ولد محمد عثمان وردي، المطرب والموسيقار السوداني المعروف، في قرية صواردة في 19 يوليو 1932 بشمال السودان، ونشأ يتيما وتربى في كنف عمه، وتلقى تعليمه الأولي في عبري ورحل لمدينة شندي في أواسط السودان لإكمال تعليمه بالمرحلة الوسطى في وادي حلفا، ثم التحق بمعهد التربية، تأهيل المعلمين، بشندي، حيث تخرج معلما. عمل مدرسا بالمدارس الوسطى ثم الثانوية العليا في حلفا وشندي وعطبرة والخرطوم وكانت مدرسة الديوم الشرقيةبالخرطوم آخر مدرسة عمل فيها حيث قدم استقالته في 1959، وفي 1953 زار العاصمة «الخرطوم»، لأول مرة ممثلا لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمى عقد آنذاك، ثم انتقل للعمل بالخرطوم بعد ذلك، وبدأ ممارسة الفن كهاو حتى 1957 عندما تم اختارته الإذاعة السودانية، بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في للإذاعة. وفي عامه الأول في الإذاعة سجل 17 أغنية مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت لإصدار قرارا بضم وردي لمطربي الفئة الأولي كمغن محترف بعد أن كان من مطربي الفئة الرابعة، وتميز وردي بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور، كما عرف عنه أداء الاغاني باللغتين النوبية والعربية، كما عرف بتنوع أغانيه بين الرومانسية والنوبية والوطنية. وفي 1989خرج من السودان بعد انقلاب الإنقاذ العسكري ليعود بعد 13 عاما قضاها في المنفى الاختياري، وقد حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم في 2005 تقديرا لمسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، ونحو 300 أغنية، إلى أن توفي «زي النهارده» في 18 فبراير 2012.