قرأت هذا العنوان أثناء مروري الشبه يومي علي مواقع النت المختلفة وهو يتكلم عن الزواج التقليدي والزواج الذي كانت بدايته عاطفة وحب ورغم أعتراضي وعدم أقتناعي بهذا العنوان إلا أنه وإلي حد بعيد يتضمن بعضاً من الصواب فالزواج التقليدي في حد ذاته عبارة عن مجموعة أفكار محددة يحددها المقبل علي الزواج فمثلاً يحدد المقبل علي الزواج أن تكون عروس المستقبل رفيعة ومحجبة ومدرسة بتدي دروس خصوصية أو مثلاً تكون حلوة وعندها صيدلية وهكذا إذن الأمر لا يتدخل فيه القلب نهائياً ربما تتحول هذه الأفكار بالعشرة والإقتناع بالشخصية إلي حب وعشق ولكن البداية كانت مجموعة أفكار ليس أكثر أما زواج القلب ولأن الحب يأتي بدون إستئذان ولكن يأتي فجأة وفي بداية عنفوانه وقوته يلغي العقل تماماً ويصبح القلب هو المتحكم والأمر الناهي ولكن عندما يبدأ الأمر يتحول إلي زواج هنا يجب أن يتدخل العقل وبقوة في أشياء كثيرة وهي أشياء لا تقل أهمية عن الحب بأي حال من الأحوال حيث يجب أن نسأل أنفسنا مجموعة من الأسئلة الهامة هل نحن مستعدون لتحمل مسؤلية الزواج هل نحن مهيئون لتقبل مميزات وعيوب الطرف الآخر هل السبب من التفكير في الزواج هي مجرد الزواج فقط هل السبب هو سبب جنسي بحت لتفريغ الكبت الجسدي هل نحن مستعدون مادياً للإنفاق علي تكاليف الزواج والأنفاق علي بيت الزوجية هل نحن مستعدون لأستقبال أطفال وتحمل مسؤلية التربية الصحيحة أسئلة هامة وأجابتها أهم أذن الحب وحده وأن كان يجعلنا نغفر ونعفو ونسامح إلا أنه وحده لا يكفي لتكوين أسرة سعيدة إذن فالعقل يلعب دوراً هاماً في إستمرار الحياة الزوجية سواء كان الزواج تقليدي أو زواج بحب وعشق بشرط إلا يلغي العقل القلب نهائياً ولقد شاهدت زيجات كثيرة تمت عن طريق الأهل أو الأصحاب وكتب لها النجاح والأستقرار وأنا من وجهة نظري المتواضعة أن شرط أستمرار العلاقة الزوجية بين الطرفين وكما ذكرت من قبل في بوستات عن العشق والهوي والأحساس أن الصدق والصراحة والمصارحة والأحساس بالطرف الآخر هي بداية الزواج الصحيح الناجح لذلك فأعتقد أن طول فترة الخطبة هي وسيلة لبداية الزواج السليم بشرط أن يكون هناك حوار ودراسة لتصرفات كل طرف لا أقصد أن يضع كل طرف الطرف الاخر تحت الاختبار ولكن أعني أن المواقف والمناقشات يستبين منها طريقة تفكير كل طرف بل أكاد أجزم أن رأي شخص في أغنية أو فيلم أو خبر في جريدة نستطيع أن نتبين منها طريقة تفكيره ومبادئه بشرط أن لا نتسرع في إصدار الأحكام على الشخصية إذ إن جوانب الشخصية ومميزاتها لا تظهر إلا من خلال التعامل . وهناك مجموعة من النقاط الهامة التي نستطيع منها تحديد شريك الحياة منها مثلاً التقارب في السن فكلما كان السن متقارباً كلما كان ذلك أفضل وإن كانت هذه القاعدة لها أستثناءات، التقارب في المستوى الاجتماعي والتعليمي حتي تكون الحوارات والمناقشات سهلة الفهم بين الطرفين بل ومن الممكن أن تكون وسيلة لمعرفة تفكير كل طرف للاخر كذلك لا ننسى التوافق الروحي والشعور بالراحة والطمأنينة تجاه شريك الحياة وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها أختلف وأخيراً أدعو الله بالتوفيق لكل المقبلين علي الزواج ولا ننسي قول الحبيب محمد - عليه الصلاة والسلام - إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه