«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد اتفاق المصالحة.. إسرائيل من المماطلة إلى الجنون
نشر في محيط يوم 28 - 04 - 2014

«المصالحة الفلسطينية» بعد أن جسدت روح الأمل للشعب الفلسطيني، كانت أيقونة الهلع الذي أصاب إسرائيل وأجهزتها الأمنية، فقد عمها الغضب وناوبها نوع من أنواع الجنون السياسي، حيث تنوعت ردود الفعل الإسرائيلية بين الغضب والتهديد والخوف، بالإضافة إلى تغيير الخطط ووضع خطوط عريضة همها الأول والأخير تعطيل هذه المصالحة التي لا تصب في مصلحتهم.
فإسرائيل التي ماطلت أكثر من ربع قرن في إنهاء المفاوضات التي زعموا أنها "مفاوضات سلام"، باتت في حالة صرع، بعد اتفاق المصالحة الفلسطينية، والتي من مصلحتها عدم إتمامها لعلمها ويقينها بأن مفاوضات السلام لن تتم دون غزة، وبالتالي فاستمرار حالة الانقسام، كان يساعدها على أن تواصل توغلها واستيطانها بالضفة، ويعطيها حججاً لعدم إتمام المفاوضات.
ويحمل إسرائيل مسؤولية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب التعنت ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
فبعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبعد أن كانت إسرائيل تملي شروطها خلال الأشهر الماضية، على الرئيس الفلسطيني لإتمام المفاوضات وبعد أن تطاول عدد من المسئولين بإسرائيل على جون كيري وزير الخارجية الأمريكية الوسيط بهذه المفاوضات للعرقلة، جاءت المصالحة في خطوة مفاجئة لتربك وتحبط كل الخطط الخارجية الهادفة لتفتيت فلسطين.
تهديدات وعقوبات إسرائيلية
وفي رد فعل سريع على اتفاق المصالحة هذا، جاء قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر بتعليق محادثات السلام، والذي واجه معارضة إسرائيلية واسعة، بينها وزراء وأعضاء من أحزاب ائتلاف الحكومي، فيما تخوض المعارضة الإسرائيلية حملة لمواجهة قرارات المجلس المصغر.
وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، حيث اتهمت الحكومة الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحالف مع "تنظيم إرهابي سفاح" يدعو إلى تدمير إسرائيل، كما عبر وزراء إسرائيليون في تل أبيب، عن غضبهم مما وصفوه ب"رد الفعل الضعيف" من واشنطن على المصالحة الفلسطينية بين حركة التحرير الفلسطينية "فتح" وحركة حماس.
وفي تبرير إسرائيلي، جاء البيان الحكومي الذي شدد على أن إسرائيل لن تجري مفاوضات مع أي حكومة فلسطينية تدعمها حماس.
وقالت إسرائيل في تهديد صريح: "إنها سترد على الخطوات الأحادية الفلسطينية بسلسلة من الإجراءات"، كما نقل البيان على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "من يختار إرهاب حماس لا يريد السلام".
وفي جراءة إسرائيلية، كانت الحكومة الإسرائيلية قد خيرت رئيس السلطة الفلسطينية بين السلام مع إسرائيل والمصالحة مع "حماس".
ومن جانبه، قال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي: "هذه الخطوة قد تجعل الوصول إلى سلام مع الفلسطينيين مستحيلا"، مؤكداً أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين "مستحيلا" إذا شكل ائتلاف يضم حركة حماس.
وقال ليبرمان ل"الإذاعة الإسرائيلية": "إن إسرائيل يجب أن تقاوم أي ضغوط دولية لاستئناف المحادثات مع عباس".
وأضاف: "لا شك في أنه ستمارس على الساحة الدولية ضغوط من أجل التوصل إلى "اتفاق"، هذا اختبار لنا أن نقف أمام الضغوط".
عقوبات اقتصادية
واستكمالاً لحالة التهديدات والإجراءات الانفعالية، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل ستفرض أيضا عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية.
فمن جانبه، أعلن داني دانون نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، أن الكونجرس الأمريكي سيجري نقاشاً حول إمكانية قطع التمويل للسلطة الفلسطينية في أعقاب اتفاق المصالحة والسعي إلى تشكيل "حكومة وحدة" مع حماس.
وقال دانون: "إنه تحدث مع عضو الكونجرس عن الحزب الجمهوري، اليانا روس-لاتينان، وأبلغته انه تم تحديد موعد للنقاش في الثامن من أيار /مايو المقبل".
كما توجّه دانون إلى أعضاء الكونجرس المؤيدين لإسرائيل وطالبهم بوقف تمويل السلطة الفلسطينية، وزعم أن نصف المليار دولار الأمريكية ستموّل الإرهاب ضد إسرائيل.
مراهنة إسرائيلية
واستمراراً لحالة الانفعال السياسي الذي أحاط بإسرائيل، نجد أنها لجأت إلى أسلوب المراهنة، فيبدو أنها تراهن على فشل المصالحة الفلسطينية، وتتوقع أنه مع الخوض في التفاصيل يمكن أن تظهر خلافات قد تهدده.
وذكر موقع "واينت" العبري أنه برغم الطمأنة التي وصلت لإسرائيل من السلطة الفلسطينية بأن المصالحة لا تتناقض مع التسوية، فإنه لا يتوقع تجديد المحادثات مع السلطة الفلسطينية في الظروف الراهنة.
وأشار تقرير للموقع إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل «ليس واثقا بعد بأن اتفاق المصالحة حقيقي»، ونقل عن مسئول سياسي قوله: "علينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحصل بعد ذلك، لقد شهدنا في السابق محاولات مماثلة، قد يكون كل ذلك مجرد استعراض لا أكثر. لكن بما يتعلق في المفاوضات السياسية فإن التاسع والعشرين من إبريل/ نيسان قريب ولا أعتقد أنه يمكن مواصلة المحادثات مع السلطة في الظروف الراهنة".
رصاصة الرحمة
ولكن وبعد كل هذه التهديدات الإسرائيلية لم يتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مواقفه وهو الآن في موضع قوة، حيث قال: "إن حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، التي سيشكلها بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حماس، ستعترف بإسرائيل والاتفاقات الدولية وتنبذ العنف، إلا أنه جدد رفضه "الاعتراف ب"يهودية" الدولة الإسرائيلية".
ورداً على هذا التصريح الفلسطيني، نشرت إسرائيل بياناً رسمياً اعتبرت فيه أن عباس أطلق "رصاصة الرحمة" على عملية السلام.
وأوضح البيان الإسرائيلي أن "أبو مازن أعاد تكرار الشروط ذاتها مع معرفته بأن إسرائيل لن تقبلها"، مضيفا "لقد وجه اليوم رصاصة الرحمة إلى عملية السلام".
واتهمت إسرائيل في بيانها مجددا الرئيس عباس بإقامة تحالف مع حركة حماس "المنظمة الإرهابية الدموية التي تدعو إلى تدمير اسرائيل".
تكثيف الاستيطان
وفي قرار مفاجئ آخر للحكومة الإسرائيلية رداً على المصالحة، كانت دعوة وزير الإسكان الاسرائيلى أورى أرائيل من حزب "البيت اليهودى" إلى بناء مزيد من الاستيطان.
كما دعا الوزير أرائيل لضم المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم "قبر راحيل" لإسرائيل، واعتبار هذه المنطقة جزءاً لا يتجزأ من أراضي إسرائيل، كذلك الاستعداد لضم المناطق التي تصنفها إسرائيل في الضفة الغربية كمناطق "ج" لدولة إسرائيل.
وبنفس الوقت دعا لتكثيف الاستيطان في مناطق الضفة الغربية والقدس رداً على اتفاقية المصالحة.
الكنيست والارهاب
في الوقت نفسه، يستعد عضو الكنيست نيسن سلومينسكي من حزب "البيت اليهودى" لطرح مشروع قانون جديد على الكنيست الإسرائيلي، والذي بموجبه يمنع الاتصال أو عقد أي لقاء مع منظمة التحرير الفلسطينية واعتبار ذلك جنحة جنائية، ما قد يخلق توتراً جديداً في الائتلاف الحكومي وفقاً لما نشره موقع صحيفة "معاريف".
أشار الموقع إلى أن مشروع القانون الجديد الذي كان معمولاً به في اسرائيل حتى عام 1992، سيتم عرضه للتشريع مجدداً بعد التوقيع على اتفاقية المصالحة الفلسطينية، وتحت مبررات دخول منظمتي حماس والجهاد الاسلامي الى منظمة التحرير، على اعتبار بأنهما تنظيمات "إرهابية"، وبالتالي فإن منظمة التحرير ستصبح منظمة "ارهابية" يجب منع التعامل معها.
في حين دعا عضو الكنيست نحمان شاي من حزب "العمل" اسرائيل إلى البحث عن فرص تحقيق السلام رغم الخطر الكامن في المصالحة الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة التريث إلى حين الاطلاع على موقف حماس من قبول شروط الرباعية الدولية المتعلقة بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف.
المعارضة وحلول سياسية
وأمام هذا الغضب والانفعال السياسي بإسرائيل، كان للمعارضة الإسرائيلية موقفاً يملؤه الحكمة والتفكير، حيث دعا رئيس المعارضة ورئيس حزب العمل اسحق هرتسوغ رئيس الحكومة إلى صياغة طرح سياسي "شامل وجريء" للتعاطي مع الأوضاع بالغة الحساسية والقابلة للانفجار لعملية السلام مع الفلسطينيين.
وأشار هرتسوغ إلى ضرورة عدم اتخاذ إسرائيل إجراءات "مضرّة يستحيل التراجع عنها في ما بعد"، واصفاً اتفاق المصالحة بأنه اتفاق "غبي" عازياً سبب ارتماء عباس في حضن حماس إلى غياب الثقة بينه وبين نتنياهو.
وقال رئيس حزب "هناك مستقبل" الوزير يئير لابيد: "إنّه يتوجّب على إسرائيل إيجاد السبل الكفيلة بإعادة إطلاق عملية السلام رغم الأزمة التي تمرّ بها لأن لإسرائيل مصلحة في الانفصال عن الفلسطينيين".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل مستعدّة للتفاوض مع حركة حماس، إذا أعلنت قبولها لشروط الرباعية الدولية، قال لابيد: "لا يمكننا محاورة حركة حماس طالما بقيت منظمة إرهابية تخطّط لقتل مواطنين يهود".
ورغم هذه المعارضة وصف يعقوب بيري وزير العلوم الإسرائيلي ورئيس جهاز الشاباك الأسبق، قرار المجلس بتجميد المفاوضات بأنه قرار حكيم ومتزن. ومع ذلك فقد شدد بيري على أن إسرائيل لم تغلق الباب أمام المفاوضات ففي حال نبذت حماس "الإرهاب" وقبلت الحكومة الفلسطينية الجديدة بشروط الرباعية فسيتم حينها إعادة تقييم الوضع من جديد.
وأضاف بيري في حديثه لبرنامج "واجه الصحافة" على القناة العبرية الثانية مساء السبت، أن تجميد المفاوضات مع السلطة في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة لا يمكن اعتباره فشلاً وذلك على الرغم من أن خطورة الأزمة الحالية، منوهاً إلى أن إسرائيل قامت بتليين مواقفها تجاه الفلسطينيين دون مقابل.
وقال: "حماس لا يمكن أن تكون شريكة في أي اتفاق في الوضع الحالي ولن ندير مفاوضات مع تنظيم إرهابي إجرامي أطلق أكثر من 10 آلاف صاروخ على إسرائيل ولا تعترف بوجودنا".
إسرائيل للأمم المتحدة
وبعد صفعة اتفاق المصالحة، جاء موقف الأمم المتحدة المؤيد، والذي أثار غضب إسرائيلي جديد، حيث بعث رون بروشاور سفير الإسرائيلي للأمم المتحدة برسالة للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون احتج فيها على دعم وتأييد بعض الجهات لاتفاق المصالحة الفلسطيني.
وكتب السفير الإسرائيلي في رسالته: "كل من يؤيد أو يدعم المصالحة بين حماس وفتح يمنح الشرعية للعدوان والإرهاب الذي لا يتوقف والموجهة ضد إسرائيل ومن المعلوم بان الصواريخ تطايرت نحو أهداف إسرائيلية حتى قبل ان يجف حبر اتفاق المصالحة ".
وحذر السفير الإسرائيلي في رسالته السلطة الفلسطينية مما سيلي توقيعها الاتفاق، مدعيا بأنها لن تتمكن بعد الاتفاق من التنصل من مسئوليتها عن الأعمال "الإرهابية" المنطلقة من قطاع غزة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت دعمها للمصالحة الفلسطينية بشرط أن تحترم الالتزامات السابقة التي قطعتها منظمة التحرير الفلسطينية لجهة الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف.
الصحافة الإسرائيلية
وكانت المواقع الالكترونية الإخبارية الإسرائيلية الرئيسية، على رأس المتابعين لمجريات المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه انتهاء عصر الانقسام والاتفاق على تنفيذ المصالحة الفلسطينية، حيث أفردت التصريحات والخطابات الفلسطينية التي أدلى بها إسماعيل هنية وعزام الأحمد عناوينها الرئيسية. فمن جانبها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو: "إن الغضب الإسرائيلي نابع من أن الإدارة الأمريكية "لم ترد بالقوة المناسبة" على الوحدة بين فتح وحماس، وإن نتنياهو طالب كيري بأن توضح واشنطن أن المصالحة "ليست شرعية"".
وتحت عنوان " توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس"، سرد موقع الصحيفة تهديدات نفتالي بينت التي أطلقاها طيلة ساعات اليوم ضد المصالحة مخيرين الرئيس الفلسطيني بين السلام مع إسرائيل والمصالحة مع " الإرهاب".
واختار موقع "هاآرتس" عنوان " توقيع اتفاق مصالحة بين حماس وفتح: عصر الانقسام الفلسطيني انتهى"، وسرد على خلفية صورة كبيرة تجمع بين عزام الاحد واسماعيل هنية على خلفية قبة الصخرة المشرفة بعض تفاصيل الاتفاق واهم البنود الواردة فيه .
وابرز موقع " والله" الالكتروني، حيثية تشكيل الحكومة في عنوان رئيس جاء فيه " اتفاق مصالحة " تركيب حكومة وحدة خلال 5 اسابيع" .
وتناول الموقع باقتضاب بعض تفاصيل الاتفاق ومسيرة المفاوضات التي سبقت الإعلان عنه من زيارة وفد منظمة التحرير الى غزة وصولا الى المؤتمر الصحفي في منزل اسماعيل هنية .
وعلى خلفية صورة كبيرة جمعت عزام الأحمد واسماعيل هنية خرج موقع " يديعوت احرونوت " بعنوان كبير " يقول توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس" . واضاف: "في اجواء المصافحة والسلام وعلى وقع التصفيق الحار وضع الفلسطينيون حدا لسنوات الانقسام ووقعت فتح وحماس اتفاق المصالحة". وعدد الموقع بنود الاتفاق السبعة بتفاصيلها ودقتها دون ان يغفل طرح المواضيع الت يعتقد بانها تشكل ألغاما على طريق المصالحة مثل من هو رئيس حكومة الوحدة وما إلى ذلك من اسئلة استنكارية تحريضية .
"هنية: انتهى عصر الانقسام الفلسطيني" عنوان مختصر اختاره موقع "معاريف" المحسوب على تيارات اليمين الإسرائيلي قبل ان يغوص في سرد ومحاولة تفسير بنود الاتفاق.
وتطرق "زئيف الكين" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي للاتفاق الفلسطيني قائلا " تكشف إقامة حكومة وحدة بين ابو مازن وحماس مرة أخرى وحدة الأهداف بين مخربي حماس وقيادة فتح والممتثلة بتدمير دولة إسرائيل ".
وأضاف: "لم يفاجئني من يدفع رواتب القتلة فقد وجد مكانه الطبيعي بالعناق الحار مع حماس".
أولوليتنا .. "الوحدة الوطنية"
وأمام كل هذه التهديدات والتحذيرات الإسرائيلية، كان الفلسطينيون متصدرين المشهد بقوة، حيث أكدوا أنهم يدرسون "كافة الخيارات" للرد على قرار وقف المفاوضات من جانب إسرائيل.
ويتوقع أن يؤكد أعضاء المجلس المركزي الثوابت الفلسطينية، ويحمل إسرائيل مسؤولية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب التعنت ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين: "القيادة الفلسطينية ستنظر في كافة الخيارات للرد على قرارات الحكومة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية".
وأضاف: "الأولوية حاليا بالنسبة للفلسطينيين هي المصالحة والوحدة الوطنية".
كما أرسلت السلطة الفلسطينية رسالة طمأنة لإسرائيل في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة"، مشيرا إلى أن مسئولا فلسطينيا رفيع المستوى أعاد التأكيد على ما قاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقال: "إن المصالحة مع حماس لا تتناقض مع المفاوضات مع إسرائيل".
وأضاف المسئول: "إن أي اتفاق سيوقع بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيشمل ايضا قطاع غزة وذلك يوفر إجابة لكل هؤلاء في إسرائيل الذين يدعون أنه لا يمكن التوصل لاتفاق سلام طالما لا تسيطر السلطة الفلسطينية على قطاع غزة".
اقرأ فى هذا الملف
* «المصالحة الفلسطينية» .. آمال جديدة ومصير منتظر
* التقارب السياسي بين فتح وحماس.. نعم أم لا ؟!
* المصالحة الفلسطينية في عيون الخبراء
* سيف الدولة ل«محيط»: «أوسلو» خديعة.. وثلاثة سيناريوهات بانتظار المصالحة الفلسطينية
* ضريبة «المصالحة»: غضب أمريكي ..وترحيب عربي ودولي
** بداية الملف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.