تبدو الإجابة على هذا السؤال أمرًا ليس سهلًا، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، في يوليو الماضي، وغلق جميع مقرات الجماعة والحزب معًا، فضلًا عن حرق مقر الجماعة الرئيسي بالمقطم ومقر الحرية والعدالة الرئيسي بشارع منصور في لاظوغلي، عقب خروج المصريين ضدهم في 30 يونيو الماضي.حاولنا البحث عن إجابة لهذا السؤال بين المعلومات، التي توفرت لنا عن وجود تنسيق بين «إخوان الخارج»، وبخاصة أعضاء مكتب الإرشاد، الذين تركوا مصر حتى يستطيعوا إدارة شؤون التنظيم من ناحية، والتنسيق في فعاليات مع إخوان الأقطار الأخرى من ناحية ثانية مع التنظيم الدولي للجماعة.كما رصدنا في هذا الملف الدور، الذي يلعبه قيادات «الإخوان» سواء داخل الزنازين مثل خيرت الشاطر، نائب المرشد، والمرشد ذاته، محمد بديع، عندما رفضا أي حوار مع السلطة القائمة إلا من خلالهما وبعد الإفراج عن جميع السجناء، أو خارجها من قيادات الصف الثالث والرابع. يجيب الملف عن عدة أسئلة منها السفر المفاجئ لمحمود حسين، الأمين العام لتنظيم «الإخوان»، لأداء العمرة، وذلك في نفس التوقيت، الذي سافر فيه جمعة أمين، للندن، بالإضافة للإجابة عن اختفاء محمود عزت، نائب المرشد، ومحمود غزلان من الساحة، وعلاقة هذه الشخصيات بقيادة الجماعة، ودور محمد علي بشر وعمرو دراج في قيادة التنظيم على أرض الواقع.كما سيجيب عمّن يقود التنظيم على أرض الواقع، هل الشباب وطلاب الجامعات أم القيادات الهاربة، وما دورهم في إشعال الأحداث.. كل هذه الأسئلة توجهنا بها إلى ياسر حمزة، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، للإجابة على السؤال الأهم في حوارنا معه: «من يقود الجماعة؟».أسرار قيادة «بديع والشاطر وبشر ودراج» للجماعة«بديع ، الشاطر، بشر، دراج».. الأذرع الأربعة الباقية لجماعة الإخوان المسلمين، التي باتت تسيطر علي كامل المشهد علي صعيد التواصل مع الدولة والقوى السياسية بالخارج، وكذلك ممثلي الهيئات الدولية، والذين يشكلون حلقة ضيقة باتت تحتكر صناعة القرار بالكامل داخل الجماعة وتتحكم في التنظيم دوليًا . الصدفة وحدها هي التي جمعت الأقطاب الأربعة، فمرشد الجماعة ونائبه رغم تغييبها عن الأحداث، ظاهريًا، بإيداعهما السجن، لكنهما لم يفقدا التواصل مع بقية «السرب» سواء بإيصال رسائل مباشرة عبر زيارة أسرتهما للسجن أو غير مباشرة بمتابعة ما يجري خارج محبسها من تظاهرات واعتصامات، بما يبدي رضا بالغ عنه باعتباره يشكل «ضغطًا» من أجل مزيد من المكاسب عبر التفاوض مع السلطة. ..المزيد..دور «إخوان الخارج» في قيادة التنظيم وصدفة سفر «أمين وحسين» للندن والدوحةدور «إخوان الخارج» بدا واضحًا مع سفر جمعة أمين، ومحمود حسين، عضوا مكتب الإرشاد للخارج قبل عزل محمد مرسي، وإدارتهما مع آخرين للتنظيم، فرغم أن الأول كان مسؤولًا عن قسم الأخوات في الجماعة، والثاني كان مسؤولًا عن أمانة التنظيم، إلا أن الظرف السياسي حتم على كل منهما قيادة التنظيم مع ما يسمى ب«التحالف الوطني لدعم الشرعية». والسؤال الذي يطرح نفسه، ما دور عضوا مكتب الإرشاد الحقيقي في قيادة الجماعة؟، وهل سفرهما كان مفاجئًا أم تم الترتيب له؟، وأين ذهب بقية أعضاء مكتب الإرشاد؟، كل هذه التساؤلات وغيرها نحاول أن نكشف عنها في التقرير التالي، الذي يحمل أسرار كثيرة تتعلق بسفر بعض الأعضاء للخارج، واختفاء البعض الآخر وعلاقة كل منهما بقيادة التنظيم. ..المزيد..عضو اللجنة القانونية ل«االحرية والعدالة»: «حكومة الببلاوي خلايا نائمة للإخوان»قال ياسر حمزة، عضو اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة، أن «الأداء السيئ لحكومة الدكتور حازم الببلاوي وقراراتها غير المدروسة السبب في اشتعال وتيرة الأحداث السياسية في البلاد». ووصف «حمزة» حكومة «الببلاوي» بأنها «خلايا نائمة للإخوان»، وقال في حواره مع «المصري اليوم»: «إذا كان طلاب الاخوان نجحوا في تصدر المشهد السياسي، فهذا ليس لقوتهم، ولكن لضعف أداء الأحزاب السياسية الحالية، التي تعيش في كنف المؤسسة العسكرية لمصالح ذاتية وستنكشف بانتهاء المرحلة الانتقالية».. وإلي نص الحوار: ..المزيد..من الانخراط إلى الانزواء.. مقرات «الإخوان» من وسط البلد إلى حافة المقطمإذا كانت البيئة تشكل صفات البشر وسماتهم، فإن الأماكن كذلك تحمل من بقعتها دلالات رمزية بليغة تحتاج فقط من يقرأها ويسبر أغوار رموزها. وهذا ما يجعل من تتبع أماكن مقرات جماعة الإخوان المسلمين في مصر مادة ثرية قد تكشف عن جوانب غير مطروقة لتلك الجماعة الأكثر إثارة للجدل، ليس في مصر وحدها، ولكن ربما في الوطن العربي والبلاد الإسلامية ككل. يشير تاريخ الجماعة إلى أن نشأتها الأولى كانت في مدينة الإسماعيلية الهادئة القابعة بمنتصف المجرى الملاحي لقناة السويس شرقي مصر، قبل أن ينتقل مؤسسها حسن البنا إلى القاهرة المحروسة، ويبحث عن مقر ملائم للجماعة لم يتعد شقة محدودة المساحة. ..المزيد..طلاب الجامعات.. كلمة السر في معركة «الإخوان» ضد النظام«لا مركزية في القرار».. هذا هو الوصف الأدق لما يجري من فعاليات لمؤيدي «تحالف دعم الشرعية»، حيث فقدت الجماعة القدرة شبه التامة على السيطرة على تحركات شبابها داخل التحالف وانخرطت قياداتها في التفاهمات السياسية مع السلطة أو الخارج فيما تركت الميدان بالكامل ل«الشباب». «الجيل الثالث».. هو كلمة السر والمحرك الأساسي والفاعل الرئيسي للأحداث، والذي أعلن عن نفسه بشكل واضح بطلب التظاهر لإحياء ذكري 6 أكتوبر الماضية، حيث رفضت القيادات «الراديكالية» داخل الجماعة السماح لهم بالخروج لعدم تشويه الذكري الوطنية، لكن مع إصرارهم على الخروج لم تفلح الجهود لإثنائهم عن ذلك، وهي العلامة الفارقة، التي مثلت «كسر» مركزية القرار للتحركات الميدانية للجماعة...المزيد..