حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حظر وارتفاع أسعار وفصول تحت الترميم.. يا أهلاً بالمدارس

رغم بدء العد التنازلى للموسم الدراسى الجديد، فإن الأحداث السياسية أثرت على نشاط المناطق المرتبطة بهذا الموسم، فزيارة واحدة إلى منطقة الفجالة برمسيس، التى كانت تشهد ازدحاما شديدا من المواطنين لشراء مستلزمات الدراسة فى السنوات السابقة، تلاحظ تحولها إلى محال مفتوحة «للفرجة» فقط بعد ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية 15%، ولم تختلف الصورة فى العتبة والموسكى، حيث وقف أصحاب المحال فى انتظار زبون واحد يكسر حالة الركود، التى يعانون منها، خاصة مع تطبيق قرار حظر التجول. «المصرى اليوم» قامت بجولة فى مناطق الفجالة والعتبة والموسكى رصدت فيها استقبال المواطنين العام الدراسى الجديد، واشتكى عدد منهم من ارتفاع الأسعار هذا العام، كما أن المدرسين أنفسهم أبدوا عدم سعادتهم باستقبال هذا العام فى ظل تزايد أعداد الطلاب فى الفصول، وانتشار ظاهرة الانفلات الأمنى، وعدم تعديل المناهج، التى لا تتناسب مع الفترة الزمنية المتاحة لتدريسها. 1«الفجالة».. أسر تشترى نصف احتياجاتها بميزانية العام الماضى أسرة استقبلت العام الدراسى بزيارة لمنطقة الفجالة، حيث اعتادت شراء مستلزماتها المدرسية. فى ساعة مبكرة قبل ساعات الحظر، وقبل تكدس الشوارع، خرجت سها السيد، ربة منزل، بصحبة أبنائها تتجول فى المنطقة، التى اكتظت كعادتها فى هذا التوقيت من العام بالأدوات المدرسية، يجذبها أحد الصغار مشيرا بإصبعه إلى مجموعة من الأقلام الملونة المعروضة، إلا أن الأم أصرت على تكملة جولتها قبل أخذ قرار الشراء، بحثا عن أقل سعر وأعلى تخفيض. قدرت الأم الزيادة فى الأسعار هذا العام بنحو 25%، مما أجبرها على شراء كميات أقل من التى اعتادت عليها. «قررت شراء الكراسات المصرية العادية ال10 كراسات ب15 جنيه، كل سنة كنت بأعمل ميزانية حوالى ألف جنيه أجيب بيها كل المستلزمات دى من شنط وأقلام واللبس وغيره، السنة دى الألف جنيه ما جابتش غير نصف الكمية اللى اتعودت عليها، ده غير إن فيه كتب خارجية كتير لسه ما جتش، فيها نقص زى العلوم والرياضيات بالإنجليزى للابتدائى، والإنجليزى للصف الأول الثانوى». لخصت سها فى زيارتها لمنطقة الفجالة الحالة العامة للمنطقة، التى تعانى من الركود قبل بدء العام الدراسى بأيام قليلة، والتى أرجعها عدد من أصحاب المكتبات إلى وجود حالة من الخوف المسيطرة على الباعة والزبائن على حد سواء، لتردى الأوضاع السياسية فى البلاد، خاصة لقرب منطقة الفجالة من مسجد الفتح، الذى شهد أحداث عنف سابقة بين أنصار الإخوان المسلمين وقوات الأمن. هنا فى أسواق الفجالة تجد الكتب والكشاكيل والجلاد والأقلام بجميع أنواعها. أدوات كتابية وشنط مدارس وأوراقا ودفاتر وغيرها من المستلزمات المدرسية المصرية والصينية على حد سواء، كما ظهرت إلى جوارها الأدوات المكتبية التركية، التى دخلت سوق المنافسة هذا العام، لكن على نطاق ضيق. «الحركة مش ماشيه زى كل سنة ولولا أن الدراسة اتأجلت من 14 سبتمبر إلى 21 سبتمبر كان الموسم ضاع بالكامل» بهذه الكلمات عبر نبيل عزيز، صاحب إحدى المكتبات، عن حركة السوق هذا العام، مؤكدا ضعف الإقبال هذا العام، وأن الأسعار ارتفعت من 10 إلى 15%، بسبب سعر صرف الدولار، وأشار «عزيز» إلى أن الكراس والجلاد والمقالم وباقى المنتجات المكتبية المصرية يزداد الإقبال عليها أكثر من الصينى، نظرا لأن أسعار المنتجات المصرية لم ترتفع عن العام الماضى. يقول: «كل عام يبدأ الموسم قبل الدراسة بشهر كامل إلا أن هذا العام تأخرت عملية البيع والشراء أسبوعين كاملين، بسبب الأحداث، التى حدثت فى مسجد الفتح، وخوف الأهالى من نزول المنطقة، وخوفنا من فتح المكتبات بسبب الاشتباكات». وأكد أن الحقائب الدراسية تراوحت أسعارها بين 50 و150 جنيها، والإقبال الأكثر هذا العام على الحقائب مصرية الصنع، نظرا لرخص أسعارها، وأكد محمود عبد المجيد، عامل فى إحدى المكتبات، وجود حالة من الركود فى المنطقة، قائلا «أغلب المكتبات الكبرى لم تأخذ نفس الكمية، التى اعتادت عرضها كل عام، خوفا من تأجيل الدراسة، وركود الأسواق»، وأشار إلى أن هناك منتجات تركية دخلت المنافسة هذا العام، وأغلبها عبارة عن دباسات وأقلام رصاص وجاف ومساطر، وجودتها وأسعارها جيدة، حسب قوله. 2 إقبال ضعيف على الزى المدرسى فى الموسكى والعتبة بسبب الحظر سوقا العتبة والموسكى للملابس من أكثر المناطق، التى يقبل عليها المواطنون فى مثل هذا التوقيت، خاصة أبناء الأحياء الشعبية والمتوسطة لشراء احتياجات أبنائهم طلاب المدارس الحكومية والتجريبية، لرخص أسعارها وجودة ملابسها. هنا فى تلك المنطقة المفتوحة اعتاد الباعة بدء موسم المدارس مع حلول شهر رمضان إلا أن تلك الأسواق شهدت هذا العام حالة من الركود ونقصا ملحوظا فى الزبائن رغم تنوع المعروضات، وتباين الأسعار. «المصرى اليوم» تجولت فى المنطقة التجارية، حالة من السخط، لتراجع حركة البيع والشراء، تسيطر على الباعة. «موسم المدارس انضرب، مفيش حد بيشترى، قميص المدرسة بنبيعه ب17 جنيه ومحدش بيشتريه»، هكذا صاح عمر عطية، أحد البائعين بسوق الموسكى، ملوحا بقميص مدرسى لطلبة المرحلة الابتدائية. قبل أن يتابع: «الموسم يبدأ فى شهر أغسطس بس بسبب الأحداث وحظر التجول والقلق اللى فى البلد خلانا نبدأ الموسم متأخر، وكمان محدش بيشترى زى السنة اللى فاتت». تتراوح أسعار القميص المدرسى بين 17 و40 جنيها. «قمصان المرحلة الابتدائية لا تزيد على 20 جنيها والإعدادية تبدأ من 25 إلى 35 جنيها والمرحلة الثانوية يمكن أن يصل سعر القميص إلى 40 جنيها». يقول محمد عبد الظاهر، بائع ملابس، إن الأسعار زادت هذا العام جنيها واحدا وإن الأسعار تختلف حسب المقاسات، إلا أن ملابس الفتيات أغلى هذا العام من مدارس البنين بخمسة جنيهات، وهناك عدة مدارس تجريبية اختارت ألوانا جديدة، لكى تجبر الأهالى على شراء زى مدرسى جديد لأطفالهم. «ولى الأمر كان بيجى كل سنة يشترى لأولاده طقمين أو ثلاثة دلوقتى لو جاب طقم واحد يبقى خير». ويضيف نظرا لحالة الركود، التى أصابت أسواق الملابس قرر الحاج عزت فراج، صاحب محل ومصنع للملابس الجاهزة بالعتبة، إغلاق مصنعه مؤقتا، واعتمد فقط على بيع المخزون فى محله. يقول: «هناك عدة مدارس خاصة تتعاقد على توريد الزى المدرسى بأشكال محددة، وعليها علامات المدرسة، ثم تقوم المدرسة ببيعها بضعف ثمنها الأصلى لأولياء الأمور، وهناك مدارس خاصة تأخذ الزى بسعره الذى فى العتبة وتبيعه بالضعف، وتجبر الأهل على الشراء، وهو ده اللى ماشى السنة دى أكتر». أسواق العتبة تعمل فى هذا الوقت من العام ليلا ونهارا، إلا أن الباعة أرجعوا تراجع نسبة المبيعات هذا العام إلى حظر التجول، وخوف الأسر من التواجد فى منطقة العتبة، بسبب أحداث العنف، حسبما يقول كمال عزت، أحد أصحاب المحال، حيث كان يغلق محله فى الأيام الأولى للحظر الساعة 5 وبعد ذلك امتد العمل حتى الساعة العاشرة مساء، مما أضاع عليهم فترة الموسم الأولى، كما أن يوم الجمعة أصبح يوم «خسارة» بالنسبة لنا، بسبب حظر التجول، ومسيرات الإخوان، فأصبحت الأسر تخشى التواجد فى المنطقة. لم يكن هذا هو حال البائعين فقط، بل أولياء الأمور أيضاً ممن زادت عليهم الأعباء هذا العام، منهم سميحة السيد، ربة منزل، التى أكدت أنها قامت بشراء الزى المدرسى متأخرة عن كل عام، بسبب الخوف من حدوث أى أعمال عنف، كما أنها لجأت إلى العتبة، نظرا لرخص الأسعار «زوجى موظف ولدى طفلان، ولم يتم صرف أى مكافآت أو علاوات لدخول العام الدراسى، وبالتالى اضطررت لشراء الملابس من العتبة، لرخص ثمنها وسوف أشترى طقما واحدا فقط لكل طفل». 3 المعلمون يستقبلون العام الدراسى بمناهج «الحشو» يستقبل المدرسون العام الدراسى الجديد بمشاكل عدة لم تغيرها ثورتا مصر فى 25 يناير و30 يونيو، وعلى رأسها إهانة الطلبة، وأولياء الأمور للمعلم، والدروس الخصوصية. يقول محمد يوسف، مدرس بالمرحلة الابتدائية، إن المشاكل التى تواجه المدرسين كثيرة، منها المتعلق بالمناهج وسوء معاملة أولياء الأمور، وأساليب تقييم الإداريين. يضيف: «العديد من أولياء الأمور استغلوا حالة الانفلات الأمنى لإهانة المعلم لمجرد أنه عاقب طالبا لديه، وأغلب هؤلاء الآباء غير ملتزمين أخلاقيا لدرجة أن 60% منهم يطلبون منا صراحة دخول الفصول، وشرح الدرس، والخروج دون النقاش مع أبنائهم أو مجادلتهم، أما المناهج التعليمية فلا تزال تتسم بالحشو، فمنهج الترم الأول من مادة الرياضيات للصف الرابع الابتدائى، على سبيل المثال، يحتاج عاما كاملا لتدريسه، كما أن هناك رسوما هندسية تتطلب أن يرقب فيها المعلم الطالب، وهو يرسمها خطوة بخطوة، وهو بالطبع ما لا يمكن أداؤه مع كثافة طلابية تصل فى الفصل الواحد لنحو 60 تلميذًا. ينتقد يوسف الأسلوب الروتينى، الذى يتعامل به المشرفون الفنيون بالمدارس، فكل ما يهم المشرف حضور المدرس، وتحضيره المادة، والتزام الطلاب بالحضور دون أن يفرق معه أسلوب تناول المدرس المادة، أو تجاوب الطلاب معه. فيما يظهر حال هانى جابر، مدرس فيزياء، أسوأ حالا بعد أن نال درجة الماجستير فى الرياضة البحتة دون أن تشفع له لينال أبسط حقوقه فى التثبيت، بعد عمل دام 6 سنوات كمدرس مؤقت. يقول: «تعاقبت الثورات، وكنا مع كل ثورة منها يتجدد لدينا أمل التثبيت، إلا أنه لا جدوى مع ارتفاع أسعار كل شىء من حولنا إلا الراتب كما هو ثبت عند 285 جنيها، الأمر الذى يجبرنى على الجرى وراء الدروس، ومد يدى للطالب، لمنحه درسا خصوصيا». «4 مشاكل أساسية يواجهها المعلمون مع استقبالهم العام الدراسى الجديد» يشرحها أيمن البيلى، وكيل النقابة المستقلة للمعلمين، بالقول «تراجع مستوى الأنشطة فى المدارس، والناتج عن استمرار فكرة الحساب الموحد بتحويل كل موارد صندوق الحصص إلى الخزانة المركزية، لدرجة أن العام الدراسى لعام. يؤكد البيلى أن النقابة ليس لديها أى نوايا حاليا للمشاركة فى أى تظاهرات أو إضرابات، للمطالبة بحقوق المعلمين، وإنما تؤيد النقابة نهج حكومة الإنقاذ الوطنى، وستشارك معها للانتقال من مرحلة المعارضة إلى صنع القرار، كما أنهم دخلوا فى شراكة مع الوزارة لوضع السياسات مع الحفاظ على استقلالية النقابة بعيدا عن سيطرة أى حزب أو حكومة. 4 التعليم الموازى فى المراكز التعليمية مستمر فى تمام الساعة العاشرة صباحا، وقفت الحاجة منى مع ابنتها مها، الطالبة فى الصف الثانى الثانوى، أمام بوابة أحد المراكز التعليمية فى انتظار قدوم المشرفة، للاستفسار منها عن أسعار وأوقات الدروس، بعد أن قررت اللجوء لمثل هذه المراكز التعليمية للتخفيف من حدة «صرف دم قلبها على الدروس»، بعد تجربة ابنها فى العام الماضى مع الدروس الخصوصية فى المنزل، الأمر الذى لم يجد نفعا، على حد قولها. «صرفنا عليه أكثر من 10 آلاف جنيه طول السنة على الملازم والمراجعات وفى الآخر دخل جامعة خاصة، وهيدفعنا دم قلبنا تانى»، تقول الحاجة منى، وهى تقف أمام المركز بمنطقة حدائق القبة وتضيف: «الناس كلها دلوقتى لازم تدى عيالها دروس خصوصية، عشان مبقاش فيه تعليم فى المدارس». تشير مها إلى والدتها أن المشرفة على المركز التعليمى الخاص وصلت فتقطع حديثها، وتدخل إلى المركز مع ابنتها. «أى مادة ب110 جنيه، 4 حصص فى الشهر، والفلوس بتدفع أول كل شهر والغياب بيتحسب على الطالب»، تقول المشرفة، موجهة حديثها إلى الأم وابنتها، فتقوم الأم بالتشاور مع ابنتها على المواد، التى ستسجل فيها، بعد تعذر التسجيل فى جميع المواد، بسبب ارتفاع المبلغ، وتقول موجهة حديثها للمشرفة: كنت فاكرة إن الأسعار زى ما هيا من السنة اللى فاتت، بس كده السعر السنة دى الضعف. الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كشف فى دراسة له نشرت فى شهر أغسطس الماضى أن نسبة الإنفاق السنوى للأسرة المصرية على الدروس الخصوصية، ومجموعات التقوية بلغت 42.1%، من إجمالى إنفاق الأسرة المصرية على التعليم، كما كشفت دراسة أعدها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية عام 2010 أن ثلثى أبناء مصر (66%) فى التعليم يحصلون على دروس خصوصية، وأن هذه الفئة -بحسب الدراسة- تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، كما أن ظاهرة الدروس الخصوصية تهدد ميزانية الأسر، التى لديها أبناء فى التعليم، تختلف أسعار الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية من منطقة إلى أخرى،
ففى الوقت الذى اتفقت فيه مها على سعر 110 للمادة فى الشهر لشعبة الأدبى فى الصف الثانى الثانوى، كان محمود مصطفى، الطالب بالصف الثالث الثانوى، شعبة علمى، يقوم بالاتفاق على دفع 80 جنيها للحصة بأحد المراكز بميدان الحجاز. يقول محمود: «الأسعار السنة دى زادت كتير عن السنة اللى فاتت، ومادة الفيزياء بناخد فيها حصتين فى الأسبوع، بيوصل وقتهم ل6 ساعات ب80 جنيه غير 20 جنيه أسعار ملزمة الشرح وملزمة الاختصار والحل، والامتحانات ليها أسعار تانية غير 10 رسوم دفع فى أول السنة». 5 مدارس «رابعة المحررة».. المدرسون يرفعون الأنقاض من أجل أن يعلو من جديد صدى هتاف طلابها فى تحية العلم كما اعتادوا يتواصل العمل على مدار أكثر من 10 ساعات يومياً داخل مدرسة عبدالعزيز جاويش الابتدائية والإعدادية بنات، كى يُعاد تأهيلها لاستقبال الطلبة من جديد بعد أن احتلها الإخوان المسلمون فى اعتصامهم بميدان رابعة العدوية، لتتحول المدرسة إلى مجزر ومطبخ ودورات مياه. على مدار 10 ساعات عمال البناء والسباكة والبلاط والدهان يدورون كخلية نحل، لإصلاح ما أتلفه الإخوان، ليس هذا فحسب، بل يبادر عدد من معلمى المدرسة نفسها لرفع الأنقاض، والتعاون مع العمال، لإنجاز مهمتهم قبل بدء العام الدراسى. هنا فى قلب فناء المدرسة حيث بقايا الأشجار المحترقة جراء فض الاعتصام، وسور متهالك البنيان بعد أن قسمه الإخوان إلى غرف ل50 دورة مياه، وبلاط لا تزال تفوح منه روائح ذبائحهم وذباب وديدان وحشرات أخرى نمت فوق الحصير البلاستيك، الذى تركوا عليه بقايا طعامهم، فتحول مشهد العمل داخل المدرسة إلى مهمة هدم وإعادة بناء. تأسست مدرسة عبدالعزيز جاويش عام 1968، لاستيعاب الطلبة من أبناء أهالى وضباط بورسعيد والسويس المهجرين من أيام الحرب. لم تشهد المدرسة منذ نشأتها عدوانا كالذى شهدته خلال اعتصام الإخوان حسب ما تؤكده فادية عبدالخالق، مدرسة بالمدرسة، فلم يكن يجرؤ لص على فتح أو اقتحام مكتب، وإزالة وحرق الشجر الأخضر مثلما فعل الإخوان، لإقامة الخيم، ووضع أمتعتهم، فمشهد الدمار، الذى لحق بالمدرسة دفع العديد من أهالى الطلبة، خاصة سكان منطقة الكيلو 4.5 لنقل أطفالهم من المدرسة، رغم محاولاتنا إقناعهم بأن المدرسة ستكون على أكمل حال قبل بداية العام الدراسى، حيث انتهت المدرسة تقريبا من صيانة 70% من التلفيات، وعلى رأسها دورات المياه، وزرع الأشجار، وخلع وإعادة تركيب بلاط الفناء ودهان الفصول إلا أنهم أصروا على أن المنطقة بأكملها لم تعد آمنة. سقالة خشبية يعلوها اثنان من العمال بيد كل منهما فرشة طلاء تلون أحد الشبابيك بألوان علم مصر، كان ذلك أحد الجهود، التى يقوم بها عمال الترميم والإصلاح داخل المدرسة الثانوية الفندقية المشتركة، التى تبعد أمتارا عن مدرسة عبدالعزيز جاويش بميدان رابعة، فالمدرسة هى الأخرى استولى عليها الإخوان فى اعتصامهم، ومنعوا موظفيها ومدرسيها من التجول داخل المدرسة». وسط مسجد المدرسة يقف عبداللطيف شوقى، عامل بالمدرسة، يرفع بيديه بقايا ملابس سيدات الإخوان، اللائى كن ينمن فى المسجد، يقول: «كنت كل ما أعدى علشان أدخل حجرتى المواجهة للمسجد أثناء اعتصامهم يطاردنى أحد الإخوان ويعنفنى: إنت رايح فين أنت مش عارف إنك هتعدى على حريم، وهكذا كنا تحت الإقامة الجبرية طوال احتلالهم المدرسة». منذ فض الاعتصام بدأت إدارة المدرسة على الفور أعمال الترميم والإصلاح بطلاء الفصول، وإعادة تركيب الشبابيك والأبواب، وإصلاح المكاتب، التى هدموها، وسرقوا بعض الأجهزة الكهربائية منها كالكشافات وثلاجة وماكينة تصوير ناظر المدرسة وأنبوبة للغاز. أكثر التلفيات التى حدثت بالمدرسة كان فى دورات المياه، التى لم يعد بها صنبور واحد سليم حسب ما أكدته إحدى المدرسات فى المدرسة إلا أن عمليات الإصلاح بلغت نسبتها حوالى 60%، وجار التشاور حول ترميم الفناء إما بتبليطه أو زراعته بالنجيل الصناعى أو الطبيعى.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.