قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن العالم العربى شهد تغيرات ضخمة فى الآونة الأخيرة جاءت نتيجة عدد من الأخطاء التى ارتكبتها النظم الحاكمة فى بعض الدول العربية، مما جعل تلك التغيرات أمر لا محالة منه، حيث أرادت شعوب تلك الدول دخول القرن ال21 بمنعطف جديد، بتحدى يضمن له حقوقه وحرياته أسوة بالدول المتقدمة. وأشار، على هامش فاعليات منتدى الإعلام العربى بدبي، إلى أن أوضاع العالم العربى الآن محل دراسة لأجهزة معلنة وسرية تدرس أفضل مستقبل للعالم العربى، سواء بأن يبقى كما هو عليه أو بأن يدخل له كيانات جديدة، لذلك علينا أن نبادر نحن بتلك الدراسات لرسم المستقبل الأفضل للمنطقة خاصة وأن لدينا من الكوادر ممن لديهم القدرة على فعل ذلك. وانتقد «موسى» التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووى الإيرانى فى الوقت الذى لا يزال الأمر مفتوحا أمام البرنامج الإسرائيلى، الذى يقع فى قلب العالم العربى. وأعرب عن سعادته بعاصفة الحزم التى تبنتها الدول العربية واعتبرها عاصفة رد الكرامة بعد الإهانة التى تعرضت لها الدول العربية، متابعا: «وصلنا إلى مرحلة لا يجوز فيها إصدار بيانات تشجب أو تدين وكان لابد من الرد عليها عمليا، وبالتالى فإن تحالف مصر والسعودية هو مواجهة لحاولات الهيمنة على المنطقة العربية بأكملها، وللتأكيد على أننا لا نقبل الاستهانة كما بلغت التكاليف، كما أن العاصفة منحت الأمل فى عودة البلدان العربية لكيانها الفعلى، ولقد كانت البداية فى اليمن وربما تتطرق إلى سوريا وليبيا فى المراحل القادمة». وتابع: «لابد أن نعى أن هناك مدرسة تحث على إبعاد مصر عن المنطقة كى يتم السيطرة على الشرق، لأن الجميع يعى أن مصر هى التى سوف تحدث التوازن بين السياسة الناعمة لتركيا والجافة لإيران». واعتبر «موسى» ظهور بعض الجماعات مثل داعش مجرد سحابة مضرة، ناتجة عن سوء الإدارة فى بعض الدول العربية، لكنها لن تدوم لأن ذلك ضد الإنسانية والتاريخ والخلافة، فالحركة قائمة على فكر جاهلى، نابعة من الشحن المذهبى، الذى يعد أكبر التحديات فى الوطن العربى.
