فقد السودان يوم الأحد (19 فبراير) واحدا من أكبر أعلام الموسيقى والغناء في أفريقيا هو الفنان والناشط السياسي محمد وردي الذي توفي عن 80 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وكان وردي قد نقل على عجل إلى المستشفى قبل بضعة أيام بعد تفاقم مشاكل الكلى التي كان يعاني منها وسبق أن عولج منها في مصر والولايات المتحدة. وشارك مئات السودانيين في تشييع جثمان وردي إلى المثوى الأخير في الخرطوم تقدمهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقالت مشيعة تدعى ندى عثمان بعد أن ووري الجثمان الثرى "وردي ثائر. إحنا (نحن) عرفنا تاريخنا ونضالنا لأننا تربينا.. نضال بلادنا عرفناه عبر أغانيه. يتخيل لنا أنه النيل وقف يعني.. النيل وقف. نخلة شامخة من نخلات السودان ماتت." ولد وردي عام 1932 بجزيرة صواردة في وادي حلفا بشمال السودان وبدأ الغناء في الخامسة من عمره. وأجازته الإذاعة السودانية مطربا عام 1959 وتمكن خلال العام الأول من عمله في الإذاعة من تسجيل 16 أغنية. وكان وردى أول من أدخل الألحان النوبية في الأغنيات السودانية وكان يغني بالنوبية والعربية. وقضى وردي 18 شهرا في السجن في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري في السبعينات بعد أن ساند انقلابا شيوعيا استمر ثلاثة أيام. وفى عام 1989 غادر وردي السودان بعد الانقلاب العسكري الذي قاده البشير ولم يعد إلا بعد 13 عاما قضاها في الخارج. وقال الملحن السوداني أسامة بابكر بعد الجنازة إن وردي كان يحرص على تشجيع الجيل الجديد من الفنانين. وأضاف "تعلمنا منه الكثير.. تعلمنا منه الكثير. تعلمنا منه ما يعرف بالسولو.. هذا كان أول ما تعلمناه من الأستاذ الموسيقار محمد عثمان وردي. هذا الرجل نفتقده فقد جلل." وكان وردي يشتهر بأغنياته العاطفية الرقيقة وأناشيده الوطنية الحماسية. وكان الفنان الراحل من أكبر المساندين لاتفاق السلام الذي أنهى الحرب بين شمال السودان وجنوبه عام 2005. ورغم انفصال جنوب السودان عن الشمال ليصبح دولة مستقلة قال وردي إنه يأمل أن تعود الدولتان بلدا واحدا ذات يوم في المستقبل.