قال خبراء أمنيون إن الانفجار الذى شهدته منطقة الحسين أمس الأول يعد حادثاً فردياً واستبعدوا وجود تنظيم وراءه يهدف لضرب السياحة، وطالبوا بضرورة الانتظار حتى تتمكن أجهزة البحث الجنائى من أداء عملها ورفع آثار الحادث. ورجح اللواء نشأت الهلالى، مساعد وزير الداخلية، مدير أكاديمية الشرطة السابق، أن يكون مرتكبو الحادث مجرد خلايا تأثرت ببعض الأفكار والأحداث الموجودة على الساحة ومحاولة الاحتجاج على بعض الأوضاع من وجهة نظرهم، وطالب بالانتظار حتى تظهر نتيجة تحقيقات النيابة والمعمل الجنائى لأن التحقيقات تمر بمراحلها الأولى. وأضاف أن إدارة مكافحة جرائم الإنترنت قامت بمراقبة بعض المواقع التى تبث أفكاراً من شأنها المساعدة فى تصنيع القنابل البدائية وتقدم معلومات للعناصرالمتطرفة، لافتاً إلى أن هناك متخصصون فى العمل الأمنى وخبراء فى المفرقعات انتقلوا إلى مكان الحادث وأبطلوا مفعول القنبلة الثانية التى كانت موجودة على بعد أمتار من التى تم تفجيرها، واعتبر أن رواية الداخلية بأن القنبلة تم زرعها أسفل أحد المقاعد الحجرية احتمال مؤكد حتى الآن، لأن هذا المقعد هو الوحيد الذى تم تفجيره وهو ما يؤكد وجود القنبلة تحته وهذا لا ينفى ما يردده شهود باحتمال سقوط القنبلة من الفندق، وأوضح أن هناك أشخاصاً كثيرين يخضعون للاستجواب للوصول إلى المعلومات الحقيقية، لأن هناك بعض وسائل الإعلام تبث معلومات غير مؤكدة. وقال اللواء محمد إبراهيم، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة السابق، إنه من الصعب إعطاء تحليل أمنى واضح حول الحادث فى هذا التوقيت، لأنه متعلق بشق سياسى وهو استهداف سياح أجانب، وأن كل الأجهزة الأمنية تتعاون فى الكشف عن خلفية الحادث، لأن العمل الارهابى له أبعاده. وقال مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، إن الحادث رغم أنه ليس الأول من نوعه، الذى يقع فى هذا المكان، إلا أن قرب الانفجار من المشهد الحسينى يطرح علامة استفهام جديدة: هل نحن أمام نوع جديد من الإرهاب فى مصر يستهدف دور العبادة؟ والإجابة نفسها تطرح تساؤلات عديدة حول معرفة مدبرى الحوادث بمدى ارتباط المصريين بمقدساتهم الدينية أياً كانت ديانتهم يجعلنا نواجه إرهاباً نفسياً وليس أمنياً لأن الضرر النفسى الذى يخلفه أى حادث يتعلق بدور العبادة أكثر بكثير من أى خسائر مادية أو حتى إثبات وجود خلل فى النظام الأمنى للمجتمع، وأضاف المصدر أن الجهات الأمنية بكامل قطاعاتها يجب أن تتنبه فى الوقت الحالى وأن تضع كل دور العبادة تحت السيطرة الأمنية الكاملة من أجل تفادى تكرار أى حوادث من مثل هذا النوع. وأشار اللواء ضياء عبدالهادى، مدير المباحث السابق، إلى أن الحادث يمثل عملاً إرهابياً يستهدف السياح بالدرجة الأولى، لافتاً إلى انتقال الإرهاب إلى القاهرة بعد أحداث طابا، خصوصاً أن القاهرة شهدت فى 2005 أعمال تفجيرات فى الأزهر وعبدالمنعم رياض وإحكام السيطرة الأمنية فى 2005 أدى لضبط المتهمين بطريقة سريعة، لافتاً إلى أن منفذى التفجيرات مجموعات متطرفة تستهدف ضرب السياحة فى مصر. وأضاف أن المتهمين فى تفجيرات الحسين استخدموا قنابل بدائية الصنع، وهو ما يعنى أنهم أشخاص أو شخص غير مدرب وأن الهدف إظهار نوع من الاعتراض على أى شىء يحدث فى مصر، والدليل أن العبوة التى تم إبطالها مفعولها تبين أنه لا يوجد مركز انفجار لها وهو ما يشير إلى أن الحادث فردى وليس من أسلوب الجهاد أو القاعدة.