دراسة: فوز الجمهوريين بأغلبية الكونجرس لن يؤثر في تغيير سياسات واشنطن

رجح «المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية» ألا يكون لفوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد في الكونجرس الأمريكي على ضوء الانتخابات الأخيرة، تأثير في السياسات الأمريكية تجاه الحرب على «داعش» والقضية الفلسطينية والأزمة السورية.
وقال المركز- في دراسة أعدها برنامج الدراسات الأمريكية التابع للمركز - إن «من المرجح أن يمثل الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين قيدًا على قدرة الجمهوريين على إحداث تحول كبير في سياسات واشنطن تجاه هذه القضايا، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينتمي للحزب الديمقراطي، وسيظل متمسكًا بمواقف حزبه إزاء هذه القضايا».
وأشارت الدراسة، التي حملت عنوان «تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس على سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط» إلى أن كلًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتبنى وجهات نظر مختلفة حول عدد من قضايا إقليم الشرق الأوسط، وتتمثل هذه القضايا فيما يلي:
- الحملة الدولية ضد «داعش».. ففي حين يفضل أغلبية الجمهوريين التدخل البري للقضاء على «داعش»، يفضل الديمقراطيون استمرار العمليات الجوية.
- تسليح المعارضة السورية المعتدلة، فعلى الرغم من أن مجلس الشيوخ تبنى خطة أوباما بتوفير مبلغ 500 مليون دولار لتسليح المعارضة السورية المعتدلة، بتأييد 273 نائبًا مقابل رفض 156 نائبًا، إلا أن من المفترض أن تنتهي المهلة التي فوضها الكونجرس للرئيس أوباما بشأن تسليح المعارضة في 11 ديسمبر 2014، ويبدو أن أعضاء الكونجرس لن يتفقوا حول آلية التعامل مع المعارضة، وهو أمر طبيعي في ظل انقسامهم حول أولوية الحل السياسي أو الحل العسكري للتعامل مع الصراع في سوريا طوال الفترة الماضية.
- البرنامج النووي الإيراني، حيث يعتبر من أكثر القضايا الخلافية بين الجمهوريين والديمقراطيين، في ظل الاتهامات المستمرة بعجز إدارة أوباما في التعامل بجدية مع هذا الملف وإفساح المجال لإيران بامتلاك قنبلة نووية، خاصة وأن الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق هو 24 نوفمبر 2014، ومع ذلك أشارت بعض الاتجاهات إلى أن أوباما لن يلجأ إلى الكونجرس بشأن هذه القضية، وقد يستخدم حق «الفيتو» ضد أي قرارات، سواء المتعلقة بفرض عقوبات أو حتى شن أي عملية عسكرية ضدها، وهو ما يتفق وموقف أوباما السابق.
- القضية الفلسطينية، انتقد عضوان جمهوريان في 22 أكتوبر 2014 وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بسبب تعهده بمنح 156 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وحذرا من مواجهة بعد عودة الكونجرس للانعقاد، وتعد هذه الوكالة منذ فترة طويلة محط اهتمام من جانب الجمهوريين، بسبب موقفها من اللاجئين الفلسطينيين.. وفي السياق ذاته، مرر مجلس النواب مشروع قانون يقيد من تمويل المنظمة شريطة تأكيد وزارة الخارجية أنها لا تساند الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين.
وقالت دراسة المركز الإقليمي، إن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة توترت خلال فترة الانتخابات، وهو ما سيكون له تأثير على مواقف الجمهوريين، حيث أن اللوبي اليهودي يحظى بثقل كبير في واشنطن وقد يستغله لصالح دعم الجمهوريين».
ولفتت الدراسة إلى أن هناك متغيرين رئيسيين قد يؤثران في قدرة الجمهوريين على تغيير السياسات الأمريكية تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط.. يتمثل أولهما، في حجم حرية الحركة التي سيتمتع بها الرئيس أوباما في إدارة السياسة الخارجية مقارنة بالسياسة الداخلية، حيث تشير عدة تقديرات إلى أن فوز الجمهوريين بالأغلبية لن يؤثر على حرية حركة الرئيس أوباما في القضايا الخارجية، وهي مسألة ستخضع لاختبار خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل تراجع تأييد سياسته الخارجية.
وينصرف ثانيهما إلى تراجع الاهتمام بقضايا منطقة الشرق الأوسط، فعلى الرغم من الحملة التي يشنها الجمهوريون ضد «داعش» إلا أن القضية لم تعد من أولويات الشعب الأمريكي، وفق العديد من استطلاعات الرأي.
وخلصت الدراسة إلى أنه رغم أهمية نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس إلا أن تأثيرها على السياسات الأمريكية تجاه إقليم الشرق الأوسط يظل رهنًا بتطورات الأوضاع في الإقليم، خاصة في ظل تمسك أوباما بمبدأ عدم التدخل العسكري واسع النطاق في قضايا المنطقة، لأسباب سياسية واقتصادية.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة