استمرت الدولة العثمانية على مدى 625 عاما، وكان اسمها الرسمى الدولة العلية العثمانية، وهى إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول وحكمت أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى والحجاز وبلاد العراق والشام ومصر والمغرب العربى والصومال والنمسا وكردستان ورومانيا وبلغاريا والسودان. وأصول العثمانيين تعود إلى قبائل (أوغوز) التركمانية، التى، مع موجة الغارات المغولية، تحولت عن مواطنها فى منغوليا إلى ناحية الغرب. وأقاموا منذ 1237م إمارة حربية فى شمال الأناضول، ومقابل جزر القرم. وتمكنوا بعدها من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. فى عهد السلطان عثمان الأول (عثمان بن أرطغل) (1280-1300 م)، الذى حملت الأسرة اسمه، وتوسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة وقد وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. فى مدينة غاليبولى (فى تركيا) قاعدتهم الأولى.ثم شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت باسم الانكشارية (كان أكثر أعضائها من منطقة البلقان).وتمكنوا بفضل هذه القوات الجديدة من التوسع سريعا فى البلقان والأناضول معا (معركة نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك فى أنقرة سنة 1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة توازنها وتواصلت سياسة التوسع فى عهد مراد الثانى (1421-1451 م) ثم محمد الفاتح (1451-1481 م) الذى استطاع أن يدخل القسطنطينية سنة 1453 م وينهى بذلك قرونا من التواجد البيزنطى فى المنطقة. وعلى هذا فقد تعاقب على الإمبراطورية العثمانية 38 سلطانا كان أولهم كما أسلفنا عثمان الأول وآخرهم عبدالمجيد الثانى، أما تاسع أولئك السلاطين فكان سليم الأول الذى فتح مصر وحولها إلى ولاية عثمانية أما السلطان عبدالمجيد فهو مولود فى 29 مايو عام 1868م فى استنبول ولقى تعليما خاصا وتولى الخلافة من 19 نوفمبر عام 1922م حتى عام 1924م تحديدا فى مثل هذا اليوم، أى أنه ظل على رأس الإمبراطورية لعامين فقط وكان قد انتخب للخلافة بواسطة الجمعية الوطنية التركية فى أنقرة، واستقر فى استنبول ومنح لقب جنرال الجيش العثمانى، كما شغل موقع رئيس مجتمع الفن العثمانى حيث كان يجيد الرسم بل إن معرض فيينا الذى أقيم فى عام 1918م قد ضم ثلاثة بورتريهات قد رسمها لبيتهوفن وجوتة وسليم الأول وكان قد تزوج أربع مرات، وبخلعه فى مثل هذا اليوم من عام 1924م على يد مصطفى كامل أتاتورك يكون قد أسدل الستار على الدولة العثمانية. بقى أن نقول إن عبدالمجيد قد أقام هو وأسرته فى باريس بعد نفيه حيث توفى فيها فى24 أغسطس من عام 1944م ودفن فى السعودية بالمدينة.