المفاوض الفلسطينى السابق يزيد صايغ: فرصة حل الدولتين انتهت بعد انهيار كامب ديفيد

أكد يزيد صايغ، عضو وفد المفاوضين الفلسطينى السابق فى محادثات غزة- أريحا عام 1994، زميل معهد «كارنيجي» للشرق الأوسط، أن الفرصة أمام حل الدولتين أغلقت مع انهيار محادثات كامب ديفيد عام 2000 واندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وقال «صايغ» فى حوار ل«المصرى اليوم» إنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل فى وجود حكومة إسرائيلية يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأشار إلى أن «ترامب» لا يملك وجهة نظر ثابتة حول السلام، لكنه لن يبدأ من حيث انتهت له الإدارات السابقة. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقيمون الحماس الإسرائيلى والمصرى لإدارة ترامب كوسيط وراعٍ للسلام فى الشرق الأوسط؟
- لا أعتقد أن الحماس الإسرائيلى أو المصرى لإدارة ترامب له علاقة بدورها المحتمل كوسيط للسلام، فى المقابل، تنظر كل حكومة إلى التحالف مع الإدارة الأمريكية الجديدة ووفقا لأولويات المصالح الأصيلة الخاصة بها، وفيما يتعلق بنتنياهو، فإن ترامب يعنى نهاية افتراضية لأى معارضة ذات معنى من الولايات المتحدة حول التوسع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بجانب دعم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فى حين يعتقد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تبدى اهتماما بملفات حقوق الإنسان والحريات الأساسية أو ربط المساعدات الأمريكية بأى شكل من الأشكال فى هذه القضايا، بالإضافة إلى أنها تشاركه العداء لجماعة الإخوان المسلمين.
■ رأى البعض أن رؤية ترامب حول مستقبل عملية السلام إلى حد ما غامضة، ما قراءتك لتصريحاته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نتنياهو الشهر الماضى؟
- لا يبدو أن ترامب لديه وجهة نظر ثابتة حول السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من أنه، أيديولوجياً، بالتأكيد أقرب إلى نتنياهو والأحزاب الإسرائيلية اليمينية، وقد يكون مرحبا بالتوصل إلى اتفاق، لكنه لن يبدأ من حيث انتهت له المواقف المعلنة من قبل الإدارات الأمريكية السابقة. ومن هنا، يمكن القول إنه سيؤيد عموما إعطاء مزايا ومكاسب أكبر للجانب الإسرائيلى فى أى صفقة مستقبلية، وذلك يجعل التوصل إلى اتفاق دائم أمرا مستحيلا.
■ هل تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقى فى ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية؟
- بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية تحت قيادة بنيامين نتنياهو، فإنها غير مستعدة للوصول إلى أى نوع من اتفاقات السلام التى كانت الحكومات الإسرائيلية السابقة على استعداد للتوقيع عليها. ولن توجد حكومة يترأسها نتنياهو ستصدق على اتفاق سلام ينتج عنه سيادة فلسطينية ذات معنى أو تمنح الفلسطينيين السيادة على الأرض.
■ وأين الفلسطينيون من هذا كله؟
- هناك انقسام فلسطينى عميق جدا منذ عام 2007، على الأقل، لممارسة نفوذ حقيقى على هذه الاتجاهات. وكل من حكومة السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» فى الضفة الغربية من جانب، وحركة «حماس» فى غزة من جهة أخرى، عازمتان على الحفاظ على قوتيهما، وتعزيزهما، وهما غير مستعدتين حاليا للقيام بأى شيء يمكن أن يعرض سلطتهما للخطر.
■ ردد البعض بعد تصريحات ترامب أن «أوسلو» قد ماتت، إلى أى مدى تتفق مع هذه الرؤية؟
- أغلقت الفرصة أمام حل الدولتين بعد انهيار محادثات كامب ديفيد عام 2000 واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وظل الهيكل الرسمى لاتفاقات أوسلو، ولكن الديناميكية السياسية التى يمثلها منذ عام 2001، قد ماتت، فهى لم تمت بعد مجيء ترامب إلى البيت الأبيض، والتصريحات من هذا القبيل لا معنى لها.
■ فى رأيك ما هى أفضل تسوية واقعية لضمان تحقيق سلام دائم؟
- على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً أكبر بكثير بشكل متوازن ونشيط، لكن لا يوجد مؤشر على أنها ستفعل ذلك، وبالتالى فإن الحل الحقيقى الوحيد هو ما سيفعله الفلسطينيون لإحياء السعى من أجل الحرية والمساواة فى السنوات القادمة.