يتوجه اليوم – الأحد - أكثر من 40 مليون ناخب لصناديق الاقتراع فى الجولة الثانية لحسم نتائج برلمان 2010 الأكبر فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، خاصة بعد إضافة 64 مقعدا للمرأة ليصبح عدد مقاعد البرلمان 508 مقاعد إضافة إلى المقاعد العشرة، التى يعين فيها رئيس الدولة من يريد، حيث انتهت الجولة الأولى للانتخابات بإعلان اللجنة العليا للانتخابات بيانها النهائى، الذى يفيد بفوز الحزب الوطنى ب 209 مقاعد من إجمالى 221 مقعدا تم حسمها فى هذه الجولة، التى جرت الأحد الماضى، فى حين لم تفز جماعة الإخوان المسلمون بأية مقاعد على الرغم من حصولها فى برلمان 2005 على قرابة 20% من مقاعد مجلس الشعب، فيما يتبقى 287 مقعدا سيتم حسمها خلال جولة الإعادة. وذهب بيان اللجنة، الذى أعلنه المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات الثلاثاء الماضى إلى أن حزب الوفد فاز فى هذه الجولة بمقعدين، الأول فاز به المرشح الوفدى بدائرة الدقى اللواء سفير نور، وفاز بالمقعد الثانى المرشح الوفدى فى الدائرة الثانية ببورسعيد ومقرها الضواحى مسعد المليجي، فى حين فاز مرشح حزب التجمع عبد الرشيد هلال بدائرة مزغونة بمحافظة 6 أكتوبر، كما حقق مرشح حزب الغد رجب هلال حميدة نجاحا كبيرا فى دائرة عابدين والموسكي، وأخيرا فاز مرشح حزب العدالة الاجتماعية محمد عبد العال فى دائرة إمبابة بالجيزة، علاوة على ذلك فاز سبعة مرشحين مستقلين. هكذا انتهت الجولة الأولى من انتخابات البرلمان بفوز غير مسبوق للحزب الوطنى لقدرته على إدارة العملية الانتخابية وضعف المنافسة كما يراها كوادر الحزب أو نتيجة لما شاب العملية الانتخابية من مخالفات غير مسبوقة أيضا من رشاوى انتخابية وتسويد البطاقات الانتخابية وغير ذلك من الممارسات المخالفة للقانون على حد وصف أقطاب المعارضة، الذين فشلوا فشلا ذريعا لدرجة أن أصحاب الأغلبية من الحزب الوطنى يشعرون بخيبة الأمل لما آلت إليه المعارضة من ضعف ووهن وبحث دائم عن دور زائف وشماعات لتعليق خطأهم عليها بدون سعى حقيقى لعلاج هذا الخطأ. نعم، قالها الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى الديمقراطى، مرارا وتكرار مؤكدا أن الانتخابات عملية بشرية وبالتالى فإن الخطأ أمر مسموح به ما دام لم يأخذ شكلا «ممنهج» ويبدو على أنه الاستثناء وليس القاعدة وهذا ما لا يمكن أن ينكره أحد، فإنه عند الحديث عن بضع مئات من الشكاوى على أقصى تقدير فى انتخابات جرت فى أكثر من 40 ألف لجنة فى مختلف أنحاء الجمهورية يعنى أن هذه المخالفات هى استثناء عن القاعدة. وأكد أن النجاح الساحق الذى حققه الحزب الوطنى جاء كنتيجة لإيمان الشارع بالسياسات التى يتبعها الحزب الوطنى فى مختلف المجالات، ومن ثم ثقة المواطن فى مرشحى الحزب الأقدر على تلبية آمالهم وتحقيق طموحاتهم، كما أن الفكر المتميز الذى اتبع فى إدارة العملية الانتخابية، وما أنتجه من أفكار لم تكن موجودة من قبل كالدوائر المفتوحة والمجمع الانتخابى كان أيضا له دور ملموس للوصول إلى هذه النتائج، حيث شارك الحزب الوطنى بنحو 800 مرشح. وقال د. على الدين هلال إن من أهم الأسباب التى ساعدت على هذه النتائج أيضا ضعف المنافسين سواء على صعيد الأحزاب أو المستقلين، حيث يلاحظ فشل التحالفات والائتلافات الحزبية بسبب اختلاف مصالح كل طرف، مثال ذلك تحالف الإخوان المسلمين مع الوفد 1984، وتحالف الإخوان مع العمل والأحرار عام 1987 وغيرها وكلها لم يكتب لها النجاح، نظراً لعدم قدرة الأحزاب والقوى المصرية المعارضة على تكوين ائتلافات لاتساع الخلاف بينها حول القضايا الأساسية مثل قضية الدين والدولة والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن الحياة الحزبية اتسمت بالانشقاقات والانقسامات، حيث عرفت غالبية الأحزاب المصرية ظاهرة الانشقاق بما فيها الأحزاب الكبيرة نسبياً مثل الوفد والناصرى والأحزاب الصغيرة كحزب «مصر الفتاة» و»العدالة الاجتماعية» وحزب «الخضر»، وأيضا الأحزاب الجديدة مثل حزب «الغد» وحزب «الجبهة الديمقراطية»، وأغلب هذه الانشقاقات ترجع لخلافات شخصية على المواقع والمناصب وليست لاختلاف الفكر أو الرأى أو الايدولوجيا. وشدد هلال على أن ضعف الأحزاب ناتج ايضا عن غياب الديمقراطية الداخلية، والتشابه فى البرامج، وضعف البنية التنظيمية، وانحسار دور أحزاب المعارضة فى البرلمان، وهذا بدوره يستلزم السعى الجاد لتنشيط دور الأحزاب بزيادة التحامها مع الشارع والخروج من حالة الانقسام وتعزيز الديمقراطية الداخلية وتغليب المصالح العامة على الشخصية. وبالتالى يبدو جليا أن المعارضة وجدت فى الادعاء بوجود تزوير وخلافه شماعة مناسبة يعلقون عليها فشلهم الذريع وعدم قدرتهم على إقناع الناخب على قدرتهم على تمثيله تحت قبة البرلمان ليكونوا له صوتا ومدافعين عنه، وربما يكون أداء من كانو يمثلون المعارضة طيلة السنوات الخمس الأخيرة هم السبب فى ذلك، حيث اعتادوا الصياح واختلاق الصراعات والمشكلات داخل البرلمانات فكانت أقبح الشتائم وكان التفاهم بالأحذية بدلا عن الحوار، ولذلك يمكن القول بأن الجماعة المحظورة تسأل عن جانب كبير من هذا السقوط الذى منيت به المعارضة. لذلك كله، فإنه من غير المتوقع أن تحقق المعارضة أدنى نجاح فى جولة الانتخابات الثانية لأن العينة بينة وما دام الناخب لم يختاره فى المرة الأولى فإنه لن يختاره فى المرة الثانية، ليس هذا فقط بل من باب المؤكد أن يتحالف المتنافسون فى مرحلة الإعادة من مرشحى الحزب الوطنى مع رفاقهم من الحزب ممن لم يحالفهم الحظ فى المرحلة الأولى لأن المصلحة واحدة وما دام الأمر داخل نطاق الحزب فكله يهون، ومن ثم فإنه يتوقع أن يكون أداء الوطنى فى المرحلة الثانية أكثر تميزا.