ولد يوحنا بولس الثانى بابا الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) وكان ترتيبه بين البابوات الذين تعاقبوا على الفاتيكان هو ال(264) في الثامن عشر من مايو 1920 في فادوفيس ببولندا، وشغل هذا الموقع بين عامى 1978 و2005، وكان يلقب ب«بابا السلام»، أما اسمه الأصلى فهو كارول جوزيف فويتيالا. كان يوحنا أو «كارول» هو الابن الثاني لعسكرى سابق، وقد توفي كل أفراد عائلته وهو صغير السن، وقد التحق في 1938 بجامعة «كراكاو»، كما التحق بمدرسة لتعليم الدراما المسرحية، لكن احتلال ألمانيا لبولندا في الحرب العالمية الثانية أجبره على قطع دراسته التى أكملها بعد انتهاء الحرب، وقد سمى كاهنًا في 1946، ونال الدكتوراه في علم اللاهوت عام 1948، وأتبعها في 1955 بالحصول على لقب بروفيسور. عيّن في 1958 كمطران (أسقف) لكنيسة كاراكاو، وفي 1964 صار رئيس أساقفة لكنيسة كاراكاو، وأخيرًا كاردينالًا عام 1967 من قبل بابا الفاتيكان بيوس الثانى عشر، إلى أن انتخب في 16/10/1978 كأول بابا غير إيطالى منذ 1522 للفاتيكان، واتخذ اسم يوحنا بولس الثانى تكريمًا للبابا السابق يوحنا بولس الأول، الذى شغل البابوية لمدة شهر. قام يوحنا بأول زيارة خارجية في بداية العام التالى لدول في أمريكا الوسطى، كما قام خلال سنواته ال26 في البابوية إلى القيام ب104 زيارات لمائة وتسع وعشرين دولة، حتى عرف ب«البابا الرحّال»، وكان من بين هذه الزيارات زياراته التاريخية لبلده بولندا، التى كانت تحت الحكم الشيوعى آنذاك، مما أجج مشاعر البولنديين وكانت أحد أسباب تحول النظام السياسى هناك في آخر الثمانينيات. وكان يوحنا أيضًا أول بابا منذ 450 عامًا يقوم بزيارة بريطانيا الانجليكانية، لتحسين علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع الإنجليكان، وكان في 1983 أول بابا يدخل كنيسة بروتستانتية، وفي 1986 كان أول بابا يزور معبدًا يهوديًا، كما زار في 1999 رومانيا ذات الأغلبية الأرثوذكسية، وقام بأول زيارة من نوعها لبابا بزيارة مسجد وبتقبيل القرآن، عند زيارته للمسجد الأموى في سوريا في 2001, تعرض يوحنا لمحاولة اغتيال في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في 13 مايو 1981، لكنه نجا وقام بزيارة الجانى في العام التالى في سجنه وعفا عنه، وفي عهده أعاد الفاتيكان علاقاته الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة في 1984 بعد قطيعة دامت 117 عامًا، وأنشأ في 1983 علاقات لأول مرة مع إسرائيل، على إثر بدء عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي السنوات الأخيرة من حياته، عانى مرض الشلل الرعاش، إلى أن توفي «زي النهاردة» في الثانى من أبريل 2005 عن عمر يناهز 84 عامًا.