سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سحر الصورة ينقذ "ليالي وغادة" من مصير أطفال الشوارع.. طفلتان منتسبتان لإحدى دور الأيتام تحصدان جائزتي ناشيونال جيوجرافيك في التصوير الفوتوغرافي.. وتؤكدان: يمكننا تحقيق الكثير إذا حصلنا على الفرصة
عدسة الكاميرا أصبحت النافذة التي تشاهدان بها العالم هذا الإطار الذي أصبحتا تشاهدان به العالم منذ سنتين ليحل محل وحشة الطفولة بلا مأوى التي قضتا فيها ما مضى من حياتهما. بهدوء تختاران المشاهد وتعرضان العالم من الزاوية التي تختارانها بأنفسهما.. بداخل هذه الكاميرا تتحكمان في كل شيء على عكس ما كانتا تعيشانه.. إضاءة المشهد أو إحاطته بالظلام.. التركيز على ما يريدون وإهمال الباقي.. كل شيء تصنعانه بموهبتهما. تلك الموهبة التي وضعتهما بعد عامين فقط في قائمة مجلة ناشيونال جيوجرافيك المعروفة بجائزتي أفضل صورة للأشخاص.. وثالث أفضل صورة مضحكة. كشف الفائزين في مسابقة ناشيونال جيوجرافيك ليالى نور الدين.. وغادة رجب بيومي.. قبل عامين كانتا ضمن أطفال الشوارع.. وقبل أسابيع قليلة حصلت ليالى على المركز الأول في مسابقة ناشيونال جيوجرافيك "photography contest" ضمن قطاع "صور الأشخاص" أقل من 14 عام، وحصلت ليالى على المركز "الثالث" ضمن قطاع الصور الطريفة أقل من 14 عام. الصورة الفائزة بجائزة المركز الأول تحت 14 عام البنتان اللتان هرتا من مصير تلال الأطفال المتناثرين في شوارعنا يبحثون عن جنيه بدلا من البحث عن حلم أو اكتشاف مواهبهم، أثبتتا أننا نرمي ثروة بلادنا على أرصفة الشوارع، تقول ليالى: "مكنتش أتوقع أني ممكن أبقى مصورة وأخد جايزة كبيرة كمان في يوم من الأيام.. لما بدأت أتعلم تصوير حياتي كلها تغيرت". مدرب التصوير الفتوغرافي للأطفال محمد صلاح الدين ليالى وغادة بدأتا التعلم ضمن مجموعة من بنات مؤسسة "بنات الغد - بناتي" لرعاية الأطفال بلا مأوى، وهي المؤسسة التي تعمل على رعاية أطفال الشوارع ولكنها تضيف إلى الرعاية تعلم الفنون والموسيقى والتصوير.. كمحاولة مختلفة لاحتواء هؤلاء الأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى من جانب، والاستفادة من مواهبهم المدفونة من جانب آخر. بعد تسلم احدى الجوائز تقول غادة: بدأنا نتعلم من سنتين.. أزاي نضبط إضاءة الكاميرا.. وأزاي نختار الزاوية.. أحساس أننا بنصنع العالم الخاص بينا.. أحنا اللي بنختار كل حاجة.. واحنا اللي بنقرر الناس تشوف الحاجة بعينا بتكون شكلها إيه.. وفي الآخر الحمد لله ربنا كملها بالجايزة. رغدة تشير إلى صورتها الفائزة تلتقط ليالى أطراف الحديث وتتابع: "التصوير غير حياتي كلها تقريبا.. بقيت حاسة أني أقدر أعمل حاجة واني مميزة وناجحة في حاجة كبيرة.. وبقى حلمي الأول أني أكون مصورة كبيرة بعد كام سنة.. يبقى ليا اسمي وصوري بتتعرض في كل معارض العالم.. وعشان كده طول الوقت بتعلم وبجرب وبحاول اعمل حاجة جديدة ومختلفة، ولسه المشوار قدامي طويل. ليالي مع أحدى الكئوس تحكي عن صورتها وتقول: "كنا في حفلة ولقيت طفل عامل دور الأراجوز لكن لقيته زعلان.. رغم أنه المفروض يكون بيفرح الناس.. وعشان كده قررت أنه يكون الصورة بتاعتي عشان أنقل الفرق بين حزنة وشغله أنه يسعد الناس". مدرب التصوير محمد علاء الدين، هو الذي تبنى مع دار بناتي فكرة تعليم البنات فن التصوير، يقول: الفن غير حياة البنات بشكل كبير جدا، وفي منهم حصل فعلا علي منح دراسية وبدأ يتعلم بره مصر وحياته تغيرت بسبب موهبتهم الكبيرة، وده اللي ادى حافز كبير لزمايلهم اللي موجودين دلوقتي، لكن من هنا انا بطالب كل الشباب أن كل واحد عنده وقت يوفر جزء منه للعمل التطوعي، وينزل يساعد الأطفال وحتى الكبار ولو بساعة في الأسبوع من الحاجة اللي بيقدر يعملها، وده لو حصل شكل بلدنا وشكل واحد محتاج أو عنده ظروف صعبة هيتغير.