأوضاع فى ليبيا واليمن والعراق، ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادى بين البلدان العربية، إضافة إلى موعد ومكان عقد الدورة العادية 29 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والمقررة عام 2018.
وفى سياق متصل، أعلن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، فى جامعة الدول العربية، السفير سعيد أبوعلى، أن القضية الفلسطينية، بمختلف ملفاتها وأبعادها، ستتصدر جدول أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المقرر، غداً، وكذلك أعمال الدورة العادية للقمة العربية ال28 المقررة فى 29 مارس الجارى، فى بالأردن.
ولفت السفير أبوعلى، فى تصريحات، أمس الأول، على هامش أعمال القمة، الانتباه إلى وجود قرارات خاصة تتعلق بالقضية الفلسطينية ستخرج عن القمة تؤكد المواقف الثابتة للشعب الفلسطينى والالتزام العربى بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 وحل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال أبوعلى إن الأمانة العامة أعدت للقمة مذكرة شارحة تعرض حقيقة ما يجرى من انتهاكات إسرائيلية فى عموم الأرض الفلسطينية، بما فيها القدس، ومشروعات التهويد التى تستهدفها، مؤكداً أن الوضع فى غاية الخطورة بالأراضى الفلسطينية المحتلة، جراء السياسات والممارسات الإسرائيلية والانتهاكات الجسيمة التى ترتكبها قوات الاحتلال، بالإضافة إلى تسارع واتساع نطاق الاستيطان، بحيث بات واضحًا أن إسرائيل تستغل الصمت الدولى، للاستمرار فى هذه الممارسات والسياسات والضرب بعرض الحائط بكل المرجعيات الدولية والقانون الدولى.
ولفت الأمين العام المساعد للجامعة إلى أنه رغم أن الإجماع الدولى الرافض للاستيطان ومخاطره على حل الدولتين، والذى ظهر جليًا فى قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2334، تواصل الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، تصعيد هجمتها الاستيطانية التهويدية على أرض دولة فلسطين، ضاربة بعرض الحائط الإدانات والقرارات الدولية الداعية إلى وقف الاستيطان.