أشهد بعبقرية التنظيم بالحزب الوطنى ... و ذكاء قياداته المخابراتى ... الذى فاز بكل مقاعد مجلس الشعب القادم ... و أشهد أيضاً بغباء المنافسون على إختلاف تياراتهم ... أولاً على خوضهم إنتخابات و هم متأكدون بخسارتها ... و ثانياً ... لإنقياضهم وراء مطامعهم الشخصية ... مدفوعون بأمل زائف بالنجاح ... و متناسين لآلام الشعب و الوطن ... و بغض النظر عن كيفية نجاح المرشحون عن الحزب الوطنى الكاسح ... و عن وجود التزوير و حرق الأصوات ... أو حتى شرائها ... فإن المؤكد ... أن أكثر المتفائلين ... حتى من قيادات الحزب ... لم يتوقع أن تؤول النتيجة النهائية إلى ذلك ... بل أزعم أن هذه النتيجة قد وضعت الحزب الوطنى كله فى مأزق ... لن يستطيع الخروج منه بسهولة ... بهذه النتيجة ... لن يكتسب المجلس الجديد أى شرعية فى الداخل أو الخارج ... فلن يصدق أحد أن هذا هو المقياس الحقيقى لشعبية حزب حكم مصر لأكثر من ثلاثين عاماً ... نتيجتها الإقتصادية و الإجتماعية ... بل و حتى السياسية ... هى فشل ذريع يعرفه الجميع ... ثم ماذا ستعنى جدوى المناقشات داخل المجلس الجديد ؟ و بداخله أقل من نسبة النصف بالمائة معارضة ؟ ألن يكون من الأفضل أن تجرى تلك المناقشات داخل مقر الحزب الرئيسى ... دون عناء الإنتقال للمبنى ( التاريخى ) ؟ ... ثم من سيترشح للرئاسة الأن أمام مرشح الحزب الوطنى ؟... و ليس هناك حتى تجمع لكتل المعارضة لتشكل نسبة الخمسة بالمائة اللازمة ... لتتيح لأحد أن يترشح .. طبقاً للدستور المعدل... و ماذا سيكون موقف رجالات الحزب الوطنى إن ذهبت تبريراتهم هباء ... و قسمهم بأغلظ الإيمانات ... أن الإنتخابات نزيهة و شفافة ... و إنسحبت كل الكتل من إنتخابات الإعادة ؟ بل ماذا سيكون موقفهم إن إنسحب الناجحون من غير أعضاء الحزب من المجلس الموقر ؟ إلا أن كل القلق يساورنى ... أن تكون كل تخيلاتى هباء ... و أن كل هذا مدبر و مقصود ... و كل ردود الأفعال الغاضبة و المستنكرة ... لا تهمهم بشىء ... متسلحين بالقوة و النفوذ ... و الكثير من الوقاحة و الوجه المكشوف ... و ساعتها مش حأقدر أقول : وسعت منك يا وطنى ...!