سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير "الحماية المدنية": الوضع السياسى جعل المولوتوف فى يد الجميع.. نعمل بأحدث أجهزة إطفاء فى العالم.. والإدارة تتلقى حوالى 500 بلاغ يوميًا.. وحريق محكمة باب الخلق من أخطر الحرائق التى تعاملنا معها
قال اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية: إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الحرائق الضخمة بسبب عدم الاستقرار السياسى الذى تعيشه البلاد حاليا، والذى جعل الصراعات السياسية تتزايد؛ حيث أصبح المولوتوف وسيلة سهلة فى أيدى الجميع لاستخدامها فى التشاجر والتعدى على المنشآت الهامة والحيوية فى البلاد. وأوضح اللواء توفيق فى حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الإدارة العامة للحماية المدنية استعدت جيدا لاستقبال موسم الحرائق الذى يبدأ فى الصيف من كل عام؛ وذلك فى إطار التطور المذهل على مستوى العالم فى مجال أجهزة الحماية المدنية للسيطرة على الحرائق بسرعة قبل تفاقمها، مشيرا إلى أن موسم الصيف يشهد معدلات أعلى فى الحرائق نظرا لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال الكهربائية على أجهزة التكييفات، مطالبا المواطنين بالتأكد من سلامة الأسلاك الكهربائية المستخدمة فى توصيل الكهرباء بمساكنهم نظرا لوجود البعض منها بالأسواق غير مطابق للمواصفات وهو ما يؤدى إلى اشتعال الحرائق. وأضاف أن الإدارة العامة للحماية المدنية قامت مؤخرا باستيراد أجهزة ومعدات بلغت قيمتها 200 مليون جنيه؛ حيث تلقت الإدارة منحة إيطالية بقيمة 10 ملايين و400 ألف يورو تمثلت فى توريد 46 سيارة إطفاء متوسطة، و7 سيارات إطفاء صغيرة، و 3 سلالم إطفاء هيدروليكية، وتم توزيع تلك السيارات على إدارات الحماية المدنية بعشر محافظات شملت القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والبحيرة، والسويس، والأقصر، والشرقية، والمنوفية، والبحر الأحمر، ومرسى مطروح، فضلا عن استيراد سيارات حديثة للكشف عن المفرقعات، وأحدث سلم هيدروليكى فى العالم من الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيمة 10 ملايين جنيه لإطفاء الحرائق فى المناطق الصناعية، مشيرا إلى أن السلم يمكنه ضخ 7 أطنان مياه فى الدقيقة الواحدة ومرتبط بخزان مياه خلفه يحتوى على 30 طنا من المياه. وتابع مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية: إن الإدارة استوردت كذلك جهاز تدريب (سميليتور) من ألمانيا بقيمة8 ملايين جنيه لتدريب رجال الإطفاء على التعامل مع النيران خلال كافة أنواع الحرائق؛ حيث يتم تدريبهم من خلاله على التعامل الفعلى مع نيران حقيقية ودرجات حرارة مرتفعة مماثلة للمواقف التى يواجهها رجل الإطفاء أثناء تعامله مع النيران. وحول حجم البلاغات التى تتلقاها الإدارة العامة للحماية المدنية يوميا، أكد اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن الإدارة تتلقى يوميا نحو 500 بلاغ يتمثل 80% منها فى حرائق بمخلفات بسيطة، ولكنها تسبب حملا على رجال الحماية المدنية وسيارات الإطفاء، مطالبا المواطنين بإلقاء القمامة فى الأماكن المخصصة لها حفاظا على البيئة من جانب وتوفيرا لجهود رجال الإطفاء للتعامل مع الحرائق الأخرى من جانب آخر. وفيما يتعلق بالصعاب التى يواجهها رجال الإطفاء أثناء تأديتهم لعملهم، قال اللواء توفيق: إن رجال الحماية المدنية يواجهون العديد من الصعاب أثناء أداء واجبهم، بداية من تلقى مشرف غرفة النجدة للبلاغ؛ حيث يقوم بعض المبلغين بعدم إعطاء العنوان للمشرف بدقة أو بشكل خاطئ، وهو ما يصعب عملية وصول سيارات الإطفاء إلى محل البلاغ، بالإضافة إلى عدم ذكره لنوع الحريق حتى يتم تحديد السيارات اللازمة للبلاغ وعما إذا كان الحريق ضخما أم محدودا، فضلا عن الأزمة المرورية التى تواجه رجال الإطفاء أثناء الانتقال إلى مكان الحريق، وكذلك البلاغات الكاذبة والمعاكسات التى تعمل على إشغال الخطوط الهاتفية أمام مقدمى البلاغات وتجهد رجال الحماية المدنية، الذين ينتقلون إلى مكان البلاغ ويكتشفون عدم صحته. وأضاف أن رجال الحماية المدنية يواجهون أيضا صعوبات أخرى أثناء تأدية عملهم؛ حيث بمجرد تلقيهم للبلاغ وانتقالهم الفورى إليه يجدون أهالى المنطقة محتشدين أمام الحريق لمحاولة إخماد النيران، وهو شعور جيد ولكنهم عمليا يتسببون فى تعطيل رجال الحماية المدنية عن عملهم، مطالبا المواطنين بإفساح المجال لرجل الإطفاء للعمل ومساعدته فى أداء واجبه عندما يطلب منهم ذلك؛ فضلا عن قيام العديد من المسئولين بالمصانع بإهمال وسائل الحماية من الحرائق؛ حيث يتم إغلاق ممرات الهروب فى حالة الطوارئ بالبضائع، وعدم متابعة أجراس الإنذار التى غالبا ما تكون معطلة، وكذلك عدم الاهتمام بصيانة حنفيات الحريق التى غالبا ما تكون فارغة، مطالبا إياهم بضرورة الالتزام بتعليمات الحماية المدنية والمحافظة على معدات الحريق الموجودة بالمصانع. وحول أخطر البلاغات التى تعامل معها رجال الحماية المدنية مؤخرا، قال اللواء عبدالعزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية: إن حريق محكمة باب الخلق، والنادى العام لضباط الشرطة بالجزيرة، واتحاد كرة القدم، ومصنع الكرتون بأكتوبر، وعقار الإسكندرية المنهار الذى راح ضحيته العشرات، وحادث قطار البدرشين كانوا من أخطر البلاغات التى تعامل معها رجال الحماية المدنية مؤخرا؛ وذلك نظرا لأن حريق نادى الشرطة واتحاد الكرة كان ضمن مظاهرات حاشدة بمنطقة الحريق أعاقت رجال الإطفاء من الوصول إلى مكان الحريق لفترة طويلة، وهو ما ساهم فى امتداد النيران. وأضاف أن حريق محكمة باب الخلق تمثلت خطورته فى مادة "البلاك" الكيماوية التى يتم وضعها للعزل فى الأسقف؛ حيث ساعدت تلك المادة على اشتعال النيران لفترة طويلة، وكلما كان رجال الإطفاء يسيطرون على النيران كانت تتجدد مرة أخرى بسبب تلك المادة الكيماوية، مشيرا إلى أن الحريق بدأ فى خمسة مكاتب إدارية فقط، وتم الدفع ب12 سيارة إطفاء و3 سلالم هيدروليكية كبيرة وسلم متوسط من الحماية المدنية بالقاهرة، و3 سيارات إضافية من الحماية المدنية بالجيزة للمساعدة، إلا أن النيران امتدت إلى بقية المكاتب الموجودة بالطابق الثالث، نظرا لامتلاء سطح المحكمة بكمية كبيرة من الأخشاب التى تساعد على اشتعال النيران، وكذلك احتواء المكاتب على كمية كبيرة من الأوراق. وفيما يتعلق بطبيعة عمل إدارة الحماية المدنية والبلاغات المختصة بها، قال اللواء توفيق: إن الإدارة العامة للحماية المدنية مختصة بالتعامل مع بلاغات الحرائق، وانهيار العقارات، والكشف عن المفرقعات والتعامل معها؛ حيث إن الإدارة تمتلك أحدث الأجهزة والمعدات على مستوى العالم فى الكشف عن المفرقعات مثل أجهزة أشعة إكس والإنسان الآلى للتعامل مع بلاغات المفرقعات، بالإضافة إلى تأمين المباريات والاحتفالات العامة والمعارض الكبيرة، بالإضافة إلى المرور على المحاجر، وشركات البترول للكشف عن قانونية حيازتهم للمفرقعات. وأضاف: إن الإدارة تضم أيضا قسم الإنقاذ النهرى وتعمل على تأمين البواخر السياحية من الأقصر إلى أسوان والعكس والتعامل مع بلاغات الغرق، وقسم المنشآت السياحية التى تمنح تراخيص العائمات السياحية للتأكد من اشتراطات الحماية المدنية، وقسم الأمن الصناعى المسئول عن إصدار التراخيص للمصانع والمنشآت ومتابعتهم ومدى التزامهم بتوفير اشتراطات الحماية المدنية، بالإضافة إلى معهد تدريب يعمل على تنظيم دورات تدريبية للضباط والأفراد والمدنيين والعاملين فى المصانع والشركات والمنشآت فى كافة المجالات على كيفية التعامل مع الحرائق ومواجهة الكوارث. وأكد اللواء توفيق أن الإدارة العامة للحماية المدنية تتعاون مع العديد من الجهات خلال تأدية عملها، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا كاملا مع رجال القوات المسلحة البواسل فى بلاغات الحرائق الضخمة وانهيار العقارات، بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية لتوفير النشرة الجوية بصفة يومية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية، وكذلك التعاون مع وزارة السياحة فى مجال تأمين المنشآت السياحية. وحول أوجه التطوير التى ستقوم بها الإدارة العامة للحماية المدنية خلال الفترة المقبلة، أكد اللواء عبدالعزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أنه سيتم تطوير الاتصالات مع المنظمة العالمية للحماية المدنية ودول البحر المتوسط لتزويد الضباط بالفرق التدريبية التى تكسبهم العديد من المهارات والخبرات فى مجال الحماية المدنية، بالإضافة إلى التطوير المستمر فى المعدات والأجهزة المستخدمة لتواكب التطورات فى مجال الحماية المدنية على مستوى العالم.