لا أستطيع أن أصدق.. كيف سقطت وزيرة الإعلام فى بئر الخيانة؟.. كيف تعقد اتفاقاً يضر بالأمن القومى للبلاد؟.. كيف تبيع تراث التليفزيون الذى صنعه الأجداد؟.. أين الأجهزة السيادية؟.. أين رئيس الوزراء النائم فى العسل؟.. كيف توقّع هذه الصفقة المريبة؟.. هذه الأسئلة وغيرها كانت ضمن السهام التى وجهها الإعلاميون فى الفضائيات ضد وزيرة الإعلام.. وصل الأمر حد اتهامها بالخيانة العظمى! فجأة تركت كل برامج «التوك شو» الانتخابات الرئاسية.. لا تقل لى «السيسى» ولا «صباحى».. إنها الحرب يا قوم.. كيف تجرؤ الدكتورة درية على كسر احتكار المافيا؟.. كيف تسعى لإنقاذ التليفزيون الرسمى؟.. كيف تحاول عقد اتفاق من خلف ظهورهم مع الغريم الأول للمافيا؟.. هل يعقل؟.. أى جنون؟.. أى منطق؟.. كيف تفعل وهى وزيرة بالمخالفة للدستور؟.. مين يعادينا هاها؟.. لابد من إقالتها فوراً! تخيلوا كيف أصبح الأمن القومى على حافة الخطر؟.. تخيلوا كيف تعمل «درية» ضد مصر؟.. بأى حق تعطى بيير شويرى حق الدخول مع تليفزيون مصر فى اتفاق؟.. كيف تعقد اتفاقها مع قناة سعودية «معادية»، وتقف بجوار محمد عبدالمتعال؟.. هل أصيبت بالجنون والخرف؟.. هل تريد أن تسلم تراث مصر لحوت لبنانى؟.. لماذا لم تعقد اتفاقها مع فضائية خاصة مثلاً؟.. أى شبهة خلف الصفقة المريبة؟! لو أنك نظرت إلى الثائرين سترى أنهم لم يتجاوزوا ثلاث فضائيات.. هذه الفضائيات الثلاث نفذت احتكاراً للإعلانات فى مصر.. كان التليفزيون الرسمى يئن.. يشحت ملاليم للوفاء ببعض متطلبات التطوير.. كنت شاهداً على الأزمة منذ شهور.. تحديداً فى برنامج صباح الخير يا مصر.. صارحونى بالكارثة عندما انتقدت بعض الأداء.. كان المخطط إغلاق تليفزيون الدولة ليخلو لهم وجه الرئيس القادم تماماً! تابعت الاحتجاج الإعلامى للزملاء.. خيرى رمضان طلب رئيس الوزراء شخصياً فى غينيا.. اشتكى له وزيرة الإعلام.. اتهم الوزيرة بأنها وقعت صفقة مشبوهة.. قال «محلب» إنه لا يعلم وسيبحث الأمر.. عادل حمودة قال إنه يمس الأمن القومى.. خالد صلاح قال: صفقة مريبة لكنه لم يبلغ النائب العام، لا هو، ولا علاء الكحكى، ولا محمد الأمين، ولا غيرهم.. لميس الحديدى تساءلت: إعلامى أم إعلانى؟! كل هؤلاء يعرفون أن وزيرة الإعلام لا يمكن أن تكون قد وقعت الاتفاق وهى شاربة «حاجة صفرا».. لا يمكن أيضاً أن تكون فعلت ما فعلت بعيداً عن خبراء وقانونيين.. فقط لم تكن تحسب حساباً للحرب من جانب مافيا الاحتكار الإعلانى.. تخيلوا أنها تواجه اتهامات بالخيانة والمساس بالأمن القومى؟.. «لميس» وحدها من تفهمت الأمر.. لا أدرى لماذا تركت الحكومة وزيرتها لمن يشرب من دمها؟! هل يصدق هؤلاء أنفسهم حين يتهمون الوزيرة بالخيانة العظمى؟.. هل يصدق خالد صلاح أن ما فعلته الوزيرة خطيئة؟.. هل المصلحة العامة هى التى حرّكت هؤلاء أم تورتة الإعلانات؟.. هل نطمئن إلى إعلام من هذا النوع، يقلب الأشياء، ويجعل الإنجاز خيانة عظمى؟.. هىّ دى مصر، يا دكتورة درية!