«احيينى النهارده وموتنى بكره»، بهذه العبارة رد الأستاذ محسن المحاسب بشركة إنتاج الحديد، على زوجته حين أعطاها الألف جنيه التى منحتها الشركة لكل العاملين بمناسبة العيد، وأرادت هى أن تقسمها بين ملابس العيد وملابس المدرسة لأطفالهما الثلاثة. «اشترى ملابس محترمة للأولاد فى العيد، الغالى رخيص زى المثل ما بيقول، وبعدين لبس المدارس يدّبر، خصوصا إن ما حدش عارف المدارس هاتفتح إمتى بالظبط، مرة يقولوا يوم 17، ومرة يقولوا لما عصام شرف يحدد»، هكذا دعّم محسن رأيه لزوجته، موضحا أنه يمكن للتلاميذ أن يقضوا الأسبوع الأول من المدارس بملابس العام الماضى، حتى يأتى راتب الشهر الجديد. الكثير من أولياء الأمور أكدوا أن الأولوية لملابس العيد الآن للاستفادة من تخفيضات الأوكازيون التى لا تشملها ملابس الزى المدرسى، وقال بعضهم ل«الشروق»: أولادنا مابيروحوش المدرسة أصلا»، فى الوقت الذى بدأ الكثيرون منهم فى شراء كتب خارجية من الفجالة، لبدء البعض فى الانتظام بالدروس الخصوصية خاصة من طلاب الثانوية العامة والشهادتين الابتدائية والاعدادية. وعلى الجانب المقابل بدأت بعض محلات بيع الازياء المدرسية، فى عرضها بأسعار أعلى من العام الماضى، ولجأ بعضهم إلى تحديد سعر الزى المدرسى حسب المقاس، وهو ما اعتبره العديد من اولياء الأمور طريقة غير مباشرة للتلاعب فى السعر. «سأضطر لشراء زى مدرسى جديد، لأن مدرسة أولادى الخاصة بتغيير الزى هذا العام»، هذا ما سيدفع وائل محمود ولى أمر لطالبين بإحدى المدارس الخاصة بقصر العينى لشراء زى مدرسى جديد، ولكنه أكد أنه لن يشترى أكثر من طاقم واحد فقط منه، لأن أولاده لا يذهبون للمدرسة إلا يوما واحدا تقريبا فى الأسبوع، «ومن الافضل توفير نقود الزى المدرسى لسد خانة فى الدروس الخصوصية». «فى أحد محلات الهرم التى تعرض فى واجهتها أزياء مدرسية، وصل سعر القميص إلى 45 جنيها، والجيب لطالبات المرحلة الثانوية إلى 70 جنيها، وزى المرحلة الابتدائية «الدريل» إلى 55 جنيها، وتراوح سعر البنطلون للأولاد من 47 إلى 58 جنيها، والجاكيت الشتوى من 79 إلى 105 جنيهات، ووضع المحل لافتة كبيرة على كل قطعة ملابس فى فاترينة المحل «السعر حسب المقاس». حيث شهد المحل إقبالا ضعيفا من أولياء الأمور على شراء الزى المدرسى، وأرجعت فاتن محمد بائعة بالمحل ذلك إلى اهتمام الأسر الآن بملابس العيد، متوقعة رواج المبيعات بعد انتهاء فترة العيد. وفى جولة ل«الشروق» بمنطقة وسط البلد، حيث حسم أغلب الاسر أمرهم، رافعين شعار «هنجيب الزى المدرسى من مرتب الشهر الجاى، دلوقت فرحة العيد أهم»، فقالت أمنية أحمد والدة مصطفى وأيمن محسن بالصفين الأول الإعدادى والخامس الابتدائى بإحدى المدارس الخاصة بفيصل، أنها تحرص هذه الأيام على شراء ملابس جديدة للعيد لأبنائها للاستفادة من فترة الأوكازيونات، وشراء ملابس العيد الشهر المقبل قبل الدراسة ولو بعدة أيام، مضيفة «لبس المدارس قاعد إنما الأوكازيونات هتخلص». «سأشترى لبس المدارس من راتب الشهر الجديد، لأننا فى آخر الشهر وما تبقى من الراتب يكفى للبس العيد»، هذا ما دفع أحمد متولى ولى أمر منة بالصف الثانى الثانوى بمدرسة السنية الثانوية بقصر العينى، وطالب فى الصف الثالث الإعدادى بمدرسة خاصة، تفضيل ملابس العيد على الزى المدرسى، مضيفا أن المحل الذى يشترى منه الزى المدرسى لأبنائه لم يعرضه بعد فى انتظار انتهاء العيد. وأشارت داليا محمدين ولى أمر طالبة فى الصف الثالث الإعدادى، أنها لن تشترى لابنتها زيا جديدا للمدرسة هذا العام، لأنها فى آخر المرحلة الاعدادية، وسيتغير الزى فى المرحلة الثانوية العام القادم، وأنها ستعتمد على لبسها العام الماضى، والذى لم ترتده كثيرا لعدم ذهابها للمدرسة طوال العام الدراسى، «فاللبس لسه جديد»، طبقا لوصفها. وقال محمد المصرى صاحب محل ملابس فى منطقة وسط البلد، أن الاسر الآن تفضل شراء ملابس العيد عن الزى المدرسى، للاستفادة من الاوكازيونات وانخفاض أسعار الملابس من ناحية، ولوجود مزيد من الوقت قبل بداية العام الدراسى، مشيرا إلى أن ذلك دفع العديد من المحلات لتأجيل طرح الزى المدرسى لحين انتهاء فترة العيد، وأضاف أن المحلات القليلة التى طرحت الزى المدرسى تعانى حالة ركود شديدة.