«المصري اليوم» داخل «عمليات المطافئ» ..7 آلاف اتصال يوميا.. و200 «معاكسة» كل ساعة

بلاغات بحدوث حرائق وأخرى بالاشتباه فى أجسام غريبة، منها ما هو إيجابى ومعظمها سلبى، ومكالمات من أشخاص مجهولين يريدون تضييع الوقت، إلى جانب إخطارات بالسيطرة على حرائق، وتلقى اتصالات لطلب الدعم، وإجراء أخرى لإبلاغ نقطة مطافئ لتوجيهها إلى أماكن البلاغات.
تلك هى محصلة 6 ساعات قضتها «المصرى اليوم» داخل غرفة عمليات إدارة الحماية المدنية فى محافظة القاهرة، التى يعمل بها 7 أمناء وأفراد شرطة، يتلقون اتصالات المواطنين من 10 خطوط تليفون أرضية، ويشرف على عملهم العميد شمشون يوسف، رئيس غرفة العمليات، التى تتلقى يوميا، أكثر من 7 آلاف اتصال هاتفى يوميا، أكثر من 95 بالمائة منها عبارة عن معاكسات من أشخاص غير مسؤولين.
ويبدأ تعامل رجال الحماية المدنية عندما تتلقى الغرفة بلاغا أو إخطارا بنشوب حريق فى إحدى المناطق، على الفور يقوم رجال الغرفة بإبلاغ أقرب نقطة إطفاء للحريق، حيث تنتقل إحدى السيارات للتأكد من صحة البلاغ، وبمجرد وصولها تجرى اتصالات عبر اللاسلكى، لإخطار الغرفة بالمستجدات من طلب دعم، أو إبلاغها من تمكن القوة من السيطرة على الحريق.
تتكون قوة الإطفاء من سائق السيارة، و4 أفراد، يقوم اثنان منهم باقتحام النيران، والثالث يقوم بتوصيل خراطيم المياه، وآخر يبحث عن مصدر المياه، حيث إن سعة خزان السيارة 4000 لتر مياه، وتضخ الخراطيم 1600 لتر فى الدقيقة الواحدة.
وقال الرائد شريف الهوارى، الضابط بإدارة الحماية المدنية، إن المدة الزمنية بين تلقى الإخطار وخروج أولى سيارات الإطفاء من مبنى الإدارة يكون على أقصى تقدير 60 ثانية، تتم معاقبة أفراد القوة، إذا تجاوزت المدة هذه الدقيقة، مؤكداً أن المهمة الرئيسية لرجال المطافئ هى الأرواح سواء الإنسان، أو الحيوان، ثم يأتى فى المرتبة الثانية تقليل الخسائر المادية.
وأضاف «الهوارى»: «الإدارة تمتلك أحدث الأجهزة والمعدات التى توصلت إليها الدول المتقدمة فى هذا المجال، كألمانيا، وإيطاليا، وهذه الأجهزة هى السلم الهيدروليكى الذى يستخدمه رجال الإدارة فى إطفاء الحرائق التى تنشب فى الأماكن المرتفعة، أو فى إنقاذ إنسان احتجزته النيران فى أحد الأدوار العلوية لمبنى، أو إنقاذ حيوان عالق أعلى شجرة، كما نستخدم أجهزة لتقطيع العوائق التى تواجهنا كقطع خرسانية أو أخشاب، وأجهزة رفع تستخدم لإخراج أى كائنات من بئر أو بلاعة مجارى وغيرها».
وتابع: «تتواصل الإدارة فى البلاغات الواردة لها مع 7 جهات هى إدارة المرور، ومحافظة القاهرة، وشرطة النجدة، وشركة الغاز، وهيئة الإسعاف، وشركة الكهرباء، القسم التابع له مكان البلاغ، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاونتنا فى أداء مهمتنا فى إنقاذ الأرواح».
وقال العميد شمشون يوسف، رئيس غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة: «الغرفة تتلقى يوميا من 6500 إلى 7000 بلاغ حريق، و150 بلاغ مفرقعات يوميا، والإدارة تتلقى 1600 معاكسة كل 8 ساعات، وهو ما يؤدى إلى تعطيل خطوط التليفون لمدة زمنية كبيرة، والإدارة تعاقدت مع إحدى الشركات لإدخال نظام جديد يتيح لرجال غرفة العمليات منع اتصالات مثل هذه الأرقام، وسيتم إدخاله الخدمة خلال شهر».
وأضاف «يوسف»: «نعانى من قيام بعض أصحاب البلاغات بالاعتداء على القوات المتوجهة للتعامل مع الحرائق، ما يؤدى إلى تدمير بعض السيارات التى تبلغ قيمة الواحدة منها 2 مليون جنيه، بينما تبلغ تكلفة السلم (الهيدروليكيى) 9 ملايين جنيه، ويستغرق وصول السيارة من بلد المنشأ إلى مصر عام كامل، حيث يتم تصنيع هذه المعدات طبقا لما تطلبه الإدارات الموجودة على مستوى العالم».
وقال النقيب عمر مدبولى، الضابط بالإدارة: «ضابط الحماية المدنية يتلقى قبل ممارسة عمله دورة تدريبية فى الإدارة العامة بالحماية المدنية فى مدينة نصر، على جميع أنواع الحرائق التى تشمل حرائق المواد الكيماوية والبترولية والأخشاب، وغيرها من أنواع الحرائق، وتكون مدتها 3 أشهر».
وأضاف «مدبولي»: «الإدارة تقوم بإجراء دورات تدريبية للمواطنين عن كيفية التعامل مع الحرائق والأجسام الغريبة وتستغرق الدورة أسبوعا، وتعاملنا مع البلاغ يبدأ باصطحاب الأدوات اللازمة مثل السلم (الهيدروليكى)، والخراطيم والروافع وأجهزة التنفس والقواذف داخل السيارات».
وقال اللواء ممدوح عبدالقادر، مدير الحماية المدنية بالقاهرة، إن «رجال الإطفاء ينطقون الشهادة، قبل وصولهم إلى أماكن البلاغات، وعند تعاملهم مع الحريق، يقاومونه كأنه كائن حى فالنار تأكل وتتنفس وتتحرك، وكل هدف العناصر هو (خنق) هذا الحريق، ومنعه من الامتداد.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة