استغل راغبو البناء فى المحافظة الفترة الانتخابية وانشغال الجهات الرقابية بالأعمال الانتخابية وإجازة العيد، وبدأوا فى إقامة العقارات المخالفة بشكل ملحوظ، وهو ما آثار ذعر عدد من قاطنى المبانى المجاورة، الذين أكدوا أن العقارات المخالفة تبالغ فى ارتفاعاتها، الأمر الذى يؤثر سلبيا على منازلهم المجاورة ويمنع وصول الشمس والتهوية إليها. قامت «إسكندرية اليوم» بجولة فى عدد من الشوارع المتفرقة بالمحافظة، والتى انتشرت بها العقارات المخالفة، والتقت عدداً من المقاولين وأصحاب العقارات، الذين اعتقدوا أننا نرغب فى شراء شقة بإحد هذه العقارات الجديدة، فبداخل شارع الحجاز بمنطقة الإبراهيمية، بدأ أحد المقاولين - تحتفظ الجريدة باسمه - فى إنشاء عقار بارتفاع 12 دورا، وقال إن دفع «المعلوم» للحى، الذى يتبعه الشارع، جعله «يبنى مطمئنا»، مشيراً إلى أن توصيل المرافق إلى العقارات يجرى من خلال إقامة دعوى قضائية ضد المحافظ، يتم الحكم فيها بالموافقة على إدخال المرافق. وقال محمد علام، سمسار بمنطقة سيدى بشر، إن الإجازات، خاصة يومى الخميس والجمعة، من أكثر الأيام التى يزيد فيها بناء العقارات المخالفة، فضلا عن إجازات الأعياد، حيث أصبحت الإجازات أيام انتعاش للبناء المخالف، واستغلال من قبل المقاولين على مسمع ومرأى من الجميع، مشيراً إلى أنه بالرغم من مخالفة هذه العقارات إلا أن أسعار الوحدات السكنية بها تتساوى مع أسعار الوحدات غير المخالفة، لافتا إلى أن هذا التساوى يساهم فى زيادة أعداد المخالفين، خاصة فى ظل الزيادة التى تشهدها الأحياء فى انتشار هذه الأنواع من العقارات. من جانبه، أكد محمد عبدالحفيظ، «ترزى» بشارع حارة اليهود فى حى الجمرك، أن العقار الذى يعيش فيه ظهرت به تشققات وتصدعات تهدد بانهياره فى أى لحظة، وذلك نتيجة لقيام أحد المقاولين ببناء عقار مكون من 15 دوراً فى أقل من شهر، وهو ما أثر على العقار الذى يعيش فيه وعقارين آخرين مجاورين، مشيراً إلى أنه اتجه إلى مسؤولى حى الجمرك لإنقاذهم من التشرد، حيث بات عدد كبير من سكان هذه العقارات يعيشون لدى أقاربهم، خوفا من انهيار هذه المنازل، وتحميل تكلفة ترميم المنزل على صاحب العقار المخالف الذى تسبب فى هذه التصدعات إلا أن الحى لم يستجب لهذه المطالب، لافتاً إلى أنه تقدم بشكوى إلى المحافظ اللواء عادل لبيب، لكنه لم يتلق رداً عليها حتى الآن. وأكد المهندس على راغب، رئيس لجنة الإسكان بجمعية رجال الأعمال بالمحافظة، أن فساد المحليات من أهم الأسباب، التى ساعدت على انتشار العقارات المخالفة، التى أصبحت ظاهرة أساسية لنسبة كبيرة من الأعمال الإنشائية الجديدة، مشدداً على ضرورة إعادة النظر فى أسلوب منح التراخيص وأسعار المقايسات المبالغ فيها، حتى يتمكن المستثمرون من إتمام إنشاءاتهم دون اللجوء إلى اتباع الأساليب غير القانونية فى البناء. وأكد اللواء عادل مهران، رئيس حى وسط، أن عدداً كبيراً من العقارات المخالفة يجرى إنشاؤها خلال فترة الإجازات الأسبوعية، مستعينين بعدد من البلطجية لحمايتهم، وهو ما يظهر واضحاً من خلال المواجهات العنيفة، التى تتم مع مسؤولى الأحياء خلال تنفيذ حملات الإزالة، مشيراً إلى إلغاء إجازات رؤساء الأحياء خلال فترة العيد، تحسباً لاستمرار أعمال البناء المخالفة، لافتا إلى أن الإجازات بدأت بالتناوب عقب العيد مباشرة.