فجّرت هجمة الفضائيات على برتوكول «درية» شجوناً كثيرة.. فكيف يتصرف المشير مع رجال أعمال يظنون أنهم أصحاب الفضل عليه؟.. كيف يتصرف مع فضائيات تحاول هدم تليفزيون الدولة، لتتحكم فى كل الملفات الوطنية؟.. كيف يكون رد فعل المشير، عندما يطلب خفض الأسعار، فيكتشف أن تكلفة الإعلانات حوالى 50% من سعر المنتج، وأنها تذهب مباشرة إلى شركات احتكار الإعلانات؟! كنت أود، فى الحقيقة، أن أوجه رسالتى إلى رئيس الوزراء.. كنت أريد أن أقول له: لا تخضع للابتزاز.. لا تلتفت إلى الصوت العالى.. لا تنزعج من ادعاءات المساس بالأمن القومى.. كنت أريد أن أشد على يديه.. ثم فكرت أن تكون الرسالة للمشير شخصياً.. يا سيادة المشير، اقتراب البعض منك هيأ له أن يبيع، ويشترى فينا.. صور البعض معك جواز سفر لفساد جديد، ينبغى الالتفات إليه من الآن! هل يعلم بعض صغار الإعلاميين ضرورات الأمن القومى، أكثر من وزيرة الإعلام نفسها؟.. هل يعلمون حدود الأمن القومى أكثر من رئيس الوزراء والأجهزة السيادية؟.. هل تنازل هؤلاء عن بعض المكتسبات لدعم خارطة الطريق؟.. هل كان يجرؤ أحدهم على ذلك، أيام صفوت الشريف؟.. لماذا يتكلم هؤلاء باسم الأمن القومى؟.. ولماذا يصمت الأمن القومى؟.. لماذا تُرتكب الجرائم باسم الأمن القومى؟! الحكاية فيها إنّ.. المسألة من أولها لآخرها كعكة الإعلانات، كما قال الدكتور حسن عماد، عميد كلية الإعلام.. الحكاية هى إسقاط الإعلام الرسمى.. ساعتها تبيع المافيا، وتشترى فى مصر.. ساعتها تتحكم فى الرسالة الإعلامية.. تهدد رئيس الوزراء، وترهب وزيرة الإعلام اليوم، وأى وزير آخر مستقبلاً.. تخيلوا من يقول للوزيرة: تذكرى أنك قاعدة على الكرسى بالمخالفة للدستور؟.. وكنت ساكت ليه؟! إحساسى أن معركة الرئيس القادم ستكون مع الفضائيات.. سواء من حيث ما تقدمه من محتوى، أو من حيث ترويج شائعات، تسمى دلعاً بالانفرادات.. أتصور أنه لابد من تفكيك هذا الاحتكار.. قد يقوم بهذه المهمة المجلس الوطنى للإعلام، أو أى جهة سيادية أخرى.. أو حتى عن طريق تحريك دعاوى، ضد هذه الفضائيات.. بكرة تقولوا.. المطلوب من الآن ميثاق شرف يحدد الضوابط، وإلا فالكارثة! لا أحب أن أكشف عن اتصالات تلقيتها، فلم أستأذن أصحابها.. هناك من يقول «ينصر دينك وضميرك وقلمك».. هناك من يحذر من تحالف المصالح.. هناك من يتحسر.. ليست مافيا واحدة.. عندنا مافيا الأراضى.. عندنا مافيا الجامعات الخاصة.. أيضاً المدارس والمعاهد الخاصة.. مافيا السلع والحديد والأسمنت.. حتى مافيا أراضى المقابر!.. فماذا يفعل الرئيس القادم فى وطن وقع فى يد المافيا، للأسف؟! سيادة المشير، كمّل جميلك.. كما حاربت الإرهاب، عليك أن تعلن الحرب على المافيا.. لا أخص مافيا الفضائيات وحدها، ولا أخص شركات احتكار الإعلانات.. أتحدث عن كل من يسرق اللقمة من الغلابة.. ألست تتحدث عن مشروع للفقراء؟.. ألست تتحدث عن أمن مصر القومى؟.. من هنا ينبغى أن تبدأ(!).