كانت صدفة غريبة أن أبدأ في قراءة الجريدة داخل عربة المترو بمحطة حلوان لأجد أمامي خبراً عن تطوير الخطين الأول والثاني للمترو يطالعني داخل صفحات المصري اليوم، والخبر كان يبشر بالخير. فها نحن في عربة المترو في انتظار انطلاقه إلى اتجاه المرج منذ أكثر من عشر دقائق والقطار لا يحرك ساكناً وعدد الركاب بمحطة حلوان في تزايد مستمر مع أن المفروض أن زمن التقاطر لا يزيد بأي حال من الأحوال عن خمس دقائق ولكن كما يقول أصدقائي المفرود "المفروض" ده عند المكوجي. "ومن أبرز مشاريع التشغيل شراء نحو 20 قطاراً للخط الأول لزيادة أسطول الوحدات المتحركة إلى 75 قطاراً، للوصول إلى أقصى طاقة تصميمية للتشغيل بالخط الأول وتقليل زمن التقاطر إلى 2.5 دقيقة لتخفيف حدة الزحام وتحسين مستوى الخدمة المقدمة." كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه ولكن المشكلة أن القطار لم يتحرك حتى الآن واستمرت أعداد الركاب في ازدياد خصوصاً أن الساعة الثامنة والنصف صباحاً وفي هذا الوقت يتوافد الركاب بلا انقطاع على جميع محطات المترو للحاق بأعمالهم وصار القطار ممتلئاً ونحن لم نتحرك من أول محطة بالخط ما بالك كيف سيكون الوضع بعد عدة محطات. "ومن بين المشروعات التي يتم تنفيذها حالياً مشروع تطوير منظومة التذاكر وتسهيل حركة دخول وخروج الركاب وإحكام وتأمين الإيرادات من خلال منظومة عمل ذات تقنية عالية وتقليل نسبة الأعطال مقارنة بالنظام الحالي والذي لم يتم تجديده منذ إنشاء المترو، حيث يتم حالياً تطوير المرحلة الأولى من مشروع الكارت الذكي بتكلفة 40 مليون جنيه وتكلفة المرحلة الثانية بنحو 60 مليون جنيه. " فعلا، المترو يحتاج بشدة إلى تطوير نظام ماكينات التذاكر فمعظم الماكينات لا تعمل وقد تم إحلالها بموظفين كير سيرفس الذي يقف الفرد منهم على ماكينتان ليقوم بلم التذاكر من الركاب وموظف آخر ينبه على المواطنين أن باقي المكن لا يعمل، وبما أنى شاب من جيل "الفيديو جيم" فخطر ببالي لماذا لا يتم إحلال ماكينات التذاكر بماكينات عملة معدنية من فئة 1 جنية ولكن الخوف أن تتعطل الماكينة وبدلا من طرد التذكرة أو الجنية تقول Game Over. "على الركاب داخل قطار رقم 1 القطار غير شغال والقطار المتوجه إلى محطة المرج الجديدة على رصيف 3" و كما الهروب من مبنى بعد اندلاع حريق اندفع الركاب في عشوائية خارج القطار المتكدس إلى القطار الذي لم يقف بعد بالرصيف وكانت المعركة بين من وصلوا للتو على القطار للنزول وبين الركاب المتعطلين منذ ربع ساعة للركوب وحمدت الله أن الأمر لم يتعدى دفع وسب ولم يصل إلى مطوة و"غز"، وفي النهاية نزل من وصل وركب من هجم وأغلق باب المترو في دقائق وتحرك، الحمد لله، الذي لا يحمد على مكروه سواه، وتوقف المترو قبل أن يقطع مسافة العشر أمتار داخل المحطة وبقينا على هذا الحال لمدة تقرب من الخمس دقائق قبل أن يعود المترو أدراجه مرة أخرى إلى رصيف المحطة وتفتح الأبواب. "على الركاب داخل قطار رقم 3 القطار غير شغال والقطار المتوجه إلى محطة المرج الجديدة على رصيف 2" لم أحاول الركوب هذه المرة إلى القطار رقم 2 بعد ما رأيت من الراكبين في المرة السابقة "اللي اتلسع من الشربة ينفخ فالزبادي" وقررت الانتظار لربما تغير إدارة مترو حلوان رأيها مرة أخرى وأكون قد "انضربت عالفاضي" و ركب الركاب وبرك القطار كما يبرك الجمل وفتحت أبواب قطار 3 مرة أخرى بعد ما كان كل الناس داخل قطار 2 وأنا وحدي على رصيف المترو. ركبت قطار 3 و"تمجلست" ونادي على احد العاملين "القطر ده بايظ روح على رصيف 2 ده اللي طالع" و رد عليه الميكروفون في الحال: "على ركاب قطار رصيف 2 القطار غير شغال والقطار المتوجه إلى محطة المرج الجديدة على رصيف 3" ضحكت من كل قلبي "هم يضحك" صحيح وطبعاً كانت عربات المترو ممتلئة عن آخرها وهذا لم يمنع الركاب الغلابة المساكين من الركوب وفى كل محطة يزيد عدد الركاب فلا أحد ينزل وكل الناس في المحطات الأخرى منتظرة القطار القادم من حلوان ولن يمنعهم الزحام من اللحاق بأعمالهم "زنقه تفوت ولا حد يموت" أتمنى الانتهاء من خطة تطوير المترو في أسرع وقت فنحن فعلاً في أمس الحاجة إليها وحتى الانتهاء منها أظن أنني سوف أشتري توك توك.