ما اسهل ان تقرأ كلمات ووصايا السيد المسيح عن المحبة والتسامح وما اندر ان تجد انساناً يطبق هذه الكلمات والوصايا في حياته ويجعل منها حقائق لحمية معاشة لامجرد كلمات براقة ونصائح ذهبية تمتلئ بها افواه الواعظ والخطباء وتذهب سدي بلا مردود الا تمتمة الشفايف المعجبة لقد استطاع البابا يوحنا بولس الثاني ان يكون واحدا من هولاء القلة القليلة الذين ارتدوا كلمات المسيح كاثواب لارواحهم ونقشوها في خلايا اجسادهم فاصبحوا رسلا للسلام والمحبة والخير والحق ولد كارول جوزيف فويتيالا ( الاسم الاصلي للبابا يوحنا ) في بلدة فادوفيس البعيدة 50 كم من مدينة كراكوف البولندية عام 1920 كان الابن الثاني لعسكري سابق.. التحق عام 1938 بجامعة كراكاو انتظم ايضا في مدرسة لتعليم الدراما المسرحية.ولكن احتلال ألمانيا لبولندا ابان الحرب العالمية الثانية أجبره علي قطع دراسته، التي أكملها بعد انتهاء الحرب.ثم سيم كاهناً في عام 1946. ونال الدكتوراه في علم اللاهوت 1948 وأتبعها في عام 1955 بالحصول علي لقب بروفسور.ثم عين عام 1958 كمطران (أسقف) كنيسة كاراكاو وعام 1964 كرئيس أساقفة كنيسة كاراكاو وأخيراً كاردينال عام 1967 من قبل بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر. وقد انتخب الكاردينال كارول فويتيالا في 16 أكتوبر 1978 ليصبح أول بابا غير إيطالي منذ عام 1522م، اتخذ اسم يوحنا بولس الثاني تكريماً لبابا السابق يوحنا بولس الأول، الذي جلس علي كرسي الفاتيكان مدة قصيرة لا تتجاوز الشهروقد اعطي لكرسي الفاتيكان تميزا واختلافاً نتج من تميزه الشخصي واخلاقه الفريدة فقد كسب قلوب الكثير من الشعوب المسيحية وغير المسيحية وكذلك رؤساء الدول لانه تعامل مع الجميع بوداعة فائقة وقدعرف عنه كونه البابا الرحال فعلي مدار 26 عاما هي سنوات باباويته قام ب 104 رحلات زار فيها 129 دولة ومن اهم الزيارات التي قام بها زياراته التاريخية الي بلده بولندا، التي كانت تحت الحكم الشيوعي آنذاك،وقد أججت هذه الزيارة مشاعر البولنديين وكانت أحد أسباب تحول النظام السياسي هناك في آخر الثمانينات.حيث لعب البابا يوحنا دورا كبيرا في سقوط الشيوعية في دول شرق اوروبا كذلك. تحسين العلاقات كان أول بابا منذ 450 عاماً يقوم بزيارة بريطانيا الانجليكانية، محاولاً تحسين علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع الأنجليكان، ودخل عام 1983 كأول بابا علي الإطلاق كنيسة بروتستانتية وعام 1986 قام بزيارة معبد يهودي. كذلك زار عام 1999 رومانيا ذات الأغلبية الأرثوذكسية. وأيضًا قام البابا يوحنا بولس الثاني بأول زيارة من نوعها لبابا بزيارة مسجد وقام بتقبيل القرآن، تم ذلك عند زيارته لسوريا عام 2001 ودخوله الجامع الأموي في دمشق، حيث يوجد قبر يوحنا المعمدان.وكان اول بابا بالكنيسة الكاثوليكية يزور مصر في فبراير عام 2000 ومن اشهر كلماته التي قالها اثناء هذه الزيارة ( تحياتي وصلاتي التي اقدمها لمصر وشعبها فليبارك الله العظيم ارضكم وليسود السلام والرخاء عليها )ومن اكثر المواقف التي ظهر فيها تسامحه الشخصي وتطبيقه لوصايا المسيح عندما قام بزيارة التركي علي اقجا في سجنه واعلن عفوه عنه وهو الشخص الذي حاول اغتياله في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان في مايو 1981. وفي اطار سياسة التسامح هذه حاول الفاتيكان في عهده كسر جمود الحرب الباردة ومد جسور الثقة إلي الدول الشيوعية. وأعاد الفاتيكانً علاقاته الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة عام 1984 بعد قطيعة 117 عاماً وأنشأ عام 1983 علاقات لأول مرة مع إسرائيل، علي اثر بدء عملية السلام في الشرق الأوسط. اعتذار وقد اعتذر البابا عام 1997 لليهود في جميع أنحاء العالم عن المعاملة القاسية التي عوملوا بها في القرون الوسطي، وكذلك للمحرقة التي أصابتهم علي يد النازيين بقيادة هتلر بين عامي 1933 - 1939. عاني البابا بولس الثاني، وبخاصة في السنوات الأخيرة من حياته، من مرض الشلل الرعاشي (باركنسون)، أحد أسبابه كانت محاولة اغتياله عام 1981. عدم تمكنه من القيام بالقداس الخاص بعيد القيامة في 24 /مارس 2005 كان إشارة واضحة علي قسوة مرضه وقد رحل عن عالمنا في إبريل عام 2005 عن عمر يناهز ال 84 عامًا. أعلنه البابا بينديكتس السادس عشر في 20ديسمبر 2009 مكرما في الكنيسة الكاثوليكية وهي المرحلة الأولي من مراحل إعلان القداسة.ثم اعلان مطوبا ويشهد هذا العام اعلانه قديسا حسب نظام الكنيسة الكاثوليكية وقد اصدر الاسقف سلافو مير اودرالمسئول بالفاتيكان مؤخرا كتابا عنه بعنوان لماذا قديس كشف فيه ان البابا يوحنا بولس كان يجلد نفسه بانتظام ليعيش ويحاكي معاناة السيد المسيح.