تعرف على كيفية ضبط ساعتك على الوقيت الصيفي    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    التحالف يتصدى لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    هل يبيع الزمالك زيزو لحل أزمة إيقاف القيد؟.. عضو الأبيض يكشف التفاصيل    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس 25- 4- 2024 في جميع البطولات    حالة الطقس غدًا.. أمطار رعدية ونشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة    تغير مفاجئ في حالة الطقس.. «الأرصاد» توضح سبب انخفاض درجات الحرارة    رحلة عطاء فنية| الاحتفاء بالفنان الراحل أشرف عبد الغفور بالمسرح القومي    فريد زهران: «رقمنة» دار الكتب الحل الجذري لاستيعاب زيادة عدد الناشرين    وفاء وايتن عامر في حفل زفاف ابنة بدرية طلبة    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    ثلاثة منتجات توابل مستوردة من الهند تسبب السرطان.. ما القصة؟    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    لبنان.. طيران إسرائيل الحربي يشن غارتين على بلدة مارون الرأس    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بعد آخر انخفاض    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    وزير الرياضة يتفقد استعدادات مصر لاستضافة بطولة الجودو الأفريقية    خبر في الجول – الأهلي يتقدم بشكوى ضد لاعب الاتحاد السكندري لاحتساب دوري 2003 لصالحه    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار الفن|طلاق الفنان أحمد جمال من زوجته سارة قمر.. وشريف منير يروّج ل«السرب».. وهذه الصور الأولى من زفاف ابنة بدرية طلبة    مصير مجهول ينتظر "مؤتمر المصالحة الليبية" ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !    مراقبون: فيديو الأسير "هرش بولين" ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    «زي النهارده».. بداية الحرب الأمريكية الإسبانية 25 إبريل 1898    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    تجديد اعتماد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ب«أزهر الاسكندرية»    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ابكى على الصورة إللى كانت حلوة»

على طريقة «الزووم إن» كان من المهم جدا أن نفرد هذه المساحة الكبيرة لمن كانوا يقولون «اضحك الصورة تطلع حلوة» وأصبحوا يبكون على زملائهم الذين يتساقطون كل يوم بين شهيد وجريح، مهنة الإبداع الفنى تحولت إلى الهروب من القتل الدموى، فهل تندثر أم تكافح فيكون من الألم رافد جديد للتطور؟!

حسام دياب - رئيس شعبة المصورين - قال لنا زمان مكنش فى أى اعتداء على المصورين الصحفين لأن مكنش فى أحداث زى الموجودة دلوقتى ومكنش فى صحافة مستقلة أو حزبية تقريباً أول جورنال طلع مختلف عن باقى الجرائد هو الوفد وكانت الأحداث قليلة جدا ولو كان فى حدث ولو وجد حدث ماكنوش بيغطوه لأنه مكنش هيتنشر يعنى مثلاً فى أحداث الأمن المركزى اللى حصلت فى الهرم فى الثمانينيات وقتها كنت بشتغل فى مكتب جريدة الشرق الأوسط بمصر وماكنش فى ولا جورنال من الجرائد القومية نزل غطاها لأنه مكنش هيتنشر والشماعة اللى كانت بتتقال فى الوقت ده عشان صورة مصر حتى من كتر ما احنا بس إلى بننزل بقى فى بينا وبين الداخلية اللى موجودة عشرة ومودة وبقينا نعرف بعض وحتى لما واحد مننا مكنش بيجى كانوا الظباط بيسألوا عليه وماكنش فى قلق زى دلوقتى ولا حتى عدد المصورين ووسائل الإعلام اللى موجود دلوقتى فى أى حدث بيحصل ولا الزخم بتاع الأحداث وكان فى ندرة فى الحدث وكانت أحداث زمان مجرد احداث يومية روتينية ومكنش فى مظاهرات ولما كانت بتحصل حاجة زى كدة كانت بتبقة حاجة ضخمة قوى.

أفتكر موقف لما كان فى أحداث الإرهاب موجودة فى مصر فى أواخر الثمانينيات وجالنا أخبارنا إن الداخلية تقتحم أحد معاقل الإرهاب دى وكانت فى إمبابة والحملة كانت سرية جدا وكانوا هيعتقلوا واحد من أكبر الرءوس الإرهابية نزلت ورحت ونجحت فى أنى أدخل وأصور لأن دا كان ممنوع لكن أنا دخلت فى الوقت اللى قبل ما هما يدخلوا فيه ونجحت فى أنى أغطى وأنا خارج كانوا هما بقى فرضوا حالة حظر التجوال فى المنطقة دى ومنعوا طبعا الدخول والخروج وجابوا كراسى وقعدوا فواحد شافنى، تعالى أنت رايح فين وكنت فين قولتلهم أنا صحفى، طبعا أخدونى وفتشونى وأخدوا منى الأفلام وسابونى وسابوا الكاميرا والمعدات وماتعملش كده تانى والكلام ده وخلاص على كده وده لأن كان فى حسن نية فى التعامل يعنى كانت أقصى حاجة ياخد الأفلام ويفتحها فى النور وخلاص كده.. وكلها كانت حاجات من النوعية دى، وطبعا لما أجى أحكى دا دلوقتى مقارنة للى بيحصل يعتبر ولاشىء.. يعنى أنا فى تاريخى المهنى حضرت اكتر من حرب منهما العراقية الإيرانية وتحرير الكويت والحرب الأهلية فى لبنان وخروج أبوعمار من بيروت وكمان حصار أبوعمار فى طرابلس فى شمال لبنان ومع ذلك أقدر أقول بمنتهى الأمانة إن كل دول أهون من اللى بيحصل دلوقتى فى مصر وهقولك ليه.. لأن مهما كان العنف والقتل لكن كان فى نظام ومفيش غوغائية يعنى مثلا فى الحرب الأهلية بتاعت لبنان كان القتال يتوقف وفى ساعة معينة ويعملوا هدنة عشان الناس تنزل تفتح محلاتها وتبيع وتشترى والناس ينزلوا يعملوا حاجتهم.. نظام يعنى حتى فى الحرب نظام إلا فى أماكن معينة اسمها أماكن القنص ودى فيها قناصة طول الوقت وبيكون محطوط عليها لافتات تحذيرية، وأنا مرة دخلت واحدة من المناطق دى بالغلط وفوجئت أن الجيش ماضربش عليا رصاص لكن اكتفى بضرب طلقة تحذيرية بالقرب منى عشان يشوف رد فعلى لأن هو هدفه إن أنا أخرج من المنطقة مش هدفه أنه يموتنى وخلاص فبيضرب طلقة تحذيرية يشوف رد فعلى إيه، هل ههرب ولا أنا مصّر؟ لو مصر هيبقى فى قنص أما لو هربت يبقى خلاص وحقق هدفه، وبمجرد أنك بتلبس الفيزت اللى مكتوب عليه صحافة فأنت بتحترم، لكن اللى بيحصل هنا دا برة المنطق وبرة أى حاجة.

مايحدث الآن كان متوقعا لأسباب كثيرة جدا لأن أنت ماعندكش قانون بيطبق ودا حتى من قبل الثورة يعنى كنا بنتعرض لأذية كتير أيام ما كنا بنصور مظاهرات اللى هى كانت محدودة فى الوقت دا يعنى مثلا كان فى بعض المتظاهرين بينزلوا على سلالم النقابة كنت تبص تلاقى العساكر أكتر منهم وكان المصورين بيتعرضوا لمضايقات من الأمن إذن غياب قانون وغياب معيار.. مفيش معيار بيحكم أو بيدى الحق لمصور صحفى أنه يؤدى عمله ولكن كان فى فترة أنا بسميها شهر عسل اللى هى كانت بعد الثورة على طول ماكنتش فى انقسامات بين الناس والناس كلها كانت متفقة على حاجة واحدة لكن سرعان ما انتهت هذه الفترة وبدأت الأحزاب تطالب والناس تنقسم وللأسف بدأ يظهر أسوأ ما فى الشعب المصرى الناس بقت متحفزة لبعض ودا طبعا بينعكس عليك كمصور فى الشارع.. ناهيك بقى أن حتى الآن فى مصر مرفوع شعار اختفى من كل الدنيا اسمه ممنوع الاقتراب أو التصوير لأن ببساطة فى أقمار صناعية بتصور حتى مسافة 30 سم.. والشعار دا مش على الجدران بس بدا فى عقول الكثير من الناس لكن مين يفكر؟ لأن الأسهل من أنك تفكر هو أنك تمنع، وهو بيعتمد على سطوته ونفوذه وقوته وأى حد لابس بدلة بقى من حقه يمنع.. كل هذه التغييرات التى تحدث فى المجتمع طبيعى تأثر على المصور، لكن عمر المهنة ما هتندثر، بل بالعكس هى بتزدهر، واللى إحنا شايفينه دلوقتى لا يقارن باللى بيحصل قبل كده من ناحية كم المصورين وكمان ناحية الكيف، أنا شايف إن التصوير الصحفى متألق وهيزداد تألق وبيجذب أطراف شابة ناضجة وواعية قادرة على الإبداع وإنتاج بشكل رائع، وكمان الفجوات الوهمية اللى موجودة داخل عقول البشر ما بين المصورين خارج مصر وداخل مصر تلاشت، لأن أنا شايف إن فى مصورين مصريين لو ما تفوقوش على المصورين الأجانب، فلا يقلوا عنهم، إذن المهنة لم تندثر بل ستتألق وتزدهر، وسيبك كمان من كل المقولات اللى بتقال إن الصحافة الورقية هتندثر بس التليفزيون والقنوات المفتوحة ده كلام وهمى لأن ببساطة التصوير متأثرش بل زاد وأخد خطوات أكثر لقدام.

لازم نوعى الناس ونديهم دورات تدريبية فى السلامة المهنية، صحيح ده لا يمنع من وجود مخاطر، لكن بيقللها، يعنى مثلا إحنا اتفقنا مع الداخلية إن إحنا هناخد 100 واقى للرصاص وهنقعد مع بعض أنا وضياء عشان نشوف إزاى نقدر نوزعهم على المؤسسات، بما إن إحنا بنشتغل مهنة ولا استقطاب.

أنا ضد التقسيم

أنا قلقان طوال الوقت على أولادى المصورين وأكثر يوم عدى عليا صعب كان يوم 25 يناير من كتر الحاجات اللى المصورين تعرضو لها من إصابات واعتداءات وفرمطة لكروت الميمورى وتكسير كاميرات و3 اللى اتضربوا برصاص حى و2 مصورين فيديو ماتوا وحوالى 12 واحد اعتقلوا ووصل حالات التعدى فى ذلك اليوم فقط إلى 96 حالة، أنا بحط نفسى مكان الشخص عشان أقدر أحس بيه، وفى ظل هذه الحالة من اللا نظام واللا أسس أنا منعت الناس يروحوا جامعة الأزهر وحتى لما إدارة التحرير بتطلب بقول مش هضحى بأولادى.

بطالب كل المصورين إنهم ما يحولوش يحطوا نفسهم فى مواقف صعبة، وهو يعلم أن الدعم قليل حتى دعم مؤسسته، ضرورى إن إحنا نستمد قوتنا من بعض.. ومادام الآخر مش شايف أو حاسس ضرورى نجبره على أن يرى المصور حجر زاوية فى الصحافة المصرية ويكون حريصا، بل أكثر حرصا على المصور اللى بيجبله الصورة.. لازم كلنا نحط إيدينا فى إيد بعض حتى مع اختلاف توجهاتنا لازم ننتصر للمهنة.. لأن وقت الظلم ما بيفرقش بين واحد والتانى وهيقع على الجميع.. بتمنى وبدعى لله سبحانه وتعالى بالسلامة لكل الناس.

وأدعو الشباب وأقولهم أرجو أن حماسكم ما يغلبش على عقلكم فى تغطية الأحداث وأنه لو اضطر أن يتواجد فى مكان الأبرك له أن يأخذ صورة واحدة أحسن من أنه يطمع ويأخذ أكثر مقابل خطورة.. وأعتقد أن أغلب الشباب دلوقتى من كتر نزولهم الأحداث تراكمت عندهم الخبرات اللى تخليه يأخذ القرار فى اللحظة المناسبة، وأنا بتكلم مع الداخلية قالوا لى إن هما عايزين إنهم يأمنوا المصور، بحيث إنه يكون واقف ناحيتهم، فقولتلهم هل هتتكفلوا بدا؟ لأن إحنا عندنا مصادر خطورة إحنا عارفينها لكن هما بينسقوا إنهم يحمونا من الجانب بتاعهم وفى النهاية إنت ممكن توصل لحل مع جهة ما، طب والجهة الثانية هتوصل معاهم لحل إزاى؟

أحمد يوسف رئيس قسم التصوير فى جريدة الوفد والدستور الإلكترونى، قال لنا: شايف إن الثلاث سنوات اللى بعد الثورة دول أخطر سنوات فى تاريخ التصوير الصحفى كله، لأنه ماكنش فى أحداث قبل كده، وكل الأحداث اللى كانت قبل كده ماكنتش بتبقى بالخطورة اللى موجودة النهاردة، يعنى مثلا المصور بينزل النهاردة المظاهرة بيواجه على الأقل 3 أطراف، الأمن والأهالى والمتظاهرين نفسهم ومبتباقش عارف مين معاك ولا مين ضدك، بقى المصور الصحفى بين ثلاث جبهات فى وقت واحد يعنى مثلا مظاهرة للإخوان تلاقى الأمن مش عايزه يصور وتلاقى الإخوان عندهم أيديولوجية أنت تبع إيه؟ وبناء عليه تصور أو متصورش والأهالى نفسهم إذا كانوا بيتعاونوا مع الأمن أو حتى الإخوان هو مش عايزين يتعرضوا للتصوير، وبالتالى أصبح المصور بيواجه عامل إنسانى وعامل أمنى، وأنا شخصيا تعرضت للموت أكثر من مرة من قبل قوات الأمن، يعنى أفتكر يوم 28 يناير فى ميدان الجلاء اتضرب ما يقرب من 2000 قنبلة غاز مسيل للدموع وفى لحظة من اللحظات كنت واقف أنا والزميل أشرف شبانة فى شارع التحرير فى الدقى ونحاول نصور الأمن وهو بيضرب هذا الغاز الكثيف.

والأمن شافنا وإحنا ما اخدناش بالنا إنه شافنا، وإذ بوابل من القنابل انهال علينا بارتفاع منخفض جدا، ودا كان بيزيد من قوة الضربة ولسة بقول لزميلى حاسب هتيجى فيك ولاقيت القنبلة جاية فى وشى تفاديتها راحت خابطة فى العمود اللى ورايا وراحت ارتدت فى كتفى، مما أدى إلى إصابتى بمزق لمدة 6 أشهر كاملة، فما بالك بقى لو ماكنتش تفاديتها وكانت جت فى وشى؟ بالإضافة طبعا إلى كمية الغاز اللى أنا شميتها فى الوقت دا، افتكر برضوا فى مرة تانية يوم فض رابعة والنهضة، وكنت مكلف بتغطية النهضة وأنا فى طريقى لهناك وأنا عند مدخل ميدان الجيزة لاقيت شباب الإخوان بيحرقوا كاوتش، فقررت أصور من بين فواصل السور الحديد، وطلعت الكاميرا وبدأت أصور وإذ بواحد منهم معاه بندقية آلية وبيصرخ «بتصور إيه بتصور إيه؟» وبدأ فى إطلاق النار فى اتجاهى بطريقة عشوائية وطلقات الرصاص جت اتنين فى السور الحديد واتنين عدوا من فوق دماغى وماكنش منى إلا أنى أرمى نفسى على الأرض للوراء وبدأت الزحف لمسافة من 3 إلى 5 مترات وبدأت أجرى عشان أشوف مكان أستخبى فيه، ولحد ما استخبيت لم يتوقف صوت الرصاص، فطبعا مش ممكن تتخيل لحظات الرعب اللى بنعيشها وأتذكر برضوا أن فى مرة يوم 6 أكتوبر كنت فى الدقى وكان فى مسيرة للإخوان جاية من مصطفى محمود رايحة ميدان التحرير وأنا بغطى فوجئت بطلقات جاية من اتجاه المسيرة فى ناحيتى وأصيب أحد الأفراد الموجودين بجوارى فى المصور الصحفى محطوط أمام أمر واقع ما بين مؤسسة ما بيهمهاش غير الشغل وما بين أمن ما بيهمهوش أنت بتعمل إيه وأهالى كل همهم ما يطلعوش فى الصور وفى الآخر أنت حقك غير مهدر بين الأطراف كلها، ويوم ما هتصاب وتروح الجرنال هيعملك إيه؟ هيعالجك؟ لكن عمره ما هيعوض اللى راح منك، يعنى مثلا زميلنا محمد فوزى تقريبا كده لسانه طار وفقد حاسة التذوق تماما وصعوبة بالغة فى النطق والكلام دا غير المشاكل اللى حصلتله فى الفك.. كل دا ليه؟ أنت بتواجه جميع الأطراف فى وقت واحد.. مثلا البنت زميلتنا هنا «الدستور الإلكترونى» ميادة اللى توفت الجمعة الماضية أناى اللى استقبلتها هنا وأنا اللى دربتها من حوالى سنتين وكانت بتنزل تجيب لقطات حلوة لأنها كانت بتصور وبتكتب بحكم شغلها فى موقع إلكترونى وكانت شاطرة ومتفوقة جدا وعلى الرغم من كده ومن تدريبها إلا أن القدر اتحرك وكان أسرع.

مصطفى بيأكدلى إنه هو فى نفس المسيرة لكن فى منطقة أحمد عصمت الأهالى طلعوا وحاولوا يفضوا المسيرة.. وبمجرد حدوث ذلك ظهرت ناس من وسط المسيرة تحت مسمى لجنة حماية المسيرة وبدأوا يضربوا شماريخ ثم خرطوش ثم نار حى والنار الحى دا اللى مات بيه الولد اللى كان مع ميادة فى نفس المستشفى.. يبقى كده عندنا 3 ماتوا فى أماكن مختلفة بطرق مختلفة.

أنا مش بدافع عن الأمن لكن أنا من الناس اللى متبنية فكرة أن الأمن مش صاحب مصلحة إنه يموت الناس، الأمن ممكن يضرب خرطوش أو بطريقة ما عشان يفض الناس.

رئيس مجلس الإدارة «الدستور» خصص مبلغ 50000 جنيه لميادة كتعويض ومرتبها ماشى مدى الحياة وهنطلق اسمها على القسم اللى كانت بتشتغل فيه وإحنا عارفين إن دا مش هيعوض أهلها لكن دا على قد إمكانيات المؤسسة وهو فى الآخر شىء معنوى معقول.

أخذنا قرار إن إحنا مش هنزل بناتنا وأولادنا اشتباكات تانى ودا قرار نهائى وأنا أخذت نفس القرار مع قسم التصوير فى جريدة الوفد وعايز أقولك إن الشعبة ما تقدرش تلزم المؤسسات بقرار زى دا لكن أنا شرطت على إدارة الوفد أنهم لو عايزين ينزلوا مصورين ضرورى يصرفوا خوذ ضد الرصاص ونظارات ضد الخرطوش وسترات واقية للرصاص ولو ما جتش إحنا مش هننزل هتعتبرونا ممتنعين عن العمل ماشى هاتلى قانون العمل وأقولهم حجم المخاطر اللى أنا بتعرضلها كل يوم وإيه مطالبى ونشوف رأيه إيه وبعد كده جاء قرار مجلس الإدارة بعدم النزول فى الاشتباكات بناقص الاشتباكات وكمان عايز أوقلك إن علاج الزميل محمد فوزى اللى أصيب برصاصة فى الفك كلف المؤسسة ما يقرب من 30000 جنيه حتى الآن وياريته رجع سليم لكن للأسف فى أجزاء من جسمه مش هيقدر يعوضها.

أولا الشعبة ما تقدرش تحل كل المشاكل يعنى نقيب الصحفيين وعدنى وإحنا واقفين قدام المستشفى إن السترات اللى هاتيجى دى هتتوزع بشكل عادل وإن فى مش أقل من 300 سترة 100 من الشرطة و 200 من الجيش وعايز أقولك أن بعد كل ده دا مش حل لأن المصور بقى مستهدف والناس بدأت تصطادنا زى الذباب وبقينا بنواجه حرب مش عارفين مين أطرافها وبقيت زى الغريب فى وسط أهلك بتبقى واقف مش عارف مين ضدك ومين معاك.

طبيعة مهنتك قاسية شوية وإن أنت بيكون عندك توجه يبقى مرتبط بالمكان اللى أنت شغال فيه يعنى مثلا بتوع الوكالات بيبقوا مرتبطين بالصورة، وبحقيقتها وطبعا الصورة اللى بتطلع من الوكالة بتعبر عن الموقف سيان قتل أو دم وطبعا فى ناس مش عايزة دا يظهر وبتحاربك وأنت شغلك أنك تظهر الصورة بكامل تفصيلها وهما مش عايزين دا لا الشرطة عايزة دا ولا الجيش عايز دا ولا الإخوان عايزين دا ولا الأهالى عايزين دا ودا علشان فى حاجة غلط أكيد كل الأطراف دى غلط.. وعشان كده خايفين من الكاميرا.

لسة الأسبوع اللى فات أحد الزملاء بيحكولى إن قدام جامعة الأزهر الأمن مسك زميلنا على المالكى وقعد يضرب فيه بغباء ليه معرفش، المهنة لم يعد ليها ضوابط وفى النهاية الصورة مهدرة، ضرورى يكون فى تقييم للمخاطر إمتى ترفع الكاميرا إمتى تصور إيه وإمتى متصورش، يعنى هاتلى مثلا الصورة اللى محمد فوزى اتضرب وهو بيصورها.. هتلاقيها صورة عادية وفيها حريق كده وخلاص صورة زى دى كلفته أغلى الأشياء هاتلى الشغل اللى ميادة الله يرحمها عملته قبل ما تموت هتلاقى مظاهرة عادية جدا زى أى مظاهرة للإخوان فيها اشتباكات.. بناقص الصورة، يمكن نقدر نقول على صورة أحمد عاصم رحمه الله أنه صور صورة قوية جدا لكن على قد كل ده هى لا تساوى حياته.

«تحسين بكر» مصور المصرى اليوم:

كرابيج وخرزانات، اعتداءات على المعتقلين، آثار دماء سائلة على الأرض، هذه أجواء التصوير بما يقول: الزميل تحسين بكر المصور ب«المصرى اليوم»، لتفاصيل القبض عليه خلال تغطيته وتصويره لأحداث اشتباكات قوات الشرطة وأنصار الإخوان واحتجازه فى قسم المطرية.

وخلال ذلك أجرى «تحسين» اتصالات برئيس قسم التصوير بالصحيفة، حسام دياب، وبعد ساعة طلب مأمور القسم حضور «تحسين» إلى غرفته، وقتها كان الزميل حسن أحمد أجرى اتصالا بالمأمور، وحينما وصل لغرفة المأمور طلب منى إحضار الكاميرا الخاصة به، وقال لى «وصر الصور اللى لا تدين أحدا»، فجاء الضابط الذى أرسله القسم بالكاميرا وقال للمأمور إنه يقوم بتصوير الضباط، فقال له مأمور قسم المطرية: اللى حصل معايا يا صديقى مرة ساعة فض اعتصام رابعة وأنا خارج من تغطية فض الاعتصام ضابط فتشنى وشد منى الكاميرا وشتمنى بألفاظ بذيئة بس الحمد لله الكاميرا رجعتلى، ومرة وأنا باغطى فى جامعة الأزهر طلاب الإخوان خدوا منى كارت ميمورى كان غالى جدا بالنسبة لى اللى باطلبه أن يبقى فيه انتساب للنقابة للناس غير النقابيين سواء اللى شغالين فى مواقع إلكترونية أو جريدة ورقية ولسه متعينوش، ويبقى فيه برامج تليفزيونية عن التصوير بشكل عام زيها زى أى هواية، زى برامج الرياضة أو الطبخ أو المزيكا عشان ننشر الثقافة دى بين الناس زى ما الكورة منتشرة بين الناس وعادى أنك تشوف أطفال بيلعبوا كورة فى الشارع أو فى أى مكان أو ناس بتغنى فى الأوتوبيسات أو فى أى مكان برضو نفسنا يبقى التصوير فى أى وقت وأى مكان وده لازم يكون فيه برامج تليفزيونية عن التصوير ونفسى الجرايد كلها بلا استثناء تكون جايبة معدات تصوير لكل الناس اللى عندها، لأن المعدات اللى ملك المصور لو اتكسرت فى اشتباكات محدش هيفيدو ولا المؤسسة هترجعله معداته، فلو المؤسسة جابت ب100 ألف جنيه معدات هتغرق قسم التصوير بالكامل معدات ورقم ال100 ألف جنيه ده مش كثير بالنسبة للمؤسسات لأن ممكن أى رئيس تحرير بيبقى ده الراتب بتاعه وأكثر كمان ونفسى المؤسسات تبقى جايبه ما بين 4ل5 واقى رصاص للناس اللى بينزلوا اشتباكات وهما مش بيبقى زيادة عن العدد ده اللى بيغطوا فى اليوم الواحد والحاجة تفضل فى المؤسسة، واللى نازلين يغطوا يخدوها، وكذلك قناع غاز وخوذ واقية من الرصاص.

لبنى طارق المصورة بجريدة الشروق:

إن يبقى حلمك أنك توثق اللى بيحصل قدامك وتنقله للناس اللى حواليك والناس اللى مش موجودة فى نفس المكان عشان يعرفوا إيه اللى حصل وكل ده بالصورة، ده حلم المصور والمصور الصحفى بالتحديد.

إنك تكون مصور صحفى ده شىء صعب وتكون بنت كمان ده أصعب، البنت فى التصوير الصحفى بتواجه تحديات زيادة عن المصور الرجل، فى فترة شغلى كمصورة لمدة أربع سنين، شايفة إن أكثر فترة تعتبر الفترة الذهبية للمصور الصحفى كانت من ثورة 25 يناير فى 2011 ولمدة خمسة أو ستة شهور، كل الناس كانت متحمسة وفى طاقة إيجابية جواها عايزة تشتغل وتشوف نتايج وتعرف أكثر، فكانت الحالة دى بتسمح للمصور إنه يتقرب من الناس ويتواصل معاهم ويوافقوا على التصوير بصورة سريعة سهلة، لكن بعد كده وكل ما بتتزايد التوترات والأوضاع سواء فى البلد كل ما كان الحذر ومنع التصوير بيزيد.

طبعا شغل الاشتباكات وخصوصا فى الثلاث سنين الأخيرة صعب على أى حد إنك تتحمل الضغوط العصيبة اللى عليك فى أنك لازم تصور وبسرعة وفى توقيت معين تبعث الشغل للجريدة عشان ينزل وتخلى بالك من نفسك ومن حاجاتك ومن زمايلك اللى حواليك وبتفكر فى أهلك وأنك ترجعهلم، المصور وهو بيصور بيمر جواه شريط من أفكار كثيرة جدا وفى نفسا لوقت لازم يصور ويركز، فكل دى حاجات بتتعب أعصاب المصور الصحفى.

الناس دايما بتتهم المصور إنه مع الطرف الآخر وأنه بيرصدهم لهدف غير الصحافية، أى كان هو مين الطرف ده مش صحيح، المصور الصحفى فى رأيى أن عينه هى الكاميرا والعدسة اللى بيشوف بيها، وأن الكاميرا دى لا بتسمع ولا بترد ولا بتحلل هى بتنقل اللى قدامها وبس.. وفى الآخر كل الأطراف بيستخدموها لصالحهم وينقولوا وجهة نظرهم، وإن فى حد وثق الأحداث دى بالصورة.

أنا بارفع شعار «السلامة أولا» أى جهة تقول ممنوع التصوير، شكرا ومع السلامة، آمن نفسك بخوذة وماسك واختيار مكان مناسب تصور منه الأحداث يكون آمن، الشعار التانى اللى برفعه فى الأحداث زى الاشتباكات «بلاش طمع» بعد ما تأمن نفسك كويس حاول تجيب صورة أو صورتين للحدث وبعدين غادر المكان فورا لأن ممكن الطمع والرغبة فى صور زيادة تخسرك حاجات كتيرة، بس ده طبعا ما بيمنعش إن فى بعض الإصابات البسيطة اللى ممكن بتحصلك، رجلت تتخبط فيها يحصلك حاجة، تتخبط فى وشك خرطوش، بس أهم من الصورة هى حياتك.

جان: نجاح المصور فى الأخبار: أثناء شغلنا نتعرض لمواقف كتير لأن الناس بتعتبر الكاميرا سلاح خطير حتى العاديين فى الشارع بيخافوا منها بيقولك أنت هتصورنى ليه أنت هتنزل صورتى فين والناس هتقول عليا إيه؟ والكلام ده كله الأشد خطورة بقى مع الناس اللى بيعملوا مشاكل كتير.. يعنى على سبيل المثال فى حزب السلفيين واللى هما أتباع حازم صلاح أبو إسماعيل.. وكنا عند قصر الفيروز، وفجأة واحد قال: «لو فيها فساد حى على الجهاد» فلقينا كله بدأ يهجم وأنا كنت واقف بصور ناحية الشرطة العسكرية وأول ما حصلت الاشتباكات أنا بدأت أصور وفجأة لقيت 5 أفراد منهم نازلين فيا ضرب فى كل حتة رقبتى وظهرى وما فيش على لسانهم غير هات الفيلم طب يا جماعة دى ديجيتال مش فيلم.. مفيش بيتفهاموش.

وفى الآخر وصلنا إلى أنى هاديهم الكارت وفجأة واحد راح ضاربنى ضربة قوية جدًا وقالى عشان تحرم تصور تانى.. أنا فقدت وعيى لفترة وبعد كدة خوفت وحاولت أرجع أخد الكارت المهم جالى واحد شكله كده راجل كبارة وعلى وشه هيبة وحكيتله اللى حصل وقالى إزاى يعملوا كده أنا هاجبلك الكارت وراح وجاب الناس وجاب الكارت وقلت: خلاص بقى الكبير اتصرف وجاب الكارت هات بقى الكارت يا شيخ قالى «لا لما نشوف رأى المشايخ فى الكارت وراح واخد الكارت وجارى ولسه هجرى وراه راح واحد مشنكلنى رحت واقع على رجلى حصلى شرخ فى رجلى وطلبوا الإسعاف وأول ما الإسعاف جرت ودخلت فيها اتلموا على الإسعاف ومش عايزينها تمشى وبيقولوا دا لو مشى مش هيسيبنا وهيعمل محضر فى القسم ويقول إن إحنا ضربناه وإحنا مجناش ناحيته.. المهم خرجت بصعوبة بالغة بعدما أصر الزملاء عمل حيلة ما وقدرت أوصل المستشفى ورجلى اتجبست.

عصام مناع.. مصور فى الأخبار: كنت بغطى أحد الاشتباكات فى جامعة الأزهر ورحنا بدرى والدنيا كانت هاديه خالص ومفيش طلبة فقولنا نصور أن خلاص الحياة طبيعية والدراسة شغاله وبعد ما صورت لقينا الناس بتتجمع عند مبنى الإدارة رحت صورتهم صورتين وخلاص ماشى فوجئت بمجموعة اتلمت علينا حوالى 30 واحد وطلعوا علينا مولوتوف وقالوا لنا: لو العربية دى اتحركت هتولع باللى فيها وبدأوا يزقونا ويشتمونا لحد ما دخولنا ورا كلية العلوم وربطوا أيدينا ورجلينا ونزلوا فيه ضرب ل3 ساعات وكان معانا محرر ثالث شافنا وإحنا ممسوكين كلم الجورنال وعمل بلاغ وقوات الأمن قدرت تقتحم الجامعة وتخلصنا من أيديهم لكن الكاميرا والمعدات معرفتش ارجعها لأنهم كانوا خدوها من أول ما اتمسكنا وخرجنا عملنا محضر فى قسم ثانى مدينة نصر.. ولحد دلوقتى ما تمسكوش وللأسف الجورنال مش بيأمنك كفاية كبيرة أوى بيديلك خوذة وماسك غاز عشان تنزل تواجه ناس بتضرب رصاص ومولوتوف واحنا بقينا مستهدفين من كل الأطراف والشارع ضدنا تصور المتظاهرين وهما بيضربوا يقولك إنتوا بتجيبونا واحنا بنضرب وسايبينهم يضربوا فينا طب نعمل إيه؟ إحنا مش بنفبرك الصور احنا بننقل اللى بيحصل، وساعات كمان بيتعمل علينا كمين يعنى ممكن يسيبك تصور وتخلص وبعد ما تدخل يقفشك ويقولك تعالى سواء من المتظاهرين أوالشرطة - مافيش أى حقوق لينا وحكاية ال100 سترة دول هيكفوا مين ولا مين؟

حسن عماد.. مصور بأخبار اليوم: التصوير بعد الثورة اتغير تمامًا وترسخ مبدأ أن أى حد ماسك كاميرا فى الشارع دا بقى جاسوس وبقى أى حد فى الشارع ممكن يسألك ويوقفك ويقولك أنت بتعمل إيه وللأسف الإعلام اللى أنا باشتغل فيه هو اللى معرضنى أنا للخطر لأنه بيروج إن اللى ماشى وشايل كاميرا دا ممكن يكون جاسوس وبدل ما كنا بنصدر فكرة إن فى خطر فى مكان ما بقينا بنقول إن الراجل اللى ماسك كاميرا دا هو مصدر الخطر، وفى وقت من الأوقات أنا اتعرضت لموقف نظرًا لأنى مربى دقنى شوية، فالناس كتير بتفتكر إنى إخوانى أو تبع الجزيرة فيمنعك أن تصور ولازم بقى تطلع الكارنيه وتقدر تقنع كل واحد إن أنت جريدة قومية والناس طبعًا دماغها قافلة يعنى الشغلانة اللى تخلص منك فى ساعة ممكن تاخد يومين عشان عقبال ما تقنع وتشرح لكل واحد يسألك كذا مرة يصور فى أحداث جامعة عين شمس والمتظاهرين اللى هناك أجبرونى امسح الصور بالعافية عشان مش عايز يظهر فى الصور ولو ما مستحتش الصور بيشد الكاميرا وعايز يكسرها.

∎ ليه المصور بقى مستهدف؟

- كل حكومة غالبًا ليها شماعة والشماعة حاليًا هى الإعلام كل واحد يقولك الإعلام بيروج أفكار فاسدة الإعلام كاذب وطبعًا المواطن بيشوف الإعلام ده فيك أنت وأنت ماسك كاميرا فى الشارع.. ومحدش بيدافع عنك ومهما حصلك هتتنسى حتى لو مت كام واحد فاكر الحسينى وكام واحد هيفتكر ميادة؟ نقيب الصحفيين بيه قاعد على المكتب ومش مهم الناس اللى بتموت فى الشارع والحل نعمل مجلس بيعبر عن كل الفئات الصحفية وخاصة الشباب، والشرطة بتقول كلام كتير فى الإعلام وإحنا بنحب الصحفيين، لكن تيجى ساعة الجد ما فيش حاجة من دى بتحصل بيمنعوك ويضربوك.. دور الشعب كويس لكن مش فعال.

عمرو دياب المصور الصحفى رئيس قسم التصوير فى «دوت كوم»:

حصلت وقائع كثيرة قبل الثورة وبعد الثورة، كنت بصور وقفة أمام نقابة الصحفيين فى 2005 عشان الانتخابات، والأمن مسكنى وكان عايز ياخدنى أنا والكاميرا واللى خلصنى من أيديهم ساعتها كان مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة فمشكلتنا الأساسية قبل الثورة كانت الأمن، أما بعد الثورة بقى الأمن والناس يعنى مثلا لو أنت فى محكمة والحكم مجاش على هوا الناس ممكن تنضرب أما لو على مزاجهم هيشلوك على الراس وافتكر مرة برضو كنت باصور أمام مكتب الإرشاد فى المقطم وكان فى ناس بترسم جرافيتى فخرج أمن المكتب وقالولهم لو رسمتوا حاجة مش عاجبانا هنخليكم تلحسوها بلسانكم وقعدوا يشتموا فينا أنتم إعلام كاذب مع إننا كنا فى الحكم وفجأة شال كرسى وضربنا بيه وأنا جالى تمزق فى الأربطة ساعتها ودا كان نفس اليوم اللى البنت اتضربت فيه بالقلم وافتكر يوم جمعة الغضب كنت أنا فى إسكندرية عند القائد إبراهيم وكنا بنصور وفجأة فى قنبلة غاز اتحدفت عليا وفتحتلى دماغى واخدت 7 غرز فيها واغم عليا.. وبرضوا يوم 26/1 أخدت طلقة مطاطية عند مستشفى الجلاء وآخر حاجة تعرضتلها كان يوم فض اعتصام رابعة وكنا داخلين من ناحية طيبة مول وجه شوية عيال من ورا حدفوا طوب على الداخلية فبدأت الداخلية تتعامل وأنا كنت ماشى ورا الداخلية وفجأة برضوا جاء عسكرى قبض عليا بدون مقدمات وأخدوا منى الكاميرا وقضيت فى الحبس ليلة كاملة فى الحبس وفين وفين عقبال ما عرفت أخرج وطبعًا اتعرضت لضرب وشتيمة واتشدت عليا الأجزاء واتهددت بالقتل ولما خرجت خرجت بكل حاجة عدا الكاميرا والكارت ودى كانت من أشهر الوقائع وأخطرها اللى حصلتلى. وساعات كتير المصور بيضطر أنه يتحايل عشان يعرف يشتغل يعنى لو نازل تصور فى مكان وعارف أن مؤسستك غير مرغوب فيها ممكن تتحايل وتقول أنك من مكان هما بيحبوه عشان تعرف تشتغل وأنك بتنكر شخصيتك الحقيقية.. أنت ساعات عيل صغير ممكن يقولك أنت بتعمل إيه يا نجم وتبقى شغلانه ويلق عليك الدنيا كلها.

محمد هشام المصور فى المصرى اليوم: الاعتداء على المصورين بقى شىء ملحوظ جدًا بعد الثورة ويمكن دا لأن المصور ما كنش ليه نشاط قبل الثورة زى بعد الثورة واعتقد كمان أن بعض المصورين الصحفيين ما كانوش يتوقعوا أن المهنة توصل للحالة دى من الخطورة.
زميلى أحمد المصرى حصل معاه نفس الموقف من نفس المظاهرة وقضينا أنا وهو يوم طويل فى النيابة بنعمل بلاغ وبعد كده المستشفى وكان يوم طويل جدًا وصعب.

ومن المواقف اليومية اللى بنتعرض لها فى الشارع تلاقى كل الناس بتسألك أنت مين مع إيه وليه ويا سلام لو كنت تبع حد من اللى هما مش عايزينك تبعه شوف هيحصلك إيه من شتيمة وضرب أحيانًا وأحيانًا ثانية يتلموا عليك ويجبروك أن تمسح الصور وأنا أنصح المصورين أنهم فى الحالات دى يستجيبوا.

اعتقد أن الحل هو فى توعية المجتمع.. يا ناس المصور شخص هدفه نبيل.. صحيح فى مهندس وحش وطبيب وحش ومقاول حرامى كمان ممكن يكون فى مصور هدفه غير نبيل لكن نسبته كام؟ يعنى هل كل الدكاترة وحشين؟ وبعدين المصور السيئ بيبان عليه.. يا مجتمع المصور عينك للجمال.. عينك للحقيقة.. عينك للطبيعة.. عينك لو عايز تتخرج على بلد تانيه، نفسى أشوف المصور بيتعامل معاملة الطبيب. عارف لما تبقى قاعد فى مكان وتلاقى الناس بتقول وسع الدكتور جه؟ نفسى يقال وسع المصور أو الصحفى وصل.

راضى شاكر المصور فى جريدة الشروق: فى ذكرى 11 سبتمبر الماضى كان فى مظاهرات عند السفارة الأمريكية بالقاهرة وأنا كنت نازل أغطى فى ثانى يوم لبداية الأحداث وقوات الأمن كانت موجودة بكثافة فى ناحية السفارة وحتى فندق سميراميس وكانت الاشتباكات حادة جدًا بين المتظاهرين وقوات الأمن وأنا بصور كان فى ناس لابسة لبس مدنى بدأوا ياخدونى بالقوة فى اتجاه خلف فندق سميراميس مع إنى كنت لابس لبس واضح منه أنى صحفى لابس خوذة مكتوب عليها صحافة «ََّّمِْ» ومعدات ومع ذلك أخدونى بالقوة وأنا عمال أقول أنى صحفى لكن دون جدوى.

المصور بقى مكروه من كل الناس مش عارف ليه.. أنا عارف أن الوضع بقى فى الشارع صعب لكن لازم يكون فى حل.

النقابة دورها متفائل جدًا وأنا رامى بطوبتها الأرض.. لكن أنا بأمل فى الشعبة لأنهم لمسين الموضوع معانا.. والموضوع مش مجرد دورة للسلامة المهنية، المواضيع أكبر من كده بكثير، وللأسف هى حبر على ورق وكلام فى التليفزيون لكن على أرض الواقع ولا أى حاجة.. إحنا صرفنا 100 سترة واقية يا سلام.. طب فين؟ هيتوزعوا إزاى؟ ما جاليش حاجة.. لو ما علمناش واقفة وأخدنا الموضوع جد هيموت ناس تانى وتانى وتانى يمكن يكون الدور عليا أو عليك أو على صاحب أنتيمك.. الحقيقة الواحد مش عايز يفجع فى حد من اللى حواليه.
شيماء جمعة.. مصورة صحفية:

فى فض رابعة كنت موجودة ناحية النفق وكان الفض بدأ والناس جريت وهربت فى كل حتة وأنا عند النفق لاقيت مجموعة من الإخوان بيجروا كاوتش وكانوا فى الأول متعاطفين معايا وحاسبى يا بنتى تتعورى وكده وبعدين فجأة ظهر واحد معاه «زجاجة» وقعد يخبط بيها على الكاميرا ويقولى «بتصورى إيه يا بت انتى تبع إيه» ولقيت الناس كلها اتلمت عليا وقعدوا يشدوا فيا يمين وشمال عايزين الكاميرا وعايزين يعرفوا أنا تبع إيه وأنت عارف طعبًا أن للأسف الجرائد فى أوقات كتير مش بترضى تطلع للصحفى أوالمصور كارنيه إثبات شخصية خوفا من أن هذا الصحفى يلاحقهم بعد كده قضائيًا وطبعًا دى من أكبر المشاكل الحل أن المؤسسات تحس بالناس يعنى أنا أعرف مؤسسات بيجبوا ناس تدرب سنة واتنين وتلاتة ويكون عمل كل اللى يقدر عليه عشان يثبت نفسه وفى الآخر يمشوه ويجيبوا غيره يتدرب.. نفسى النقابة تحس بينا لو المؤسسة شايفة أن الشخص ده وحش ليه بيقعدوا سنة واتنين وتلاتة؟

مجدى إبراهيم مصور فى الشروق ونائب رئيس شعبة المصورين: يقسم المخاطر إلى 3 مراحل:

1- قبل الثورة برغم من أن الصحافة هى مهنة البحث عن المتاعب والحقيقة أن أكثر المخاطر هى التصوير الصحفى، قبل الثورة: كان أكبر خطر هو الأمن ووزارة الداخلية والعنف والشدة مع الاعتصامات والمظاهرات العمالية فدائمًا كانت جهة واحدة اللى بتشكل مصدر الخطر سواء من كاميرا أو احتجاز.. ولكن لم ترتق إلى إصابات التعديات جسدية.

أيمن فراج - المصور بجريدة «روزاليوسف»:

رأيت الموت عدة مرات واستنشقت رائحته من الذين سقطوا بجوارى وتعرضت خلالها لاختناق وإغماء إثر قنابل الغاز لشرخ بالقفص الصدرى بسقوطى من أعلى سور حديدى أثناء عمليات الكر والفر بمحمد محمود كما تعرضت للقبض على واحتجازى لعدة ساعات من قبل الجيش والشرطة ولم أسلم أيضا من المتظاهرين والبلطجية والنتيجة طردى من ميدان التحرير بعد إعدام الكارت الخاص بالكاميرا وهذا فى مقابل سلامتى أنا والكاميرا من أيديهم، وفى جمعة الغضب الإخوانية بشارع رمسيس عندما فكرت للحظة أن أصور أحدهم وهو يحمل بندقية آلية تعرضت للضرب وتحطيم الكاميرا، ولا أنسى عندما حصرت داخل شارع رمسيس مع الإخوان من قبل أهالى غمرة والفجالة، وشرفت على الموت ولم تشفع لى مهنتى وخرجت من هذا المأزق بمعجزة.

وأبعث برسالة لميادة والحسينى أن دماءكم التى سالت على الكاميرا لن تضيع هباء، فسوف تكون لنا شعاعا من نور يضىء صورنا لتكن أكثر نقاء ووضوحا لكشف الحقيقة ومواجهة الشر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.