«العفو الدولية» تنتقد ملف مصر الحقوقى و«الخارجية»: تحركها مواقف سياسية

وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات شديدة اللهجة لأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، أمس، واتهمت جهاز الأمن الوطنى باختطاف وتعذيب المواطنين، واستنكرت ما سمته «عمليات الاختفاء القسرى وترويع الخصوم»، فيما رفضت وزارة الخارجية التقرير واتهمت المنظمة بأنها غير حيادية.
ذكرت المنظمة، فى تقرير مطول، أمس، أن «هناك ارتفاعاً غير مسبوق يقدر بالمئات فى ظاهرة الاختفاء القسرى للمواطنين منذ بداية 2015، وأن هناك حالات تعذيب وانتهاكات تمارس بحق المعارضين، تحت اسم مكافحة الإرهاب».
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، فيليب لوثر: «التقرير يكشف عن تكتيكات صادمة ووحشية تستعد السلطات المصرية لاستعمالها فى إطار جهودها لإجبار المعارضين». وزعمت المنظمة أن «الاختفاء القسرى صار وسيلة أساسية فى سياسة الدولة، فأى شخص يجرؤ على الإفصاح عن رأيه بصوت عالٍ يكون فى خطر، فى حين تُستغل مكافحة الإرهاب كذريعة للاختطاف والاستجواب وتعذيب المواطنين الذين يتحدون السلطات».
فى المقابل، قال أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن «مصر سبق أن أعلنت أكثر من مرة رفضها لتقارير منظمة العفو الدولية، وإنها منظمة غير حيادية تحركها مواقف سياسية لها مصلحة خاصة فى تشويه صورة مصر، ومن ثم فإن الأمر لا يقتضى أى تعليق إضافى».
وأضاف: «أى قارئ موضوعى لتقارير منظمة العفو الدولية عن مصر يكتشف، منذ اللحظة الأولى، اعتمادها على مصادر تعبر عن رأى طرف واحد وأشخاص وجهات فى حالة عداء مع الدولة المصرية، وتتجاهل تناول القضاء للحالات المشار إليها واستناده إلى مواد ومبادئ واضحة فى القانون والدستور المصرى».
وحول قضية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الإيطالى فابريتسيو تشيكيتو فى بيان، أمس الأربعاء: إن «قرار البرلمان الإيطالى وقف توريد قطع غيار طائرات مقاتلة لمصر هو جرس إنذار لطلب الحقيقة حول هذه الواقعة المأساوية التى هزت الرأى العام الإيطالى». ودعا تشيكيتو، مجلس النواب المصرى، إلى «إدراك أن مطالب إيطاليا بمعرفة حقيقة مصرع ريجينى ليس لها أهداف أخرى».
وأضاف: «علمنا أن هناك اجتماعات جرت أمس لمختلف اللجان البرلمانية المصرية لدراسة الآثار المترتبة على واقعة ريجينى، ونحن نأمل أن يتفهم النواب المصريون أن المطالب الإيطالية جادة لمعرفة الحقيقة حول من عذّب وقتل جوليو ريجينى، وليس لمطالبنا أهداف أخرى». وتابع بالقول: «إيطاليا صديقة أصيلة لمصر، وتدرك الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية لهذا البلد، الذى نرتبط معه بأواصر صداقة تقليدية».