كان عمر جمال عبدالناصر، 34 عاما، حين قاد ثورة 23 يوليو 1952، وحين رفع أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة شعار: «يا شباب 35 كونوا كشباب ثورة 19» شارك الفتى جمال عبدالناصر فى المظاهرات المطالبة بجلاء الاحتلال وعودة الدستور، وحمله رفاقه جريحا لمقر جريدة الجهاد لصاحبها توفيق دياب، وكان عمره آنذاك 17 عاما، وكان اسمه بين أسماء الشهداء والجرحى فى الجهاد فى اليوم التالى، وحكم ناصر مصر طيلة 18 عاما، وتوفى وله من العمر 52 عاما. فهو مولود فى مثل هذا اليوم الخامس عشر من يناير 1918 فى 18 شارع قنوات فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، تنقل عبدالناصر فى تعليمه الابتدائى بين مدارس الإسكندريةوالقاهرة ثم التحق بمدرسة حلوان الثانوية ثم رأس التين الثانوية بالإسكندرية، ثم النهضة بحى الظاهر، وحين أتم تعليمه الثانوى قرر الالتحاق بالكلية الحربية ورسب فى كشف الهيئة فالتحق بحقوق القاهرة ستة أشهر، وفى 1936 اتجهت النية إلى زيادة ضباط الجيش فتقدم إلى الكلية الحربية وقبل وتخرج فى يوليو 1938، والتحق بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد، وفى 1939 خدم فى الخرطوم وجبل الأولياء، وبدأ يدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا يرون ضرورة تطهير الجيش من الداخل أولا لإحداث تغيير شامل، شارك ناصر فى حرب فلسطين وجرح فيها وحوصر فى الفالوجا وبعدها تأكد أن المعركة الحقيقية فى مصر، وبدأ نشاط الضباط الأحرار إلى أن وقع حريق القاهرة فى 26 يناير 1952، كما حدثت مواجهة واضحة بين الضباط الأحرار والملك فاروق فى انتخابات نادى ضباط الجيش، حيث نجح محمد نجيب مرشح الأحرار فيما خسر حسين سرى عامر مرشح الملك، وألغيت الانتخابات، وقرر عبدالناصر تقديم موعد الثورة إلى ليلة 23 يوليو 1952، وكللت بالنجاح. لقد كان عبدالناصر رمزا للتحرر الوطنى فى دول العالم الثالث وملهما وداعما لأكثر من ثورة عربية، وفى أعقاب أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية جرت مباحثات وساطة فى قمة القاهرة فى 26 إلى 28 سبتمبر 1970، وعند عودة عبدالناصر من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت داهمته نوبة قلبية إلى أن أعلن عن وفاته فى 28 سبتمبر 1970.
