مر على رحيل عبدالناصر أربعون عاماً، وعلى رحيل السادات تسعة وعشرون عاماً وكلاهما أفنى حياته من أجل مصر والعالم العربى، ولا ينكر وطنيتهما وتاريخهما إلا جاحد، ورغم أننا قرأنا منذ سنوات عن أن هناك قراراً بتحويل منزل عبدالناصر فى منشية البكرى إلى متحف يحوى متعلقاته، فإننا لم نر شيئاً قد تم على أرض الواقع!! أليس من العيب أن يقوم أفراد بإقامة متحف لكليهما كما حدث فى القرية الفرعونية، وفى ميت أبوالكوم، ولا تقوم الدولة بهذا العمل؟ ماذا لو أمر السيد الرئيس بأن يكون لكل منهما متحف فى خلال ستة شهور مثلاً.. فماذا سوف نرى؟ أعتقد ولعلكم مثلى سترون أن المسؤولين سيأمرون بتدبير الاعتمادات فوراً، والبدء فى التنفيذ وسيبدأ العمل على قدم وساق وسينتهى قبل موعده كما نرى فى باقى المشروعات التى يطلب السيد الرئيس أن ينتهى العمل بها قبل الموعد المفترض!! فلماذا ينتظر السادة المسؤولون كالعادة هذه التوجيهات الفوقية؟ وهل السيد الرئيس عنده من الوقت ليلفت نظر هذا وذاك؟ ولماذا لا يتحركون؟ هل هذه السنوات لا تكفى وهل هذان الزعيمان اللذان قدما لمصر الكثير لا يستحقان منا أن ننتهى من هذا العمل فى أقرب وقت، ليعرف الشباب الذين لم يعاصروا فترة حكمهما شيئاً عن تاريخهما ونضالهما الذى عاصرناه وعشناه فى شبابنا، وها هى ذكرى ميلاد عبدالناصر الزعيم الخالد تجىء، فهل نقرأ أو نسمع وعدا بالانتهاء من هذا المتحف؟! فمن فات قديمه تاه، فلدينا المكان والإمكانيات ولا يصح أن تمر كل هذه السنين ولا ينتهى هذا العمل الذى هو فرض واجب اليوم قبل الغد؟