نظمت جامعة الدول العربية ومؤسسة الفكر العربي، الأحد، مؤتمرًا لإطلاق التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية «التكامل العربي: تجارب وتحديات وآفاق»، وذلك بحضور نخبة من رجال الفكر والثقافة والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، ورئيس المجلس المصري الأوروبي. وقال الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، في كلمته خلال المؤتمر، إن التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية الذي تطلقه مؤسسة الفكر العربي لهذا العام يتكون من 6 أبواب حول التكامل العربي وإشكاليات الهوية العربية، كما يتضمن مجموعة من الوثائق الخاصة بالجامعة العربية. وأكد أن تلك هي المرة الأولى التي يكون موضوع مؤتمر مؤسسة الفكر والتقرير هو «التكامل العربي، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها إعداد التقرير من خلال 6 ورش عمل عقدت في الجامعة العربية على مدى أسبوعين بمعدل يومين للورشة الواحدة، وخصصت كل ورشة للعمل وحضرهم 120 خبيرًا ومفكرًا وباحثًا. وأوضح أن التقرير يعد الأول من سلسلة من الأبحاث والتقارير التي تعتزم مؤسسة الفكر العربي إصدارها في السنوات القادمة، وهو ثمرة التعاون بين المؤسسة والجامعة. ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، حرص الجامعة على تعزيز التعاون مع مؤسسة الفكر العربي كونها مؤسسة عربية تعني بقضايا الفكر العربي واستطاعت أن تفتح آفاقا جديدة للحوار البناء والتفاعل الخلاق بين مختلف التيارات والمدارس الفكرية العربية المنفتحة على الثقافة الإنسانية المعاصرة . وقال «العربي» إن الموضوع الذي اختارته المؤسسة هذا العام أبرز القضايا المحورية ذات الصلة بتجارب التكامل العربي وتحدياته الراهنة وآفاقه المستقبلية، مؤكدا أن هذا اختيار صائب يأتي بالتزامن مع إحياء الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية وفي مرحلة فاصلة تعج بالتساؤلات الكبرى حول حاضر هذه الأمة المضطرب وتأثير ما تشهده من تحديات وتحولات ومتغيرات على مستقبل المنطقة وعلى منظومة الأمن القومي العربي برمته. وأشاد «العربي» بالتقرير الذي صدر عن المؤسسة ويضم أبحاثا قيمة حول مختلف أبعاد الهوية والثقافة العربية وما يواجه الدولة الوطنية العربية من تحديات غير مسبوقة وكذلك سبل تعزيز التعاون والتكامل العربي في المجالات الاستراتيجية السياسية والتنموية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، مشيرا إلى أنها مجالات تدخل في صميم أجندة عمل جامعة الدول العربية منذ نشأتها قبل 70 عاما. وأضاف أن ميثاق الجامعة العربية الحالي الذي بصدد التطوير ينص في مادته الثانية على أن الغرض من إنشاء الجامعة هو توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها. وأعرب «العربي» عن ثقته في أن فعاليات مؤتمر «فكر 14» سوف يشكل محطة بارزة في مسيرة التعاون بين جامعة الدول العربية ومؤسسة الفكر العربي والتي نتطلع إلى وضع لبناتها التأسيسية في هذا المؤتمر لتكون أجندة العمل المشترك للتكامل العربي لعام 2016 وتتوج بعقد قمة ثقافية عربية تعنى بقضايا الفكر والهوية والتحديث والتجديد من أجل صحوة عربية ونهضة شاملة.
