أستاذ بهيئة المواد النووية: مصر أمام فرصة ذهبية لإنتاج وقودها النووي

أكد منير عبدالفتاح عبدالحميد، الأستاذ بهيئة المواد النووية، أن أمام مصر فرصة ذهبية لإنتاج الوقود النووي المصري دون الحاجة إلى استيراده مما يوفر على الدولة أموالا طائلة، بل أن الأرضية المصاحبة لعنصر «الثوريوم» والذي يتم انتاجه من الرمال السوداء الموجودة في مصر قد تحقق لمصر عائدات كبيرة إذا ما تم بيعها في السوق العالمية.
وقال عبدالفتاح في تصريحات ل«المصري اليوم» إن هذا يتفق مع الهدف الذي من أجله أنشأت هيئة المواد النووية مضيفا أنه هيئة مصرية خالصة (أنشئت عام 1977) وتتبع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وأنشئت – أساسا – لتوفير الوقود النووى (اليورانيوم) اللازم للمفاعلات النووية المزمع إقامتها بمصر، وذلك لكسر احتكار وتحكم الدول المصدرة للوقود النووى الذي بدونه لاتعمل المفاعلات.
وأضاف «عبدالفتاح» أنه بعد حادث التسرب الإشعاعي في اليابان ظهر توجه عالمي للاستعانة بالثوريوم كبديل لليورانيوم في المفاعلات النووية، مضيفا أن «مصر بها ثورويوم بكميات تكفى لتلبية متطلبات المفاعلات النوويه لمثل هذا النوع الآمن، حيث يتواجد الثوريوم بكثرة بالرمال السوداء المصرية داخل معدن يسمى المونازيت الذي يحتوى على الثوريوم بالاضافة إلى اليورانيوم ثم العناصر الأرضية النادرة (الثمينة) والتى تعتبر كنزا ثمينا لو تم فصله وبيعه لكان مصدرا كبيرا للدخل القومى ينافس قناة السويس».
وأضاف «عبدالفتاح» أن المسؤولين لا يعطون المعدن المشع، الثوريوم، الأهمية التي يستحقها أثناء استخراج المعادن الثمينة من الرمال السوداء، بما يحرم البلاد من الاستفادة بمصدر محلي للطاقة النووية.
وشدد «عبدالفتاح» على أن «دولا كثيرة بدأت في استخدام الثوريوم في مفاعلاتها النووية بديلا عن اليورانيوم وأن بعضها الآخر يسعى لذلك حثيثا، ومن بين تلك الدول الهند واليابان والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم من الدول المتقدمة في مجال انتاج الطاقة النووية».
ولقت «عبدالفتاح» إلى أن مصر لديها مخزون استرتيجى كبير من الثوريوم المتواجد – أساسا – في مونازيت الرمال السوداء التي تتوزع ( على أحد عشر موقع) بطول ساحل البحر الابيض المتوسط من دمياط إلى رفح المصرية. وقد قدر الاحتياطى المؤكد ( من خلال بيت خبرة عالمى) بحوالى 2300 طن لمعدن المونازيت المصرى في موقع واحد فقط ( البرلس) من 11 موقع وهو القدر الكافى لانتاج الثوريوم النقى اللازم لتشغيل أكثر من 3 مفاعلات آمنه بقدرة 1000ميجا وات لكل واحد على مدار فترة تشغيل 40سنة.
ونوه عبدالفتاح إلى أن مصر تحتاج إلى ادخال الصناعات لمعالجة معادن الرمال السوداء (وليس بيعها كما هى) وبالأخص معدن المونازيت (المهمل والمهدر) لإنتاج العناصر الاقتصادية والاستراتيجية الهامة بجانب عنصرى اليورانيوم والثوريوم ( الوقود النووى المصرى) ثم تخزينهما وحفظهما بطريقة آمنه وسليمة حسب المواصفات العالمية الموضوعة.