مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك صانع السلام
ثقل مصر الإقليمي والدولي يدعم حقوق الشعب الفلسطيني
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 08 - 2010

جاءت الدعوة التي تلقاها الرئيس حسني مبارك من الرئيس الامريكي باراك اوباما لحضور المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بواشنطن في 2 سبتمبر القادم لتؤكد حقيقة ان اي محاولة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط لا يمكن ان تكون امامها فرصة للنجاح دون مشاركة مصر والاستفادة من ثقلها العربي والاقليمي والدولي ..
ولاشك ان المشاركة المصرية في مفاوضات واشنطن تشكل دعما لا يستهان به للجانب العربي الفلسطيني خاصة ان مصر صاحبة تجربة هائلة في اساليب التفاوض الاسرائيلية كما انها الدولة العربية الاولي التي استعادت حقوقها كاملة من خلال المفاوضات السلمية مع الجانب الاسرائيلي . والحقيقة انه منذ اغتصاب فلسطين وبداية الصراع العربي الاسرائيلي ، كانت مصر دائما في قلب هذا الصراع حربا وسلما .. لم يتغير هذا الموقف بتغير نظم الحكم او الحكومات المصرية ولم تؤثر فيه التطورات الاقليمية والدولية التي اجتاحت المنطقة والعالم خلال اكثر من ستين عاما مضت من عمر هذا الصراع .
كانت مصر ، وماتزال تنظر الي القضية الفلسطينية باعتبارها احدي القضايا التي تمس امنها القومي .. وتحملت مصر مسئوليتها الوطنية والقومية بشرف رغم كل التضحيات البشرية والمادية من اجل التصدي للاطماع الاسرائيلية .. وفي مرحلة الصراع المسلح خاضت مصر الحروب ضد اسرائيل حتي حققت لنفسها ولأمتها الانتصار الكبير في اكتوبر 1973 والذي اتاح امكانية تحقيق السلام العادل واستعادة الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة .
لقد كان هدف مصر وجوهر سياستها طوال مراحل الصراع مع اسرائيل هو التوصل الي حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني يراعي حقوق ومصالح جميع الاطراف . والتزمت مصر دائماً بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة كإطار مناسب للحل العادل، وضربت مصر المثل بالالتزام بكل ما وقعت عليه من معاهدات واتفاقات، بدءاً من اتفاق الهدنة إلي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
واستندت سياسة مصر علي شبكة علاقاتها الاقليمية والدولية وكانت العلاقات المصرية تتحدد إيجاباً وسلباً بمواقف المجموعات والقوي الدولية إزاء قضية فلسطين.
وعلي هذا الأساس كان مسار علاقات مصر بكل من الدولتين العظميين والقوي الكبري في الشرق والغرب خلال فترة الحرب الباردة.. ولنفس الغرض كان النشاط الواسع والمكثف للدبلوماسية المصرية في التجمعات الدولية المختلفة كحركة عدم الانحياز، والمجموعة الأفريقية، وفي آسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها.. كما استثمرت مصر وزنها الدولي وشبكة علاقاتها المكثفة بكل الدول والقوي والمجموعات الدولية من أجل مساندة الحق الفلسطيني والسعي لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
وعندما تطلعت كل الأطراف للتسوية نتيجة الانتصار المصري والعربي في حرب أكتوبر 1973 التي صححت التوازن السياسي والعسكري والمعنوي بين العرب وإسرائيل، اقتحمت مصر غمار التسوية السلمية علي أساس قرارات الأمم المتحدة، ولم تكن المعركة السلمية أقل ضراوة، وفي كل مراحلها كانت التسوية الشاملة والعادلة هي هدف مصر، وكان الحل العادل لقضية فلسطين هو جوهر أي بحث عن السلام والحل الشامل .
وفي كل الأحوال والمراحل حرصت مصر علي أن يكون القرار فلسطينياً في كل ما يتعلق بمصير شعب وأرض فلسطين، ثم تدعم الخيار الذي اختاره الفلسطينيون لأنفسهم.
وقد تضمنت اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978 وثيقتين " الأولي " إطار عمل بشأن الترتيبات والأسس الخاصة بمشروع الحكم الذاتي الكامل للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية مدتها لا تتعدي الخمس سنوات بهدف التوصل إلي الحكم الذاتي الكامل " وهي نفس الأفكار التي انبثقت منها عملية السلام الجارية الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين أما الوثيقة الثانية فهي إطار عمل لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
المشارگة المصرية في مفاوضات واشنطن
محور اهتمام وسائل الإعلام العالمية
تأتي المشاركة المصرية في محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل الاسبوع المقبل بواشنطن لتثبت بمالا يدع مجالا للشك حجم وثقل مصر والرئيس حسني مبارك في المنطقة وهو المعني الذي ترجمته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عندما قالت ان الرئيس اوباما حريص علي دعوة الرئيس مبارك للمشاركة في مفاوضات السلام المرتقبة نظرا لدور مصر المهم وريادتها والتزامها المستمر بعملية السلام الامر الذي سيسهم بلا شك في نجاح هذه الجولة من المفاوضات.
والحقيقة ان مغزي المشاركة المصرية في مفاوضات 2 سبتمبر المقبل بواشنطن كانت محور اهتمام كبير من جانب المحللين والمعلقين علي شئون الشرق الاوسط في كبريات الصحف العالمية .. فقد تساءل الكاتب البريطاني دونالد ماكنتاير في مقال له بصحيفة الاندبندنت عما إذا كان يمكن للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المرتقبة أن تجلب السلام في الشرق الأوسط؟ وقال إن الجولة القادمة من المفاوضات علي أرض الولايات المتحدة برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما ربما كان من شأنها فتح آفاق وإيجاد أرضية جديدة لعملية السلام.
وذهب ماكنتاير إلي القول أن حرص الادارة الامريكية علي دعوة قادة عرب بوزن وثقل الرئيس حسني مبارك للمشاركة في المحادثات المرتقبة هو دليل علي عزم وتصميم الولايات المتحدة علي تحقيق انجاز علي صعيد عملية السلام .. وقال الكاتب البريطاني إن الرئيس الامريكي اوباما يحدوه الامل للاحتفاء بإتمام واكتمال انجاز مهم علي صعيد عملية السلام في الشرق الاوسط مثلما جري إبان توقيع معاهدتي السلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن التاريخيتين.
اما موقع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" فبرغم اشارته لوجود صعوبات تكتنف عملية السلام الا انه يري بصيص امل يتمثل في القيادة المصرية التي انخرطت بقوة في جهود احياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وهي الان يحدوها الامل بأن تحقق الجولة المقبلة اختراقا تاريخيا في حل الدولتين الذي يتيح للفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة.. فضلا عن موقف اللجنة الرباعية الدولية التي اكدت في بيانها الاخير "التزامها المطلق بكل بياناتها السابقة" واعتبر الجانب الفلسطيني هذا الموقف اساسا قويا للدخول في المفاوضات المباشرة.
ويضاف الي ذلك كله "الضمانات" التي قدمتها ادارة أوباما للرئيس الفلسطيني و"التفاهمات الشفوية" اثناء الاجتماعات مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل وهي كلها عناصر تهدف الي تشجيع الفلسطينيين علي الانخراط في المفاوضات المباشرة.
أحمد عزت
دنيس روس:الزعيم المصري قادر
أشاد كتاب »الأساطير والأوهام والسلام« بدور وجهود الرئيس مبارك في عملية السلام. ووصف مؤلفا الكتاب دنيس روس مبعوث السلام الأمريكي السابق والذي يعمل حاليا مستشارا خاصا لشئون الخليج وجنوب غرب آسيا لدي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وديفيد ماكوفسكي، الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، الرئيس مبارك بأنه الزعيم القادر علي توحيد العرب ودفعهم للسلام نظرا لخبرته الكبيرة في جهود السلام ودعم استقرار منطقة الشرق الأوسط.
دنيس روس:مصر رگيزة أساسية للسلام
العالم بأسره يعترف بالمساهمة المصرية الفعالة في عملية السلام بالشرق الأوسط. جميع الخبراء والمراقبين يؤكدون علي اهمية دور مصر الحيوي في مباحثات السلام المباشرة وغير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
هذا الدور الذي حدد ملامحه الرئيس حسني مبارك كصانع للسلام في الشرق الأوسط يعد نقطة الإرتكاز لأي حوار سلمي سواء علي صعيد انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي تدرك جيدا ان الورقة المصرية هي السبيل الوحيد امامها لتوحيد الصف الفلسطيني .
واهم هذه الملامح هي ان يكون السلام المنشود عادلا وشاملا ويراعي مصالح جميع الأطراف.
وقد اجمع الخبراء والمحللون الأمريكيون علي ان القاهرة وواشنطن لديهما أهداف مشتركة في المنطقة وعلي رأسها الوصول لسلام شامل في الشرق الأوسط، مؤكدين ان المفاوضات يجب ان تبدأ في مناخ ايجابي بناء تضطلع فيه كل الأطراف بمسئولياتها.
وحرص مارتين انديك مدير مركز صابان لدراسات الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق في اسرائيل علي تأكيد حقيقة ان مصر لاعب مهم في مساعي السلام لريادتها في هذا المجال. واضاف انديك ان مصر تلعب دور الجسر الي العالم العربي، لافتا الي ان مصر تريد ان تري نهاية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهو ما سيؤدي الي عودة السلام والإستقرار لمنطقة الشرق الاوسط.
ووفقا لتقرير نشرته جريدة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية فإن دور مصر الإقليمي يتجاوز دور الوسيط في عملية السلام، فالفلسطينيون تبعا للجريدة، ينصتون لمصر باهتمام شديد وجميع الأطراف تدرك ان احد أهم اسباب موافقة الفلسطينيين علي استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، هو تشجيع مصر واقناعها للجانب الفلسطيني بضرورة استئناف المحادثات وانهاء الصراع.
كريم مجدي
مبارك بذل جهوداً هائلة علي الساحة الدولية من أجل القضية الفلسطينية
خلال رحلاته الخارجية ومحادثاته مع مختلف زعماء العالم, كان الرئيس مبارك حريصاً علي أن يكون السلام في الشرق الأوسط وحقوق الشعب الفلسطيني في صدارة القضايا التي يجري بحثها.
استثمر مبارك علاقاته الوطيدة مع هؤلاء الزعماء وثقله علي الساحة الدولية من أجل الوصول الي الحل السلمي العادل وإنهاء الحروب والصراعات التي عانت منها شعوب المنطقة لعشرات السنين. وانطلقت جهود مبارك علي الساحة الدولية من مسئولية مصر عن ارساء العدالة والسلام والاستقرار في الشرق الاوسط والتي تحملتها بشرف منذ عام 1948 وضحت من اجلها بأكثر من 120 ألف شهيد ومليارات الدولارات .
وتركزت جهود الرئيس مبارك الدولية مع الادراة الامريكية التي تعد بشكل أو بآخر طرفاً في الصراع بالمنطقة..لذلك يجمع المراقبون أن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة لواشنطن لم تكن كسابقاتها بالنظر إلي أنها كانت تعتبر الأولي من نوعها منذ 5 سنوات ، كما أنها جاءت في أعقاب فترة من التوتر في العلاقات بين البلدين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. لكن تعدد اللقاءات بين أوباما ومبارك خلال الفترة الماضية يؤكد أن هناك حرصا شديدا من الجانبين علي تكثيف التشاور والتنسيق في ضوء الرغبة الأمريكية للتعاون مع مصر بشأن القضايا الإقليمية ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي سياق هذه التحركات الدولية, استقبل الرئيس حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاجراء مباحثات ثنائية وذلك لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة واستعادة التهدئة والعمل علي فتح المعابر كما تم تناول الطرح المصري الرامي إلي سرعة وقف نزيف الدم واستعادة التهدئة.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد التقي الرئيس حسني مبارك في يوليو الماضي، في القصر الرئاسي الفرنسي "الإليزيه" لبحث الوضع الاقليمي وخاصة عملية السلام في الشرق الأوسط، وحث الرئيس مبارك ساركوزي علي بذل المزيد من الجهود الفرنسية لدعم القضية الفلسطينية واحلال السلام في المنطقة.
كما عقد الرئيس مبارك قمة مصرية ايطالية في شهر مايو الماضي مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو بقصر الكورينالي بالعاصمة الإيطالية روما ، تناولت المباحثات مجمل القضايا الإقليمية والدولية وعلي رأسها القضية الفلسطينية وجهود احياء عملية السلام في ضوء المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
اما علي المستوي العربي فقد التقي الرئيس حسني مبارك والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز في شرم الشيخ الشهر الماضي للبحث في عدد من القضايا من بينها مفاوضات التسوية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينيية وتطورات الاوضاع السياسية في لبنان.
كما استقبل الرئيس حسني مبارك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الشهر الجاري وتم عقد مباحثات حول قضايا الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية بشكل خاص ووقف الاستيطان والاتفاق علي مرجعية عملية السلام.
رانيا الزاهد
17 عاما من المفاوضات
يشكل استئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، في الثاني من (سبتمبر) القادم في واشنطن الجولة الاخيرة من مفاوضات السلام.. وفيما يلي اهم المراحل التي مرت بها المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية خلال السنوات السبع عشرة الماضية :
13 (سبتمبر) 1993: بعد ستة اشهر من المفاوضات السرية والمباشرة في اوسلو، تبادلت اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف، ووقعتا في واشنطن اعلان مبادئ في شأن حكم ذاتي فلسطيني انتقالي لخمس سنوات. وجرت حينها مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
4 (مايو) 1994: المصادقة علي اتفاق الحكم الذاتي لغزة واريحا (الضفة الغربية) في القاهرة. اسرائيل تنسحب من 70 في المائة من اراضي قطاع غزة ومن جيب اريحا.
28 سبتمبر 1995: التوقيع في واشنطن علي اتفاق انتقالي »اوسلو 2« لتوسيع نطاق الحكم الذاتي في الضفة الغربية ينص علي سلسلة من عمليات الانسحاب الاسرائيلية.
23 (اكتوبر) 1998: في واي بلانتيشن (الولايات المتحدة) التوصل الي اتفاق في شأن ترتيبات انسحاب اسرائيلي من 13 في المائة من اراضي الضفة الغربية.
11-25 (يوليو) 2000: قمة في كامب ديفيد (الولايات المتحدة)، وتتعثر المباحثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب قضيتي القدس واللاجئين. وبعد شهرين تندلع الانتفاضة الثانية.
(ديسمبر) 2000: محادثات في طابا (مصر) علي اساس خطة سلام مقدمة من الرئيس الامريكي بيل كلينتون.
30 ابريل 2003: اعلان »خريطة الطريق« التي وضعتها اللجنة الرباعية للشرق الاوسط وتقضي بقيام دولة فلسطينية قبل 2005 بعد وقف اعمال العنف الفلسطينية وتجميد الاستيطان الاسرائيلي.
27 (نوفمبر): في انابوليس (الولايات المتحدة) يتفق الاسرائيليون والفلسطينيون علي العمل بهدف التوصل الي اتفاق سلام قبل نهاية 2008. ومن خلال العشرات من جلسات التفاوض حقق الطرفان تقدماً في شأن تبادل اراض في الضفة الغربية وتقاسم السيادة علي الاماكن المقدسة في القدس.
واخيرا ، توقفت المفاوضات عندما شنت اسرائيل حرباً دامية اطلق عليها اسم عملية »الرصاص المصبوب« علي قطاع غزة الخاضع لسيطرة »حماس«.
مصر تسعي بكل قوة لإقامة الدولة الفلسطينية
اكد الرئيس حسني مبارك في اكثر من مناسبة ان هدف مصر هو الوصول الي اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كما اكد التزام مصر بمساندة قضية فلسطين خاصة بعد تحرير الأرض المصرية بالكامل، وتم حشد الجهد السياسي والدبلوماسي المصري لمساندة الموقف الفلسطيني .
ولقد حملت مصر علي عاتقها مسئولية الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحصول علي الاستقلال والامن وتجسيد ذلك في مناسبات عديدة من اهمها مبادرة مصر عام 1982 والمتمثلة في إعداد مشروع مصري فرنسي لحل القضية الفلسطينية تضمن مشاركة المنظمة في المفاوضات الخاصة بتسوية مشكلة الشرق الأوسط.
وقد بذل الرئيس حسني مبارك جهودا مكثفة عام 1985 من اجل التوصل إلي الاتفاق الأردني الفلسطيني وهو اتفاق كان يهدف لتحسين العلاقة بين الجانبين بعد ان شابها التوتر الحاد معظم فترة السبعينيات.وهذا الاتفاق كان ينص علي ان تكون العلاقة المستقبلية بين الأردن وفلسطين علاقة كونفدرالية فيما إذا قامت الدولة الفلسطينية. وكان يعد هذا الاتفاق استعدادا عربيا ضروريا للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام.
ونتيجة لجهود مباشرة للرئيس مبارك مع القيادة الفلسطينية أعلن ياسر عرفات في نفس العام 1985 " إعلان القاهرة "، الذي كان نقطة انطلاقة حقيقية لفتح المجال أمام التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية نظراً لأن هذا الإعلان اظهر تمسك المنظمة بإدانة جميع العمليات العسكرية الخارجية وكل أشكال الإرهاب ومعاقبة من يخالف ذلك.
ونتيجة لجهود مكثفة شاركت مصر فيها صدر عام 1988 أول قرار أمريكي بفتح الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية ليفتح الباب أمام مرحلة جديدة من جهود السلام. ولم تتوقف جهود الرئيس حسني مبارك عند هذه النقطة حيث طرح عام 1989 خطته للسلام ذات النقاط العشر كأساس لانطلاق عملية تفاوض متكاملة تقود إلي سلام شامل ، والتي تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام وإقرار الحقوق السياسية للفلسطينيين مع وقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
و بادرت مصر في عام 2000بعقد قمة في شرم الشيخ شارك فيها الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة لبحث إمكانية انسحاب القوات الإسرائيلية إلي أماكن تمركزها قبل تفجر الانتفاضة وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض علي الأراضي الفلسطينية.
وفي 2002 شاركت مصر بقوة في الجهود التي أدت إلي إقرار خطة خريطة الطريق التي تتبناها اللجنة الرباعية والتي تتضمن رؤية شاملة لحل القضية الفلسطينية تقود إلي إقامة الدولة الفلسطينية بحلول عام 2005.
ويأتي استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل بدعوة من اللجنة الرباعية الدولية ليضع الجهود السلمية في بداية مرحلة جديدة.
أماني عبد الرحيم
مفاوضات واشنطن خطوة جديدة نحو السلام
بعد توقف دام أكثر من عامين بسبب السياسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتحديدا تلك المتعلقة بالاستيطان وبالحرب علي غزة.. ها هي عجلة السلام في الشرق الاوسط تستعد للدوران من جديد حيث تقرر بدء المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في بداية سبتمبر المقبل بعد أن وافقت الأطراف المعنية علي استئناف المفاوضات.
جاءت الموافقة الفلسطينية الرسمية بعد أن أعلنت اللجنة الرباعية الدولية بيانها الذي أكد موقف اللجنة الداعم لحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية علي الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وتجميد كافة أشكال الاستيطان ورفض الإجراءات الإسرائيلية في القدس وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية.
كما أن القرار الفلسطيني بالذهاب إلي واشنطن لإطلاق المفاوضات المباشرة جاء أيضاً بعد أن صدر القرار العربي الجماعي الذي سبق بيان اللجنة الرباعية والذي أيد فيه الذهاب إلي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل استناداً إلي مرجعية مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية، وبعد موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي وفر غطاء عربياً وفلسطينياً رسمياً للسلطة الفلسطينية ودعماً لأي قرار تتخذه القيادة الفلسطينية بخصوص استئناف المفاوضات المباشرة.
وتكمن اهمية المفاوضات المباشرة التي ستستغرق مدة عام كامل في انها ستركز بشكل رئيسي علي قضايا الحل النهائي وهي القضايا الأساسية التي ترتبط بمستقبل الشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها والتي أيضاً ستكون البوصلة السياسية والاستراتيجية لأي تحول جذري قد يطرأ في المستقبل علي معادلة الصراع العربي - الإسرائيلي سواء أثبتت أم لم تثبت هذه المفاوضات والأطراف المعنية وتحديداً إسرائيل جديتها وتمسكها بالسلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة.
الأهمية الخاصة التي تكتسبها هذه المفاوضات المباشرة لا تكمن فقط في تحديد مدي جدية الأطراف المعنية تجاه السلام لا سيما وأن كل الأطراف تعلن رغبتها في السلام وإن اختلفت في أهدافها النهائية ورؤاها للسلام ، وإنما فيما هو مطروح من بدائل وسيناريوهات عملية وحتمية في حال فشلت الأطراف في التوصل إلي حل نهائي عبر المفاوضات السياسية. كما أن هذه المفاوضات المباشرة لا بد لها أن تكون حاسمة وقد تكون الأخيرة لأن الأطراف المتفاوضة ستقدم كل ما يمكن من تنازلات من أجل الوصول إلي اتفاق سلام نهائي.
يبقي الدور الأمريكي المحوري في هذه المفاوضات المباشرة باعتبار الولايات المتحدة الراعي الدولي الأساس والمعني المباشر بإنجاح هذه المفاوضات خدمة للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، ولكن الولايات المتحدة تعاني من معضلة مزمنة ذات صلة بالعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية تتعلق بالالتزامات الأمريكية الأساسية تجاه إسرائيل ودعمها المطلق عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً لضمان تفوقها علي كل العرب وليس فقط علي الفلسطينيين. وعليه فإن الإصرار الأمريكي بالاستمرار في هذه السياسة من شأنه أن يقلل من فرص حدوث اختراق في عملية السلام الذي يتطلب راعياً نزيهاً وغير منحاز لتحقيق سلام قابل للحياة والاستمرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولعل المشاركة العربية في هذه المفاوضات ممثلة في حضور الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني تؤكد أن العرب متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي لإنقاذ هذه المنطقة من الخطر الذي يكمن في حال تلاشت فرص السلام ، ولدعم الفلسطينيين سياسياً ودبلوماسياً إدراكاً منهم لأهمية الوصول إلي حل سلمي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويؤدي الي إقامة الدولة الفلسطينية.
المصالحة الفلسطينية.. مهمة مصرية
منذ بداية الانقسام الفلسطيني في عام 7002 بين حركتي فتح وحماس كان موقف مصر واضحا وحاسما وهو ان الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن هذا الصراع وان المستفيد الوحيد هو اسرائيل من هذا المنطلق، تحركت مصر في كل الاتجاهات من اجل توحيد الصف الفلسطيني وانهاء هذه المحنة مستندة إلي رصيد هائل تتمتع به لدي جميع الاطراف.
ومنذ البداية وحتي قبل القطيعة الكبيرة بين الحركتين في 7002 التي سيطرت اثناءها حركة حماس علي قطاع غزة، كانت مصر دائما هي الطرف الذي يرعي المباحثات التي تهدف إلي ارساء مباديء التعاون وازالة المنافسات وآثار الفرقة بين الجانبين فضلا عن توحيد الجهود والتركيز علي هدف واحد فقط وهو مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.. وفي عام 9002 وبعد شهور من المحادثات مع الفصائل الفلسطينية قدمت مصر جملة من المقترحات الجديدة من اجل المشاركة في حوار القاهرة.. وكان ابرز هذه المقترحات اغلاق ملف الاعتقالات نهائيا وتنظيم انتخابات فلسطينية واعادة دمج الاجهزة الامنية وذلك من خلال حوار شامل شاركت فيه جميع الفصائل والتنظيمات والقوي المستقلة وذلك في الفترة من 01 إلي 91/3/9002.
ومنذ ان وصلت الأزمة إلي طريق مسدود قرر الرئيس حسني مبارك رعاية محادثات مباشرة بين الجانبين لتحديد اسباب الخلاف والبحث عن حلول لها وبالفعل تم الإعلان عن ان القاهرة سترعي مباحثات مصرية مع قيادات التنظيمات الفلسطينية المختلفة في إطار تحركات مصرية مكثفة لتثبيت التهدئة ووقف الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني.
ثم بدأت محادثات مكة لتوصف بأنها الفرصة الأخيرة للتوصل إلي اتفاق علي تشكيل حكومة وحدة وطنية وتجنب حرب أهلية فلسطينية وذلك بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل من رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ثم تتابعت الجهود لوقف سفك الدماء بين الجانبين وإيجاد أرضية سياسية مشتركة تتمخض عن اتفاقات لوقف إطلاق النار إلا ان الجانبين لم يتوصلا حتي الآن إلي نقطة حقيقية للالتقاء بينهما من أجل ايجاد مخرج حقيقي للأزمة التي باتت تشكل عبئا يجثم علي الصدر الفلسطيني.
سمر الملاحي
علي دفع جهود السلام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.