الأنبا مكاريوس: بيان الرئيس أثلج الصدور.. ونطالب بتنفيذ القانون (حوار)

قال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمطرانية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، إنه يرفض المشاركة فى أى اجتماعات أو لقاءات يدعو إليها أى كيان أو شخص، بشأن أزمة «الكرم»، قبل تفعيل القانون ومحاسبة المقصرين.
وأضاف «مكاريوس»، فى حواره ل«المصرى اليوم»، أن ما سماها طريقة الملاطفة وحلو الكلام أفسدت جميع القضايا السابقة، مشيرا إلى أن بيان الرئيس عبدالفتاح السيسى حول الأزمة أثلج الصدور، وأكد حرصه على كرامة المواطن المصرى.. وإلى نص الحوار:
■ هل ترفض الكنيسة الصلح العرفى فى الأزمة؟
- ليس رفضًا لمجرد الرفض، لكن لا للاتفاقات العرفية قبل المحاكمة للجناة، واستنكارًا لعدم محاسبة المسؤولين الذين لم يمنعوا الكارثة قبل وقوعها.
■ من وجهة نظرك، هل أثمرت الجلسات العرفية فى حل الأزمات؟
- الواقع يؤكد أن طريقة الملاطفة وحلو الكلام أفسدت جميع القضايا السابقة، وأوجدت الفرصة للمسؤولين للهروب من المواجهة والقيام بمسؤولياتهم، وجعلت من كل كارثة مقدمة لكارثة أكبر فى زمن قصير.
■ ما رأيك فى تطوع الكثيرين لمساعى الصلح فى القضية؟
- نرفض متاجرة البعض بالقضية، والبحث عن أدوار، والصعود على الأحداث، والبحث عن بطولات على أشلاء المتألمين، أما المشاركة المجتمعية فهى شىء راق ولكن تأتى بعد تفعيل القانون.
■ ما ردك على كلام عمدة القرية بأن تعرية السيدة سعاد وسحلها هى واقعة مفتعلة ولم تحدث؟
- أنا أتساءل: إذا كان العمدة لم يكن من شهود الواقعة فكيف يقطع ويجزم بما حدث وما لم يحدث، ولماذا استاء العمدة من تحرير المجنى عليها محضراً، وقال إنها بذلك قد تجاوزته، وأقول للعمدة: أنت ممثل الحكومة فى القرية، والمفترض أن تكون صمام الأمان، فلماذا لم تقم بدورك كى لا تحدث أزمة، وهل من المنطقى أن يكون لديك 24 خفيرًا، تحتفظ باثنين فقط منهم وتقوم بتوزيع 22 خفيرا، بينما تعرف أن لديك احتقانات بالقرية، خاصة أنها صغيرة وتعرف ما يدور فيها.
■ ماذا تقول بعد موقف الرئاسة من قضية سيدة الكرم.. وإصدار الرئيس السيسى بيانا بشأنها؟
- أشكر الرئيس جزيل الشكر لتدخله فى الوقت المناسب، وتأكيد سيادته على كرامة المواطن المصرى، وضرورة إعمال القانون ومحاسبة الجناة، ما كان له عظيم الأثر فى قلوب الجميع، فبيان الرئيس السيسى بشأن الواقعة أثلج صدورنا، ولكن المشكلة الأكبر ليست فى الخسائر المادية التى تقدر ب350 ألف جنيه، ولكن فى الخسائر النفسية فى تلك الواقعة التى تتنافى مع الأخلاق.
■ هل تريد توجيه رسالة للرئيس السيسى أو أى مسؤول بالدولة؟
- أوجه رسالتى للرئيس بشأن محافظة المنيا التى هى من أهم محافظات مصر، وكانت فى وقت ما مركز الحكم فى مصر، ويقطنها الآن 6 ملايين مواطن، منهم 2 مليون من الأقباط، وإليها ينتمى الكثير من العظماء فى جميع المجالات، وهى ثانى أكبر المناطق الأثرية بعد الأقصر، وبها أعظم ثروة محجرية فى العالم، وأقول له: يا سيادة الرئيس هذه المحافظة تعانى من العديد من المشاكل، وبقدر أهميتها وعظمتها فهى تمثل خطورة بالغة مادام يستمر تجاهلها من الحكومات المتعاقبة، كما حدث على مدار عقود من الزمن، وأرى أنه اذا تحالف الجميع وتم تنفيذ القانون فلن تتكرر تلك الحوادث مرة أخرى.