مصر في عيون «جهاد» و«أسماء».. الصورة بتطلع حلوة

الشارع هو البيت الثانى للمصور الصحفى، الذي اعتاد دائماً التواجد وسط الأحداث، وبين كل هذه الأحداث السياسية والتغطيات الصحفية، ربما يبحث بعض المصورين الصحفيين عن صورة غير مألوفة بعيدة عن الأحداث اليومية المعتادة.
«أسماء» و«جهاد»، مصورتان صحفيتان، ربما شعرتا بالضيق من هذا الروتين اليومى، وقررتا تغييره والبحث عن الصورة المختلفة، وذلك من خلال المشاركة في المشروع المصور «Every day cairo» على موقع الصور «إنستجرام»، والذى يوثق الحياة في القاهرة عن طريق الصور، ويشارك فيه الكثير من المصورين.
أسماء جمال، 24 عاماً، التي درست بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام، وتعمل مصورة حرة، تحكى مشوارها في مجال التصوير عقب فترة طويلة عملت خلالها مراسلة صحفية، وتتحدث عن تركها الكاميرا التي استبدلتها بالموبايل، حيث يسهل حمله والتقاط الصور، وأخيراً عن اتجاهها للتصوير في الشارع بأقل الإمكانيات المتاحة وتحميل صورها على«إنستجرام».
وتقول: «إنستجرام بيدى مساحة رأى أكبر وبيديك صلاحية انك تصور كل حاجة بحرية وبأقل التكاليف، ده غير انه بيبعدنا عن الصورة النمطية، إحنا تعبنا من الصورة النمطية، محتاجين صورة حرة فيها حرية اللى فيها مشاعر زى الخوف، عدم الأمان، الغضب».
وأشارت «أسماء» إلى صعوبة التصوير في الشارع، الذي أصبح «فضيحة» بالنسبة للبعض، وتقول: «الناس بقت خايفة من الكاميرا، وده للأسف بسبب ان بعض المصورين الصحفيين وصَّلوا للناس ان المصور بيصور فضايح وبس، فالناس بتخاف».
أما جهاد حمدى، التي درست التصوير، وتعمل في المجال منذ فترة، فقد قررت أن تستغل استخدامها مترو الأنفاق يومياً حتى يكون طريقها لالتقاط صور مختلفة عن المعتاد التي تصوره يومياً من أحداث، وترصد من خلاله الحياة في القاهرة، وتقول: «فى البداية كنت غير مهتمة بالموبايلات الحديثة، ولكن بحكم حبى للتصوير ووجود موقع إنستجرام للصور قررت أشترى موبايل حديث عشان أقدر أشارك بصورى في الموقع».
وتحكى «جهاد»: «عملت (أَكَّونْت) على إنستجرام وبدأت انزِّل صورى اللى بالموبايل واكتشفت إن دى متعة تانية، بانزِّل الصور اللى بالقطها من الشارع في أي وقت، وده خلَّانى اركز أكتر في الشارع وانا ماشية».
«إنتو بتشوهو صورة البلد، إنتو ليه بتصورو الناس في الشارع، إنتو مش من حقكو تصورونا، إيه الحلو في الصورة؟!»، هي بعض العبارات التي تسمعها «جهاد» يومياً في الشارع عندما ترفع كاميرا الموبايل لالتقاط صورة، لكنها تصر على التقاط الصور، معلقة: «بعد ما بارفع الصورة باشوف تعليقات عليها مختلفة تماماً، بيشكرونى على جمال الأماكن والأشخاص، ومن بين التعليقات: (الله أد إيه مصر بلد جميلة، إحنا عاوزين نسافر مصر، إحنا مصريين وعمرنا ماشوفنا الجمال ده في مصر)، فهذا إذا كان يدل على شىء فيدل على أهمية الصورة ورؤية الآخرين فيها، بالإضافة إلى أن مصورين مشاهير بيعلقوا على صورنا وده بيخلِّى الصور توصل بشكل أسرع».