من المعروف إعمل معروف أن الحاكم فى العالم الثالث علوى لا يمشى بأمر الدستور لكنه يمشى ساعة يومياً بأمر الدكتور، وتتغير الأوضاع عندما يدخل القصر فى الوضع الرأسى ويخرج منه فى الوضع الأفقى فليس فى هذه الدول رئيس حى سابق إلا فى مصر، فعندنا رئيس حى «الوايلى» السابق. وفى رأيى المتواضع أن هناك توازناً طبيعياً فى الحياة السياسية فى مصر، فأربعة أخماس البرلمان حزب حاكم وأربعة أخماس الهواء «نتروجين» خامل وهو ما يجعلنا نتنفس بحرية لأن تكميم الأفواه يفعله الأطباء فى غرف العمليات والأمن المركزى خارجها وهذه أعلى مراتب الإسفنج لدولة مفتوحة طوال الأسبوع عدا الأحد. ففى مصر فقط تجد الوزير «استشارياً» و«مدير مصنع» و«صاحب شركة» و«بيأجّر مراجيح». وقد رأينا الدكتور يوسف والى وهو يتولى منصب وزير زراعة مصر بعد الظهر فقد كان يقضى الفترة الصباحية فى المحاكم شاهداً ومتهماً ومدعياً، وهو ما أدى إلى دخول المبيدات الصباحية المسلطنة أثناء غيابه فى المحاكم.. فى مصر هناك توازن فى الحياة السياسية فأصحاب السفن يوفرون السمك للمواطنين وأصحاب العبّارات يوفرون المواطنين للسمك. وأنا ضد من يقول إن مصر ليس فيها «معارضة» فأنا شخصياً أعرف أكثر من شخص «معارض» فى حكم نفقة لصالح مطلقته وأعرف أحد الأحزاب يضع «نعشاً» أمام مقر الحزب، يقال فى الظاهر إنه «صدقة» بينما الحقيقة أن رئيس الحزب يجهزه للهروب بداخله عند حدوث انشقاق من الأعضاء ضده... فنحن أول من عرف المعارضة عندما قلنا: «ما اشربش الشاى أشرب أزوزة أنا» ومع ذلك يصفق الأعضاء خمس سنوات دون أن يحضر القهوجى. وقد وعدونا بزيادة «الإنجازات» فزادت «الإجازات» لذلك تؤكد كتب التاريخ دائماً أنها طبعت فى مطابع الوزارة.. صحيح أن مصر تراجعت فى بعض تقارير التنمية إلى المركز (104) لكن لا ننسى أن لها مباراة مؤجلة مع زيمبابوى. أشياء قليلة تنقصنا لنغادر العالم الثالث العلوى ونصبح دولة من الطراز الأول، أشياء قليلة تنقصنا هى (الحرية والديمقراطية والعدل والشفافية والمساواة واحترام العلم والاهتمام بالتعليم ومكافحة الفساد وإلغاء التعذيب و............. البقية فى العدد القادم). [email protected]