مشهد متكرر شاهدته مراراً الأيام الماضية لرجل مرور يقف في منتصف الميدان أو الشارع مستنداً على دراجته البخارية.. ممسكاً بتليفونه المحمول... تاركاً المرور يضرب يقلب... مفسحاً المجال لكل من لديه رغبة في كسر أشارة أو السير عكس الإتجاه لا أعلم لماذا أذن يتواجد في محل عمله وهو لا يقوم بعمله أساساً ... تكرار هذا المشهد أمام ناظري أكثر من مرة دفعني لكتابة هذا الموضوع. الشارع المصري الأن ... فوضى.....عشوائية.....عدم أحترام وأكتراث بأية قوانين.. سيارات تسير عكس الإتجاه.. سيارات تنتظر في أماكن ممنوع فيها الأنتظار.....سيارات تنتظر صف ثان و ثالث و رابع.....سيارات السرفيس والميكروباص (تبرطع) في الطريق بلا ضابط أو رابط....سيارات نقل وسرعات على (المزاج)....!!! الغريب و العجيب أن كل هذا يحدث في أغلب الأحيان في وجود رجال الشرطة.. الذين نزلوا إلى الشوارع ليس لحفظ الأمن والقيام بواجبهم وإنما للمشاهدة والمتابعة و ربما (التشفي)...!! موقف الشرطة هذه الأيام يمكن أخذه بأكثر من محمل...إما أن الشرطة (بتدلع) على الشعب علشان نعرف قيمتهم ونبوس أيديهم ورجليهم علشان يشوفوا شغلهم.. وإما أنها (بتعاقب) الشعب اللي قام بالثورة أو أيدها وقرر قفل (حنفية) الفساد اللي كانت سابت خلاص ومحتاجة جلدة أو أنهم (خايفين) يتعاملوا مع الشعب، وإما أنهم بيلعبوا لعبة خطيرة قوي كلنا طبعاً (فاقسينها)...!!! تعالوا نحلل كل الإحتمالات التي ربما تكون هي السبب في حال الشرطة هذه الأيام، لو أفترضنا أن الشرطة (بتدلع) على الشعب علشان نعرف قيمتهم، خلاص يا جماعة...عرفنا قيمتكم الغالية قوي..وعرفنا أنكم مهمين جدا....وأن البلد من غيركم تبقى (سلطة)....بس برضة أوضاع ما قبل 25 يناير مش هترجع تاني...و (السلخانات) اياها اغلقت بلا رجعة.....و هتبقى علاقة الشعب بكم علاقة مبنية على الإحترام المتبادل....لستم فقط (المهمين)...كل من يعمل على أرض مصر مهم....الفلاح في ارضه...العامل في مصنعه...الجندي في معسكره...الشرطي في مكان خدمته...الكل له نفس الأهمية...فلا داع (للدلع) فالظروف والوضع لا يحتمل مثل هذه الترهات إطلاقا..!! اما اذا كانت الشرطة (بتعاقب) الشعب على ثورته.....فالشعوب لا يمكن معاقبتها يا سادة...فأنتم تعاقبون أنفسكم بالتبعية.....فالفوضى التي تغضون الطرف عنها سيكتوي بنارها الجميع...الجميع بلا إستثناء....اخواتكم....و ابناءكم...و والديكم....الخ اما اذا كانت الشرطة (خائفة) من الإحتكاك بالشعب....فهذه هي المسخرة بعينها...الشرطي الذي يجبن عن اداء واجبه لا يستحق ان يكون شرطيا....اذا كانت الشرطة خائفة من الإحتكاك بالشعب اثناء تنفيذ القانون فلماذا اذن تتواجد بالشارع...؟!! و ماذا يخيف الشرطي من تواجده في الشارع لتطبيق القانون بكل حزم و صرامة و قبلها ادب و إحترام....؟! تأكدوا ان وجودكم الفعال في الشارع لتطبيق القانون على الجميع بدون استثناء و بكل اخلاق عالية هو الأمان الحقيقي لكم لأنكم بذلك ستتحصنون بكل المصريين الشرفاء الذين لن يقبلوا بأي حال من الأحوال ان يهان رجلا يمارس عمله وواجبات وظيفته التي هي حمايتهم و توفير الأمان لهم و فرض القانون و الأمن في الشارع. اما اذا كانت الشرطة تتعمد هذا التراخي الرهيب في اداء واجباتها بتخطيط من شخص ما او جهة ما لحدوث ما يسمى ب (الثورة المضادة)...اي ان ينقلب الشعب على ثورته من اجل تحقيق الأمان و الإستقرار ...اي ان نصل لمرحلة (و لا يوم من أيامك يا مبارك..)...فهذا هو الوهم بعينه....لن يحدث ابدا ان نطالب بعودة (عصابة) من اجل ان نشعر بالأمان...من يعتقد ان هذا سيحدث يوما..فإنه واهم..واهم..!! ايا كانت الأسباب الحقيقية وراء هذا الأداء (الشكلي) و (الباهت) للشرطة في الشوارع...فإن الجهات المسئولة عليها ان تنتبه ان هذا لعب بالنار...وان على الشرطة ان تمارس دورها في الشارع المصري بكل قوة و حزم في اطار من القانون و احترام حقوق المواطن...و اذا لم يكن افراد الشرطة لديهم الرغبة او القدرة على اداء دورهم فلابد ان يحالوا للإستيداع فورا ...و استبدالهم بمن راغب و قادر ان يؤدي دوره في خدمة هذا الوطن....لا بمن قرر ان يتقاعس عن اداء واجبات وظيفته اما غضبا و اما خوفا..!! لن يتقدم هذا البلد الا عندما تدرك كل طائفة انها ليست (أهم) من الأخرين....فالشرطي ليس أهم من الطبيب...و الطبيب ليس أهم من الفلاح...و الفلاح ليس أهم من العامل...و العامل ليس أهم من المحاسب...الخ الجميع على نفس الدرجة من الأهمية...و الجميع على قدم المساواة....و الجميع لابد ان يعمل فقط من اجل هذا البلد بدون أحقاد أو نفسنة او (تصفية) حسابات. ملحوظة هامة: كتبت هذا الموضوع قبل احداث شغب مباراة الزمالك و الأفريقي التونسي.... تقاعس الشرطة عن القيام بواجبها في تأمين المباراة و حماية الضيوف و ايضا منشآت استاد القاهرة..تستحق ايضا التساؤل..!! ماحدث في المباراة هو ايضا جزء من (تقاعس) او (دلع) او (انتقام) او (اضراب) الشرطة عن العمل...!! احداث الشغب التي اندلعت عقب المباراة جزء لا يتجزأ من حالة الفوضى التي تعم مصر و التي اظن انها تحدث بفعل فاعل..!!! الأغلبية الصامتة http://www.theegyptiansilentmajority.blogspot.com/