كلاعب كرة، قد يكون عاديًا، وفي بعض الأحيان أقل من أقرانه، لكن مواقفه تحفر إسمه، كمعشوق لجماهير الدرجة الثالثة، التي لا تهتم لمهارات اللاعب، بل بمدى انتماءه لقميص فريقه وجماهيره. عمر جابر، المولود في 30 يناير 1992، ظهير أيمن نادي الزمالك، أحد أبناء النادي، صعده حسام حسن للفريق الأول في ولايته الأولى، ليحصل سريعًا على حب أصحاب القلوب البيضاء، بمواقفه القوية، وروحه القتالية في الملعب. بعيدًا عن المستطيل الأخضر، فمواقف الظهير الأيمن، نجل لاعب الإسماعيلي السابق، تثبت أنه أنجب «رجلًا»، بمقاييس الرجال الذين يحتلون المدرج الجنوبي. مواقفه بدأت في 19 سبتمبر 2013، عندما توفي عمرو حسين، عضو «ألتراس وايت نايتس»، في مظاهرة نظمتها المجموعة ضد سياسات رئيس النادي حينها، ممدوح عباس، ليكون أول اللاعبين في مساندة الألتراس، ولأسرة «شهيد حب الزمالك». وبعدها بعام، يوفي «جابر» بوعده، ويزور قبر «حسين» في ذكرى وفاته السنوية الأولى. وفي نوفمبر 2014، جاءت الأزمة الكبرى التي كادت تنهي وجود «جابر» بين جدران الزمالك، بعد تصريحاته في حوار ل«المصري اليوم»، في مقطتفات منه: «وايت نايتس هو جزء مهم من جمهور الزمالك، وأعشقهم جدا، وعلاقتى بهم أبدية، وهم مثل أي فرد في المجتمع يصيبون ويخطئون.. ومن بينهم أبناء مسؤولين كبار في الدولة، ومنهم من ضحى بنفسه من أجل الزمالك مثل عمرو حسين، ومنهم من يبيع الموبايل الخاص به والكمبيوتر الخاص به من أجل حضور مباريات الزمالك، لم أفعل شيئا مشينا، ولم أخطئ في أحد عندما ارتديت تى شيرت خاصًا به.. فعمرو حسين ضحى بنفسه من أجل الزمالك وأحسبه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى، ومازالت علاقتى بأسرته مستمرة، كما أن عمرو لايزال محتفظا بصورتى على صفحته على الفيس بوك، وكان آخر كلماته التي كتبها في صفحته كانت عنى.. فكيف أتخلى عنه أو أبتعد عن الوايت نايتس، لن أتركهم أبدا مهما حدث». تصريحاته تلك كادت تودي به خارج الزمالك، في ظل العداوة بين «وايت نايتس» ورئيس الزمالك الحالي، إلا أنه عفا عنه بعد ذلك. وليلة 8 فبراير، عندما توفي 22 رجلًا خارج ملعب «الدفاع الجوي»، كان «جابر» الوحيد من زملاءه الذي رفض لعب المباراة، ليقرر رئيس النادي، في تصريحات لبرنامج «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد»، مساء الأحد، إيقافه، لأجل غير مسمى «لأنه من الألتراس»، على حد قوله. «الرجال يُعرفون بالحق، وليس الحق يُعرف بالرجال»، مقولة أثبت عمر جابر خطأها، فالحق يعرف بالرجال أحيانًا. اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات