قالت منظمة الصحة العالمية إن السلطات الصحية بالحكومة النيجيرية أعلنت إصابة حالتين بشلل الأطفال البري، بعد عامين على تسجيل أخر حالة في نيجيريا. وظهر المرض مرة أخري في ولاية بورنو الشمالية، وأعلنت الحكومة النيجيرية الأمر كأولوية فورية، في محاولة لاستئصال المرض على وجه السرعة لمنع إصابة المزيد من الأطفال. وقال الدكتور ماتشيديسو المعطي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن المنظمة أعطت أولوية قصوى لتحصين جميع الأطفال في جميع أنحاء المناطق المتضررة، وضمان عدم وجود أطفال أخرين فريسة لذلك المرض، الذى وصفه بالرهيب حسب بيان صحفي صدر اليوم وتلقت «المصري اليوم» نسخة منه. وشلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. ينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة «مثل المياه الملوثة أو الطعام» ويتكاثر في الأمعاء. وتتمثّل أعراض المرض الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال يصيب الساقين عادة، ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها. حسبما تقول منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أنه ولطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض. وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من هذه المعاقل العتيدة التي لا تزال موبوءة به عن الإصابة بنحو 000 200 حالة جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات. ومؤخرًا، أصبحت نيجيريا تحوى نحو نصف حالات شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، إلا أنها حققت تقدمًا ملحوظًا نتيجة تضافر الجهود على جميع المستويات، الحكومية والمجتمع المدنى والمنظمات الدولية، ما أسهم في عدم ظهور حالات جديدة لشلل الأطفال طيلة العامين الماضيين. وشهد العالم إجمالاً عدد الحالات المرضية انخفاضاً بنسبة تفوق 99% منذ إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. واليوم، لم يعد المرض يتوطن إلاّ بلدين في العالم، ألا وهما: باكستان وأفغانستان. حسب بيانات المنظمة المنشورة على موقعها الرسمي. وجرى في عام 1994 الإشهاد رسمياً على خلوّ إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة من شلل الأطفال، وتبعه إقليم غرب المحيط الهادئ في عام 2000، ثم إقليم المنظمة الأوروبي في يونيو 2002. في 27 مارس 2014 تم الإشهاد على خلو إقليم جنوب شرق آسيا لمنظمة الصحة العالمية من شلل الأطفال، ويعني ذلك أنه تم وقف سريان فيروس شلل الأطفال البري في هذه الكتلة المكونة من 11 بلداً وتمتد من إندونيسيا حتى الهند. ويشكل هذا الإنجاز وثبة واسعة إلي الأمام على طريق استئصال المرض من العالم، حيث يعيش الآن 80% من سكان العالم في مناطق تم الإشهاد على خلوها من شلل الأطفال. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه وحالما يتم القضاء على شلل الأطفال، يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال منفعة عالمية عامة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه. وقد اكتشفت النمذجة الاقتصادية أن القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل 40-50 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات العشرين المقبلة، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل. والأهم من ذلك، أن هذا النجاح يعني عدم معاناة أي طفل مرة أخرى من الآثار الرهيبة لإصابته بالشلل مدى الحياة نتيجة لفيروس شلل الأطفال.
