الأزهر والكنيسة الإنجليكانية: الإرهاب ليس إفرازًا لدين سماوي بل هو مرض فكري ونفسي

اختتمت بمشيخة الأزهر الشريف جلسات الحوار بين علماء من الأزهر، وقادة الكنيسة الإنجليكانية، وكانتر بيري بعنوان «دور القادة الدينيين في مكافحة استخدام النصوص الدينية لارتكاب العنف والإرهاب باسم الدين»، وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أن الإرهاب فكر عدواني، وهو مرض لكنه يصيب النفس ويميت القلب واعتقاد وفلسفة حياة عند معتنقيه، يهون من أجلها الموت والانتحار وإزهاق الأنفس وتدمير الأخضر واليابس والحضارات الإنسانية مما يتطلب مواجهته بالفكر الصحيح وتعاليم الدين السمحة التي تحث على التجديد وقبول التنوع.
ودعا المشاركون لتشجيع الأسقفيين الإنجليكان على فهم الإسلام فهماً حقيقياً وتشجيع المسلمين على فهم الإيمان المسيحي، والتعاون على حلّ المشكلات والنزاعات التي تحدث بين المسلمين والمسيحيين في الأماكن المتفرقة بالعالم وتشجيع القادة الدينيين على استخدام تأثيرهم لتحقيق المصالحة وصناعة السلام.
كما اتفق المشاركون على العمل معًا ضد الظلم والتعدي على حقوق الإنسان، ونشر التعاليم السمحة والصحيحة للإسلام والمسيحية، وتشجيع المؤسسات من كلا الجانبين للقيام بدور فعّال وإيجابي في عملية التنمية.
وأكد المشاركون أن ما يحدث في العالم، اليوم، هو التركيز على محاربة الجماعات الإرهابية، بينما هناك الآن حاجة مُلحّة إلى محاربة هذا الفكر الإرهابي الذي بدأ يسيطر على عقول الشباب في كل دول العالم، ما أدى إلى امتداد دائرة الإرهاب لتصل إلى الدول الغربية التي ظنت أنها في مأمن من العمليات الإرهابية التي يحدث معظمها في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق المشاركون على أن الإرهاب ليس إفرازًا لدين سماوي أيًا كان هذا الدين، بل هو مرض فكري ونفسي، يبحث دائمًا عن مسوغات الأعمال الإجرامية في بعض متشابهات نصوص الأديان، واختطافها من خلال اقتطاع التفسير والتأويل عن زمانه ومكانه وظروفه واستعارة النصوص الإفتائية لأقوال شاذة في حواشي بعض كتب التراث وجعلها مركزًا لتسويغ وشرعنة أيديولوجياتهم وأعمالهم الإجرامية، وهذا يؤكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية.
شارك في فعاليات الحوار بين الجانبين من جانب الأزهر، الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز الحوار، والدكتور محيي الدين عفيفي، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد جميعة، منسق بيت العائلة المصرية، والدكتور كمال بريك، والسفير عبدالرحمن موسى، مستشار شيخ الأزهر.
وعن وفد كنيسة كانتربيري، الدكتور منير حنا، والدكتور جونسن فروست، والدكتور توبي هورث، والدكتور مارك بولسن، وتم توزيع كتاب «مقالات في التجديد» للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على المشاركين باللقاء.