الحكاية لا كاميليا ولا عبير.. الحكاية أن القوالب نامت.. والحكاية أن الدولة سالت.. أصبح الأمن مصيبتين، إذا كان رئيس الوزراء قد قال إن الوضع الاقتصادى مصيبة.. فالوضع الأمنى أصبح فى الحضيض.. وبالتالى كان من المهم أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً.. بل يظل فى حالة انعقاد مستمر.. فالأمر أكبر من وزارة الداخلية الآن.. وإن كنت أنتظر هذه الدعوة من المجلس العسكرى! حسناً فعل الدكتور شرف، حين قرر تأجيل زيارته لمملكة البحرين.. وحسناً فعل حين دعا مجلس الوزراء للانعقاد.. لأن المسألة لم تعد تحتمل.. الأحسن منه أن تصدر قرارات مهمة، تضع الأمور فى نصابها الصحيح.. وتعيد للدولة هيبتها.. ولا نتذرع دائماً بالقلة المندسة، ولا الأيدى السوداء، التى أشار إليها هذه المرة أسقف عام الجيزة.. نريد قرارات حازمة.. ونريد دولة أمن وأمان! فالاشتباكات التى وقعت بجوار كنيسة مارمينا، ينبغى ألا تمر.. لأنها حولت مصر إلى ساحة حرب من ناحية، وأهانت الثورة المصرية من ناحية أخرى.. والمصريون لا يقبلون أن تتحول ثورتهم البيضاء إلى كابوس.. يهدد المساجد مرة.. ويهدد الكنائس مرة أخرى.. فما معنى أن يتحرك الشعب بناء على شائعة؟.. وما معنى أن يتحرك المواطنون وتتفرج الدولة.. أو تقف فى المنتصف؟! كيف نتحدث عن مخططات لضرب الوحدة الوطنية ولا نتحرك كى نجهض هذه المخططات؟.. ولماذا نسمح بها فى حياتنا؟.. ولماذا لا نقدم المتورطين فى هذه المخططات للعدالة؟.. وهو الأهم بالطبع.. نريد أن نفهم كيف تشتعل النار فجأة ثم تخبو، دون أن نبحث الأسباب والمسببات؟.. لماذا أصبحنا قابلين للاشتعال بسبب شائعة.. دون أن نتثبت منها قبل أن نحرق الوطن؟! لا نقلل من قيمة اجتماع مجلس الوزراء.. ولكن تمنيت لو أن المجلس العسكرى هو الذى تحرك.. وأنا أدعو المجلس العسكرى ووزارة الداخلية، للتنسيق من أجل الحفاظ على أمن مصر.. هكذا أرى وهكذا أتمنى.. وأضم صوتى إلى صوت أسقف عام الجيزة، فى دعوته بألا يتركوا أى شخص يريد العبث بأمن مصر، فهى كارثة تضر جميع من فى السفينة.. مسلمين ومسيحيين! لا ينبغى أن تجرفنا الشائعات.. ولا ينبغى أن نترك جماعة من الغوغاء تحكمنا.. من قال إن هناك فتاة أسلمت وإنها داخل الكنيسة؟.. ما يدريكم؟.. ومن قال إن عبير ليست مثل كاميليا؟.. فلا كاميليا أسلمت ولا عبير أسلمت.. وقد شاهدتم كاميليا على فضائية الحياة التبشيرية حين قالت إنها لم تسلم، وإنها ستموت مسيحية.. فكيف يتصرف السلفيون الذين حاصروا الكاتدرائية؟! كفاية بقى.. فلا الأخت كاميليا سوف تزيد المسلمين، ولا الأخت عبير سوف ترفع رصيدنا.. ولا هذه ولا تلك سوف تنقصان المسيحيين.. ارحمونا قبل أن تخربوا مصر، وقبل أن تحرقوها.. فقد ظهرت «كاميليا» وقالت ما عندها.. دون ضغوط وربما حتى دون إحساس بالمسؤولية.. لكنها قطعت الشك باليقين.. فهل تخرس الألسنة؟.. وهل ينصرف كل إلى عمله لتقوم الدولة بعملها؟! ما حدث فى جمهورية إمبابة جريمة كبرى.. والسكوت عنه جريمة أكبر.. وحين تسيل الدولة بهذا الشكل فإنها تبعث على الخوف والقلق.. وساعتها قد «تتبخر» الدولة من بين أيدينا.. فلا ينفع مجلس الوزراء ولا المجلس العسكرى.. تحركوا بسرعة الآن، يعنى أمس.. الشعب يريد دولة قوية، لا دولة كاميليا!!