كثيرون كتبوا فى مشكلة الدكتور عصام عبدالله، أستاذ مساعد الفلسفة فى كلية الآداب بجامعة عين شمس، التى تناولتها فى مقالى الأسبوع الماضى ورفضوا ترقيته ومارسوا تمييزاً ضده ليس إلا لكونه قبطياً وكذلك اضطهاد الدكتور عصام حجى، رئيس معمل الدفع الصاروخى فى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، الذى تم اتهامه بخيانة وطنه تلك التهمة التى لو صحت لاستوجبت الحكم عليه بالإعدام. قصدت من مقالى الأسبوع الماضى المعنون البقاء للأسوأ أن أوضح أن الفشل الذى يلاحق هذا البلد بقتل الكفاءات العلمية التى فيه يتم ضد الجميع سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فالمسيحى تهمته جاهزة والمسلم تهمته أيضا جاهزة. الغريب فى موضوع الدكتور عصام أن الدكتور وزير التعليم الحالى أحمد زكى بدر الذى يصول ويجول هذه الأيام باعتباره ضابط التربية وحامل لواء إصلاح التعليم كان موقفه غريبا أثناء رئاسته لجامعة عين شمس وقت حدوث المشكلة مع الدكتور عصام عبدالله، حيث حاول الدكتور عصام مقابلته لمدة 3 شهور، ولكنه فشل فى ذلك لكى يشكو له– حسبما روى لى الدكتور عصام بنفسه– وعندما التقاه فى اجتماع عام لأساتذة الجامعة لمناقشة موضوع الجودة، وكلمه أمام الجميع كان رده «اسبقنى على المكتب» الذى كان موجودا فيه الدكتور خالد حمدى عبدالرحمن، وكيل كلية الحقوق، الذى قام بالتحقيق مع الدكتور عصام وقام بعمل تليفون كونفرانس بينه وبين عميد كلية الآداب الدكتور محمد سيد خليل والدكتور خالد، وقال: له يا دكتور عصام إنت ابننا وهم أساتذتنا والموضوع شائك وخطير وأمان للجميع أن يتم حفظه رغم أنه قبلها قال له سأرقيك بأثر رجعى إذا ثبت صحة كلامك وبعد ذلك وافق الدكتور عصام على الحفظ، قال الدكتور أحمد زكى بدر تعال بكرة نقفل الموضوع وبعدها بأسبوع قامت لجنة الترقيات التى يتهمها الدكتور عصام بتزوير وقائع سرقة علمية له بتسريب التقارير السرية إلى بعض الزملاء الصحفيين لتشويه صورته وللضغط عليه لإثنائه عن المطالبة بحقه. الغريب أن الدكتور حسن حنفى قال فى تقريره إن السرقة العلمية كما أرى هى أن يسطو الباحث على بحث كامل أو يأخذ فصلاً كاملاً من بحث أو ينقل عدة صفحات كاملة أو حتى صفحة واحدة كاملة دون إشارة إلى المصدر أو المرجع، وهذا كله لا ينطبق على الأبحاث التى تقدم بها الدكتور عصام عبدالله للترقية لدرجة أستاذ. بقى أن أورد لكم جزءا من أحد التعليقات التى جاءت على الموقع الإلكترونى تعليقا على ما كتبت الأسبوع الماضى من القارئ محمد البدرى، الذى قال لا يتضرر مجتمع ما بقدر تضرره من الطائفية، التى من أهم أركانها التقسيم على أسس دينية وعقائدية. يكتب د.عصام عبدالله إسكندر، أستاذ الفلسفة الحديثة بجامعة عين شمس، مقالاته بينما ترفض الجامعة ترقيته لأسباب طالما سمعنا مثيلاتها بقبح معهود فى أحداث مماثلة كترقية د.نصر حامد أبوزيد وآخرين كثيرين ممن لهم رأى مستقل وعقل مستنير. فرغم أن د.إسكندر متخصص فى الفلسفة ولم يتعرض لدين بالنقد اللهم إلا بكشف مدى تردى أوروبا زمن عصور ظلامها فى غيابات الجهل دون فلسفة أو معرفة واستنارة، إلا أن المعركة الدائرة فى الجامعة عبر تقارير إدارية ووظيفية ومهنية مع خلفية من الفساد المزمن الذى يغلف الدولة المصرية بكليتها وليس الجامعة فقط، يجعلنا نشتم رائحة الطائفية كخلفية للمشهد بأكمله. [email protected]